الخرطوم: عماد حسن
تمكن آلاف المحتجين السودانيين،أمس الاثنين، من الوصول إلى القصر الرئاسي بالخرطوم، والتظاهر أمامه، مطالبين بالحكم المدني الديمقراطي، فيما أعلنت البعثة الأممية لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان «يونيتامس»، أن مشاوراتها مع القوى السياسية تدعم حلاً سودانياً للخروج من الأزمة معتبرة أن إجراءات قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر الماضي شكلّت انتكاسة كبيرة للفترة الانتقالية.
واخترق موكب من المتظاهرين الطوق الأمني ووصلوا إلى البوابة الرئيسية للقصر الجمهوري،وهتف بعض المحتجين، «شعب واحد جيش واحد»،و«السلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات»،فيما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريقهم، لكنها اضطرت لفك الحواجز الأمنية مع إصرار المتظاهرين على تجاوزها،قبل أن توجه لجان المقاومة المتظاهرين بالانسحاب.
وأفاد صحفي من وكالة الصحافة الفرنسية بأن قنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقتها الشرطة، خرجت منها غازات ألوانها حمراء وصفراء وخضراء تؤثر بشدة على العيون والتنفس. وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية مقتل متظاهر بأم درمان، جراء إصابته برصاص حي في الرأس اخترق الجمجمة.
وخرجت التظاهرات بالإضافة إلى العاصمة في مدني وبورتسودان والأبيض والقضارف.
إلى ذلك، قالت البعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية «إنها لم تفقد الأمل بأنّ الشعب السوداني سيتمكّن من إعادة مسار الانتقال نحو تحقيق التحول المدني والديمقراطي والاستفادة من تجارب الماضي والتركيز على وعود المستقبل».
وأضاف رئيس البعثة فولكر بيرتس:«إن المشاورات التي أجرتها البعثة أكدت على تنوع النسيج السوداني والوعي المتزايد في المجتمع حول القضايا السياسية والاجتماعية».
وكشف أن البعثة عقدت أكثر من 110 اجتماعات وتلقت 80 أطروحة مكتوبة،وأوضح أن الرؤى والأطروحات التي تلقتها البعثة ستسهم في تحديد الخطوات القادمة من العملية السياسية.
وقال:«الحل يجب أن يأتي من السودانيين أنفسهم».
ونوه إلى أن شعار ثورة ديسمبر «حرية، سلام، وعدالة» كان ملهماً لكل العالم وفتح الطريق للانتقال الثلاثي من الدكتاتورية إلى الديمقراطية ومن الحروب إلى السلام الشامل ومن الإدارة الاقتصادية إلى التنمية المستدامة.
وغادرت قوات حركة جيش تحرير السودان بقيادة «مني أركو مناوي» أمس الفاشر عاصمة شمال دارفور إنفاذاً لقرار الترتيبات الأمنية.