مكسيكو – أ ف ب
شارك الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور مع آلاف من أنصاره بمسيرة في شوارع العاصمة، الأحد، اعتُبرت استعراضاً لقوة الزعيم الشعبوي اليساري.
ووسط هتافات مؤيدة، انضم الرئيس إلى حشود تلوح بالأعلام، ليتقدم شخصياً مسيرة تأتي في وقت يستعد حلفاؤه للانتخابات الرئاسية العام 2024.
وقال لوبيز أوبرادور للصحفيين قبل المسيرة، إن الهدف هو الاحتفال «بالتحوّل» الذي أحدثته الحكومة في المكسيك، بعد مرور أربع سنوات على بدء ولايته التي تستمر ست سنوات.
وكُتب على لافتة في المسيرة «الرئيس ليس وحده»، بينما تعهد آخرون بدعم خطة الحكومة الإصلاحية الانتخابية المثيرة للجدل.
وقالت ألما بيريز، وهي معلمة تبلغ 35 عاماً، مشاركة في المسيرة: «تعجبني الطريقة التي يحكم بها، دائماً ما يفعل كل شيء من أجل الفئات الأكثر ضعفاً».
بدوره قال رامون سواريز، وهو كهربائي يبلغ 33 عاماً، إن لوبيز أوبرادور: «فعل ما لم يفعله أي رئيس آخر للفقراء».
وأضاف سواريز: «يجب أن يتحسن في بعض المجالات مثل الأمن، لكن ذلك لن يحدث بين عشية وضحاها».
وتأتي المسيرة بعد أسبوعين من مشاركة عشرات آلاف الأشخاص في تظاهرة للمعارضة، ضد مقترح لوبيز اوبرادور، إدخال تغييرات تطال أهم مؤسسة انتخابية في البلاد.
واعتبر المحلل السياسي لدى «المعهد المكسيكي المستقل للتكنولوجيا»، فرناندور دووراك أن الرئيس يسعى «لاستعراض قوّته».
ويحظى لوبيز أوبرادور بمعدل تأييد يناهز 60%، ويدين بالكثير من شعبيته لبرامج الرعاية الاجتماعية التي تهدف إلى مساعدة المسنين والمحرومين.
ويُحظر على الرؤساء في المكسيك البقاء أكثر من ولاية واحدة في السلطة. واستبعد لوبيز أوبرادور، إمكان إجراء تعديل للدستور ليبقى في منصبه. لكنه يسعى لأن يبقى حزبه «مورينا» في السلطة بعد انتهاء ولايته. وشارك في المسيرة حليفان مقرّبان من لوبيز أوبرادور يعدّان الأوفر حظاً لخلافته: رئيسة بلدية مكسيكو كلاوديا شينبوم ووزير الخارجية مارسيلو إيبرارد.
وهذه المسيرة هي الأولى التي يقودها رئيس مكسيكي خلال أربعة عقود على الأقل. وتتهم أحزاب المعارضة لوبيز أوبرادور، بأنه شعبوي «مستبد» يعمل على «عسكرة» البلاد عبر منح القوات المسلحة دوراً أكبر في الأمن ومشاريع البنى التحتية.
وأثارت مساعيه لإدخال إصلاحات في «المعهد الانتخابي الوطني» المستقل الجدل. ويتّهم لوبيز أوبرادور المعهد الانتخابي بدعم التزوير عندما فشل في الانتخابات الرئاسية عامي 2016 و2012، قبل أن يفوز في 2018.
ويسعى إلى استبدال المنظمة بهيئة جديدة يختار الناخبون أعضاءها بدلاً من النواب مع تخصيص ميزانية أصغر لها.
ويرى معارضون أن الخطة تمثّل هجوماً على إحدى أهم مؤسسات الديمقراطية المكسيكية. ويتطلب تطبيق الإصلاح دعم ثلثي نواب الكونغرس على الأقل، علما بأن معارضي لوبيز أوبرادور تعهّدوا بالوقوف في وجه التغييرات.