تعتبر الدورة 44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي من الدورات المميزة والإستثنائية بالنسبة لها، ليس لأنه يعرض لها فيلم في المسابقة الرسمية، ولكن لتكريمها في المهرجان وحصولها علي جائزة فاتن حمامة للتميز، تقديرًا لما قدمته طوال مسيرتها الفنية التي انطلقت منذ تسعينيات القرن الماضى.
إنها المخرجة كاملة أبو ذكرى، التي أكدت في حوارها مع موقع “العربية .نت” ـأنها سعيدة بحصولها على هذا التكريم الذي غير مجرى حياتها وجعلها تتراجع عن فكرة الإعتزال، بل واعتبرته هدية ورسالة من الله، لتعود لتقديم أعمال أخرى، خاصة وأن أعمالها تقدم المرأة بشكل مختلف جدا.
كاملة أبو ذكرى
كيف رأيت تكريمك واستقبال الجمهور والزملاء لهذا الحدث؟
التكريم كان مفاجأة بالنسبة لي وبكيت أثناء المكالمة التي تلقيتها من أمير رمسيس وهو يبلغني بالأمر، وشعرت بأن أمير أيضا أصيب بالخوف من ردةفعلي، وفي نفس المكالمة تحدث معي النجم حسين فهمي وتسبب حديثه معي في دخولي أيضا في هيستريا من البكاء، ولكني في الحقيقة سعدت بالتكريم جدا، وشعرت أن مشواري لم يذهب هدرًا، وأن رحلتي كانت تستاهل التعب والجهد والمعاناة، فأنا سعيدة بالجائزة جدًا، خاصة وأن الجائزة تحمل اسم سيدة الشاشة العربية، بل ومنحنى دفعة كبيرة لتقديم أفضل ما عندى للجمهور.
كاملة أبو ذكرى
فتكريمى يعد تقديرا كبيرا من بلدي بعد مسيرة طويلة من التعب، جعلنى وكل أسرتى فخورين بهذا التكريم، وسعدت أيضا بالحضور للندوة وحالة الحب التي شعرت بها، كانت في وقتها، وكأنها رسالة ربانية حتى أتراجع عن قرار إعتزالي الإخراج والذي أتخذته من فترة، وسألت نفسي “كيف أترك المهنة التي أحببتها؟”، خاصة بعد تقدير أكبر مهرجان في وطني لأعمالي، وجاء ذلك بعد غياب التقدير في مسلسلي الأخير “بطلوع الروح”، لذلك أشعر الآن أنني أملك المزيد من القدرة على تقديم الأفضل.
وما الذي تمنيتي أن يحدث بعد هذا التكريم؟
أتمنى العودة للسينما بكل تأكيد ولكن هل الموضوعات التي أحب تقديمها تصلح في المناخ السينمائي الحالي؟! فأنا لست مخرجة أكشن، فأنا أنتمي لسينما عاطف الطيب ومحمد خان وأسامة فوزي، عندما تتواجد تلك النوعية أتمنى أن أكون متواجدة، وأتمنى أن أعود للسينما بالأفلام التي أحب تقديمها. وعندما قررت التراجع عن الإعتزال، وجدت حالة من التشجيع داخل أسرتي، وأبنتى تحديدا، والتي قالت أنني صاحبة القرار في حياتي المهنية، وليس لأحد حق فرض رأيه، رغم أنها كانت غاضبة للضغوط التي تعرضت لها في مسلسل “بطلوع الروح”، وكانت ترى أن الأنسب الإعتزال وقتها، لكن بعد التكريمات ونجاح العمل، قالت أنني لا بد أن أعود للعمل.
هل واجهت صعوبات في البدايات؟
بداية عملي كانت صعبة، وعملت لفترة طويلة كمساعدة حتى أحصل على فرصة أن أكون مخرجة تتحمل مسؤولية عمل فني، وكان لدي قرار أن أكون مخرجة قبل أن أكمل عامي الـ30، وهو ما تحقق بالفعل، حيث قدمت “سنة أولى نصب” أول فيلم من إخراجي عام 2004، وبعدها توالت الأعمال، لكن هذا لا يعني أنني عبرت المرحلة الصعبة في حياتي المهنية، بالعكس أنا لازالت أعيشها.
هل اختلفت الأمور بالنسبة لك كمخرجة مشهورة الآن مقارنة ببداية عملك؟
في بعض الأمور، مثل أن أحصل على عروض كثيرة لإخراج أعمال مقارنة بالبدايات، لكنني مازالت أعاني بسبب لقب “مخرجة”، فلو كنت “مخرج” أعتقد أن الأمور ستكون أسهل، والدليل أن لدي فيلم أرغب في إنتاجه منذ 4 سنوات ولا أجد المنتج الذي يتبنى التجربة، وهذا يجعلني مع كل تجربة جديدة أكون أشبه بمخرجة مبتدئة في بداية طريقها، وأعتقد أن الأمر له علاقة بأنني امرأة أولا، وثانيا أنني لا أملك “شلة” في الوسط الفني، ولا أحب السهرات والحفلات، “وأصدقائي معروفون بالعدد”.
وما هي السينما التي تريدين تقديمها؟
أتمنى تقديم سينما تشبه ما قدمه عاطف الطيب ومحمد خان وسمير سيف ورضوان الكاشف، كان نفسي في شكل جيلي وسني أكون بنتمي لذلك الجيل وأقدم هذا النوع من الأفلام، وكان في وقتهم أفلام أكشن وكوميدي، لكن بجانبها كانت هناك نوعيات أفلام مثل زوجة رجل مهم، خرج ولم يعد، الهروب، ضد الحكومة، سواق الأتوبيس… أين تلك الأفلام حاليا، تلك هي السينما التي كنت أتمنى أن أقدمها، والـ 5 أفلام الذي قدمتهم حاولت أن أكون جزء منهم، ولكني لم أجد إنتاج متحمس لذلك النوع من هذه الأفلام، بالرغم أنها كانت أفلام بسيطة وناجحة، ولكن حاول أن تكون قريبة للجمهور، فالمخرج عاطف الطيب في أفلامه كان همه البني آدم المصري المتعب الذي لم يجد حقه وأتمنى أن أقدم فيلما مثل زوجة رجل مهم.
هناك كثير من الأعمال المميزة في مسيرتك الفنية.. أيا من تلك الأعمال هي الأقرب إلى قلبك؟
فيلم “ملك وكتابة”، لأن شخصية البطلة – التي جسدتها هند صبري – تشبهني، وقصتها تشبه حكاياتي، كما أن العمل كان يتحدث عن كواليس العمل الفني، وأن السينما علاج لبعض الأزمات النفسية والإجتماعية.
ما أصعب الأعمال التي قمت بإخراجها؟
مسلسل “بطلوع الروح” و”واحة الغروب”، لكن “بطلوع الروح” الأصعب، حيث كان لدي ظروف أسرية خاصة أثناء التحضير له وتصويره، بالإضافة الى أن العمل احتاج لتحضيرات معقدة، ويكفي أنك تعيش وسط أجواء داعشية لمدة 4 شهور، يوميا كنت أشاهد أفلام تسجيلية عن الحياة في دولة “داعش” المنهارة، مع مشاهد دموية صعبة أصابتني بإكتئاب، هذا الأمر جعلني لا أستطيع النوم لأيام، وكنت أستعين بالموسيقى لكي تساعدني على النوم، وكنت أشعر تماما بنفس ما كانت تشعر به “ملك” في حياتها وسط “داعش”.
وماذا عن الكيمياء التي تجمع بينك وبين نيللي كريم والكاتبة مريم نعوم؟
العلاقة التي تجمعني بنيلي ومريم قائمة على التفاهم والثقة، كما أن أفكارنا متشابهة، وهذا لا يمنع وجود اختلاف في وجهات النظر كثيرا، لكن دائما ما تكون أمور فرعية، لكنني سعيدة بـ”مثلث الرعبط الدرامي الذي يحقق نجاحات متواصلة.