أكد مسؤولون أتراك، أمس الاثنين، أن القوات المسلحة التركية أوشكت على الانتهاء من الاستعدادات لعملية برية في شمال سوريا، وتنتظر فقط قرار رئيس الدولة، فيما تحدث نائب تركي من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم عن حقبة جديدة في العلاقات بين أنقرة ودمشق.
ونقلت «رويترز»، عن مصدر تركي مطلع، قوله إن «كل الاستعدادات انتهت. الآن هناك حاجة إلى قرار سياسي». وأشار مصدر آخر إلى أن الاستعدادات النهائية ستستغرق بضعة أيام أخرى.
وأضاف «لم يبق الكثير قبل بدء العملية. الأمر يتوقف الآن على قرار الرئيس»، مشيراً إلى أن المعارضة السورية المسلحة المتحالفة مع تركيا استعدت لمثل هذه العملية بعد بضعة أيام من تفجير إسطنبول في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني. ووفق مصادر رويترز، ستكون أهداف العملية مدن منبج وعين العرب (كوباني) وتل رفعت. وألمحت المصادر إلى أن قرار بدء العملية كان على جدول أعمال اجتماع الحكومة أمس. وبحسب تلك المصادر، فإن أنقرة أجرت اتصالات مع موسكو وواشنطن بشأن أنشطتها العسكرية. وأبلغت الولايات المتحدة تركيا، العضو بحلف شمال الأطلسي، بأن لديها مخاوف بالغة من أن يؤثر التصعيد العسكري على الهدف المتمثل في مكافحة تنظيم «داعش» المتشدد في سوريا. وطلبت روسيا من تركيا الامتناع عن شن هجوم بري شامل.
من جهة أخرى، ذكرت وزارة الدفاع التركية، أمس الاثنين، أن الجيش التركي نجح في «تحييد» 14 مقاتلاً من وحدات حماية الشعب الكردية كانوا يستعدون لشن هجمات في مناطق سورية واقعة تحت السيطرة التركية. وعادة ما تستخدم الوزارة هذا المصطلح للتعبير عن القتلى. وذكرت الوزارة أن ثلاثة جنود أتراك قُتلوا يوم السبت في شمال العراق حيث يقوم الجيش بعملية ضد حزب العمال الكردستاني منذ إبريل/ نيسان.
في غضون ذلك، قال أورهان ميري أوغلو، النائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، إن بداية حقبة جديدة في العلاقات بين أنقرة ودمشق أمر محتمل للغاية، لكن من السابق لأوانه الحديث عن تعاون شامل. وأضاف النائب لوكالة «نوفوستي»، «من الصعب للغاية القول إن عملية (التقارب مع سوريا) بدأت، وبالتالي تصعب الإجابة عن الأسئلة مثل كيف؟.. متى؟ مع من؟ ولماذا؟ على ما يبدو أن الجانب السوري لديه الرغبة في إجراء مفاوضات في دولة ثالثة، ومن المرجح أن تكون روسيا، لذلك من المبكر الحديث عن تعاون شامل، كما أن بداية حقبة جديدة في العلاقات بين دمشق وأنقرة قبل الانتخابات التركية ممكنة، وهذا احتمال كبير للغاية، لكن من الواضح أننا ما زلنا بعيدين عن فكرة الشراكة في العمل». وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد صرح مؤخراً بأنه «يمكن أن تعود الأمور إلى نصابها (في العلاقات) مع سوريا في المرحلة القادمة، مثلما جرى مع مصر، فليست هناك خصومة دائمة في السياسة».(وكالات)