حذرت الأمم المتحدة، أمس الاثنين، من أن نصف سكان العالم يجدون أنفسهم في موقع ضعف شديد حيال التداعيات القاسية والمتزايدة للتغير المناخي، فيما قد يقلص عدم التحرك «الإجرامي» للمسؤولين، الفرص الضئيلة لقيام «مستقبل قابل للعيش» على الأرض. ويرسم التقرير الجديد لخبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ صورة قاتمة لا لبس فيها، تظهر أن تداعيات الاحترار المناخي الناجم عن النشاط البشري باتت واقعاً يُشعر به من الآن.
فمع موجات الجفاف والقيظ والفيضانات والحرائق وانعدام الأمن الغذائي ونقص المياه والأمراض وارتفاع مستوى المياه، يجد 3.3 إلى 3.6 مليار شخص، أي نحو نصف سكان العالم أنفسهم في وضع «ضعف شديد». وقال التقرير: إن التغير المناخي والطقس المتطرف يضران فعلياً بالاقتصاد العالمي وقالوا إنه إذا استمر هذا الوضع دون أي تحرك لتغييره فسيؤدي إلى وقوع ملايين آخرين في براثن الفقر ويرفع أسعار المواد الغذائية ويُحدث اضطراباً في أسواق التجارة والعمل. وتوقع أن يعيش أكثر من مليار شخص بحلول 2050 في مناطق ساحلية مهددة بارتفاع مستوى المياه وفيضانات خلال هبوب عواصف.
وأضاف تقرير الخبراء أنه لم يعد هناك سوى «فرصة ضئيلة تتلاشى بسرعة لتأمين مستقبل مستدام يمكن للجميع العيش فيه». وفي ظل سيناريو يعادل الكابوس، قدر التقرير أن ما يصل إلى 183 مليون فرد آخرين سيعانون سوء التغذية في الدول ذات الدخل المنخفض، بسبب التغير المناخي بحلول 2050».
وفي تعليقه على التقرير، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس ب«استسلام» بعض قادة العالم بشأن مكافحة الاحترار المناخي، معتبراً أنه «جريمة». وقال جوتيريس: اطلعت على الكثير من التقارير العلمية في حياتي لكن لا شيء يقارن بالتقرير الحالي.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينك أن التقرير يشكل «تذكيراً بأن الأزمة المناخية تهددنا جميعاً، ويظهر أيضاً لِمَ ينبغي على الأسرة الدولية الاستمرار في اتخاذ إجراءات مناخية طموحة في وقت نواجه فيه تحديات عالمية ملحة».
(وكالات)