واصل الجنيه الإسترليني تحقيق مكاسبه التي بدأها منذ أيام، ليسجل أعلى مستوى له منذ أكثر من خمسة شهور، أي منذ يونيو الماضي، حيث اخترق مستوى 1.23 دولار خلال التداولات الصباحية اليوم الجمعة، بحسب ما رصدت “العربية.نت”.
كانت العملة البريطانية قد هوت قبل أقل من شهرين إلى أدنى مستوى في تاريخها عندما وصل الإسترليني إلى 1.03 دولار أميركي، قبل نحو شهرين فقط من الآن، متأثراً بالميزانية المصغرة التي أعلنها وزير الخزانة آنذاك كواسي كوارتنج والتي استقال على إثرها بعد أيام قليلة، ومن ثم أطاحت لاحقاً برئيسة الحكومة ليز تراس.
وارتفع الجنيه الإسترليني صباح الجمعة إلى أعلى مستوى له مقابل الدولار منذ يونيو عند 1.23 دولار، وذلك بسبب ضعف الدولار الأميركي وتوقعات بتباطؤ رفع أسعار الفائدة.
يقول الخبراء الاقتصاديون إن ارتفاع سعر صرف الجنيه الإسترليني سوف يساعد قليلاً في مواجهة أزمة تكلفة المعيشة الحالية، لأنه سيجعل السلع المستوردة أقل تكلفة.
وقال سايمون فرينش، كبير الاقتصاديين ورئيس الأبحاث في بانمور جوردون: “الجنيه الإسترليني عند هذا المستوى سوف يحد من التضخم في العام 2023، مقارنة بالواقع المضاد لضعف قيمة الجنيه الإسترليني في أكتوبر”.
وأضاف في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية في لندن: “قد يكون من الصعب تحديد ذلك في البيانات الرئيسية، لكن تحسن معدلات التجارة له تأثير كبير بالنظر إلى العجز التجاري الكبير في بريطانيا. هذا يُؤدي إلى بعض الراحة للمستهلكين”.
وبعد الاضطرابات التي شهدتها الأسواق المالية في سبتمبر، تبنى المستثمرون الدوليون نظرة أفضل للاقتصاد البريطاني الشهر الماضي، بمساعدة بيان الخريف للمستشار جيريمي هانت. وارتفع الجنيه من 1.1469 دولار إلى 1.23 دولار خلال هذه الفترة.
ويتوقع الكثير من المراقبين أيضاً تباطؤاً في رفع أسعار الفائدة الأميركية، مما تسبب في تحولهم من الدولار إلى الأصول ذات المخاطر العالية.
ومنذ أن بلغ ذروة 20 عاماً في أواخر سبتمبر الماضي، فقد الدولار حوالي 8% من قيمته مقابل نظرائه الرئيسيين، بعد أن انخفض بنسبة 1.5% هذا الأسبوع وحده.