بيروت: «الخليج»، وكالات
اشتد الجدال الحكومي اللبناني، مساء أمس الأحد، حول جلسة حكومة تصريف الأعمال اليوم الاثنين، بعد أن أعلن تسعة وزراء مقاطعتهم للجلسة، فيما أكد مستشار رئيس حكومة تصريف الأعمال فارس الجميل، أن «جلسة الحكومة اليوم قائمة في موعدها»، لافتاً إلى أنه مهما كانت الاعتبارات، فليتحمل الكل مسؤوليته ونصاب الجلسة لا يزال قائماً.
وأوضح الجميل في حديث صحفي، مساء أمس، أنه لن يكون هناك إلغاء للجلسة، وهناك اتصالات مستمرة.
وذكر أن البطريرك بشارة الراعي، تحدث عن تصريف أمور الناس، ولا يوجد شيء أهم من صحة الناس. وأكد أن الملفات بحاجة إلى جلسة للحكومة، ولا يمكن إقرارها من دون جلسة.
من جهة أخرى، لفت الوزراء في حكومة تصريف الأعمال، عبدالله بو حبيب، هنري خوري، موريس سليم، امين سلام، هكتور حجار، وليد فياض، وليد نصار، جورج بوشيكيان وعصام شرف الدين، إلى أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، فاجأنا بدعوتنا لعقد جلسة لمجلس الوزراء بجدول أعمال فضفاض ومتخبّط، فيما حكومتنا هي حكومة تصريف أعمال (بالمعنى الضيّق للكلمة) ولم تجتمع منذ اعتبارها مستقيلة منذ أيار الماضي.
وذكر الوزراء، في بيان: «إننا أكثر المعنيين بقضايا الناس ومعالجتها ولا نعدم وسيلة لتحقيق ذلك وهي متوفرة دستورياً وقانونياً، خاصة أن موضوع المرضى والمستشفيات وغيره من الأمور المهمّة يمكن حلّها من دون انعقاد مجلس وزراء، كما تم سابقاً في مواضيع ملحّة ومهمّة. إلا أننا نحن ملزمون باحترام الدستور والحفاظ عليه وبعدم التعرّض لثوابت التوازن الوطني».
وقال الوزراء: «إننا نعلن عدم موافقتنا وعدم قبولنا بجلسة مجلس الوزراء من منطلق دستوري وميثاقي، وكذلك عدم موافقتنا أو قبولنا بأي من قراراتها».
وأوضحوا، في ذكر الأسباب لقرارهم، أن «المادة 64 من الدستور واضحة لناحية عدم جواز الحكومة ممارسة صلاحياتها عندما تكون مستقيلة إلا بالمعنى الضيّق لتصريف الأعمال، وقد صدر مرسوم اعتبارها مستقيلة عن رئيس الجمهورية، وبالتالي، لا يجوز لها أن تجتمع».
وكان المكتب الإعلامي للرئيس السابق ميشال عون، قد لفت إلى أن التذرع بتلبية الحاجات الاستشفائية والصحية والاجتماعية وغيرها من المواضيع التي أوردها رئيس حكومة تصريف الأعمال في جدول أعمال الجلسة التي دعا إليها، لا يبرر له خطوته التي تدخل البلاد في سابقة لا مثيل لها في الحياة الوطنية اللبنانية، مع ما تحمله من تداعيات على الاستقرار السياسي في البلاد. وفي رد للمكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أشار في بيان إلى أن رئيس الحكومة في دعوته إلى اجتماع الحكومة يأخذ في الاعتبار هواجس البطريرك وموقفه، وسيسعى بالتأكيد إلى أن تبقى الحكومة بعيدة عن تأثيرات من هنا وهناك لتحافظ على استقلاليتها سلطةً تنفيذية، ولو لتصريف الأعمال، كما دعا البطريرك الراعي، في عظته، أمس الأحد.