بيروت: «الخليج»-وكالات
في ظل الأزمة السياسية وفشل البرلمان في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يتقدم الهم الاقتصادي – المعيشي في لبنان الاهتمام الرسمي، مع تدهور سعر صرف العملة المحلية، وتخطي سعر صرف الدولار ل 40 ألف ليرة لبنانية، والانقطاع شبه التام للتيار الكهربائي، بموازاة مواجهة وضع صحي متدهور يواجهه البلد مع زيادة تسجيل الإصابات بالكوليرا، بينما أعلنت حكومة تصريف الأعمال خلو المياه والمنتجات الزراعية من المرض.
وشهدت أسعار الدولار الأمريكي في لبنان، أمس السبت، ارتفاعاً كبيراً أمام الليرة اللبنانية في السوق السوداء غير الرسمية، في مطلع التعاملات الصباحية.
وتختلف أسعار الصرف في السوق السوداء من وقت إلى آخر، ومن مدينة إلى أخرى أيضاً، فيما يشير المراقبون إلى أن استمرار الأزمة السياسية سيزيد من الصعوبات ويشل أجهزة الدولة عن الوفاء بالتزاماتها.
ويواجه الاقتصاد اللبناني، مصاعب جمة خلال ثلاث سنوات الأخيرة، جعلت عملة البلاد في وضع حرج خاصة في ظل استمرار غموض الوضع السياسي، ويسعى لبنان للخروج من أزمة اقتصادية تسبب في تزايد مستويات الفقر بين اللبنانيين، إضافة إلى اضطراب النظام المصرفي لديه.
أزمة سيولة حادة
ومنذ عام 2019، بدأت الليرة اللبنانية، تتراجع تدريجياً أمام الدولار الأمريكي، تزامناً مع أزمة سيولة حادة وتوقّف المصارف عن تزويد المودعين بأموالهم بالدولار. وخسرت الليرة اللبنانية 90% من قيمتها، بسبب الانهيار المالي الذي دخل عامه الثالث وأدى إلى تفشي الفقر، وشلل في النظام المالي، وتجميد مدخرات المودعين في أكبر أزمة يشهدها لبنان منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.
وفي ظل هذه الأزمة الاقتصادية، من المرجح أن يؤدي الفراغ السياسي غير المسبوق إلى زيادة تأخير التوصل لأي اتفاق بشأن حل الأزمة وإقرار الإصلاحات الضرورية، ما يعمق محنة الشعب اللبناني.
إلى ذلك، أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أن التحديات صعبة والمواجهة كبيرة جداً، باعتبار أننا نواجه مجموعة قوى، بعضها غير سيادي لا يريد قيام الدولة في لبنان. وشدد جعجع، في تصريحات نشرت، أمس، على أن «القوات اللبنانية» لا مشكلة لديها مع أي فريق أو شخصية قادرة على القيام بأي أمر في سبيل إنقاذ البلاد، كما لا تميز بين جيل جديد أم قديم أو ابن عائلة سياسية أو غير سياسية، باعتبار أن المقياس الوحيد بالنسبة لها، ولا بديلًا عنه، هو «من يستطيع القيام بأي عمل جدي يصب في مصلحة لبنان».
مشكلة الكوليرا
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الصحة العامة اللبنانية في تقرير نشرته، مساء أمس السبت، عن حالات الكوليرا في لبنان، معلنة تسجيل 5 إصابات جديدة رفعت العدد التراكمي إلى 600، فيما لم يتم تسجيل أي حالة وفاة وسجل العدد التراكمي للوفيات 20.
وأكد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، أن ما أعلنه وزير الزراعة عباس الحاج حسن ورئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي، عن خلو الخضار والفواكه من الكوليرا بعد الفحوص التي أجرتها مختبرات الجودة وسلامة الغذاء في الغرفة على عينات أخذت من كل لبنان، هو أمر مطمئن بالنسبة لجميع اللبنانيين، مثنياً على مختبرات غرفة طرابلس التي تعمل بحرفية وتضع إمكاناتها بتصرف الشعب.
وقال الأبيض، خلال زيارة قام بها إلى طرابلس شمالاً: إن «الهم الأساسي لنا اليوم هو مواجهة الكوليرا، حيث تقوم وزارة الصحة، بجهود كبيرة للحد من هذا الوباء، والكل يعلم أن الفحوص التي تجرى هي للتأكد من خلو المياه والمنتجات سواء زراعية أو غذائية أو صناعية من الكوليرا وهو أمر بالغ الأهمية».