حصلت أوكرانيا على مزيد من وعود الدعم في مواجهة موسكو، أمس السبت، في الذكرى التسعين ل«الهولودومور» المجاعة التي سببها عمداً النظام الستاليني في ثلاثينات القرن الماضي، وباتت تلقى صدى أكبر منذ التدخل الروسي في أوكرانيا.
وقال أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس السبت، إن روسيا ستدفع ثمن مجاعة في الحقبة السوفييتية خلفت ملايين القتلى الأوكرانيين خلال شتاء 1932-1933، وثمن أفعالها في الحرب الحالية في أوكرانيا. وكتبعلى تطبيق تيلغرام: «سيدفع الروس ثمن قتل جميع ضحايا هولودومور وسيُحاسبون عن جرائم اليوم»، مستخدماً الاسم الأوكراني للكارثة.
وتوجّه عدد من القادة الأوروبيين إلى كييف، السبت، لإحياء ذكرى المجاعة التي تعتبرها أوكرانيا «إبادة جماعية». وذكرت وسائل إعلام في بولندا وليتوانيا أن رئيسي حكومتي البلدين اللذين يدعمان كييف، ماتوش مورافيتسكي وإنغريدا سيمونيت، اجريا محادثات في كييف.
وأكد حرس الحدود الأوكراني أن مورافيتسكي «زار كييف وشارك في تكريم ضحايا المجاعة الكبرى». وتوجه رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو إلى كييف في أول زيارة له منذ 24 من فبراير/شباط. وذكرت وكالة الأنباء البلجيكية (بيلغا)، أنه يحمل معه دعماً مالياً إضافياً بقيمة 37.4 مليون يورو لأوكرانيا.
وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس في مقطع فيديو عن مساعدة إضافية بقيمة عشرة ملايين يورو، لدعم صادرات الحبوب الأوكرانية.
واعتمد البرلمان الألماني، الأربعاء، مشروع قرار يعتبر المجاعة التي تسبب بها نظام جوزيف ستالين في أوكرانيا قبل تسعين عاماً «إبادة جماعية»، وهي جريمة جماعية يتردد صداها مجدداً.
وهذه المجاعة التي تحيي أوكرانيا ذكراها في رابع يوم أحد من نوفمبر/تشرين الثاني، تندرج «على لائحة الجرائم اللاإنسانية التي ارتكبتها أنظمة شمولية تسببت في القضاء على ملايين الأرواح البشرية في أوروبا، ولا سيما في النصف الأول من القرن العشرين»، وفق ما جاء في نص القرار.
وترفض روسيا بشكل قاطع هذه الصفة، مؤكدة أن المجاعة الكبرى التي ضربت الاتحاد السوفييتي في أوائل ثلاثينات القرن الماضي لم يكن ضحاياها من الأوكرانيين فقط؛ بل من الروس والكازاخستانيين وألمان الفولغا وأفراد شعوب أخرى.
يذكر أنه في نوفمبر 1932، نشر الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين قوات الشرطة لمصادرة جميع الحبوب والماشية من المزارع الأوكرانية التي أدخلت حديثاً تحت مظلة الشيوعية، بما يشمل البذور اللازمة لإنبات المحصول الجديد. وتضور ملايين المزارعين الأوكرانيين جوعاً في الأشهر التالية، في ما وصفه تيموثي سيندر المؤرخ في جامعة ييل بأنه «إبادة جماعية متعمدة بكل وضوح». (أ.ف.ب، رويترز)