جرت، أمس الثلاثاء، عملية التصويت في مراكز الاقتراع بولاية جورجيا الأمريكية في جولة إعادة على مقعد مجلس الشيوخ، يتنافس عليه السيناتور الديمقراطي، رافاييل وارنوك، الذي يسعى إلى إعادة انتخابه، والجمهوري هيرشل ووكر، المدعوم من الرئيس السابق دونالد ترامب، فيما يعد هذا الاقتراع حاسماً بالنسبة لما تبقى من ولاية الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
وكان وارنوك تقدم بفارق قارب 37 ألف صوت على منافسه الجمهوري هيرشل ووكر، في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي جرت في 8 نوفمبر الماضي. لكن ذلك لم يكن كافياً لإعلان فوزه، لأنه لم يستوف عتبة 50% من الأصوات التي ينص عليها قانون الولاية، وهو ما أدى إلى جولة الإعادة أمس، وكانت فيها المنافسة محتدمة، وأظهرت استطلاعات الرأي القليلة تقارب المرشحين والنتائج النهائية قد لا تُعرف قبل عدة أيام.
وأفاد استطلاع أجرته «أسوشيتد برس» بأن المرشحين يواجهان تحديات في هذه الجولة، لإقناع قاعدتهما بالمشاركة بقوة في الانتخابات، بعدما حُسمت بالفعل أغلبية مجلس الشيوخ لصالح الديمقراطيين. ولن تؤثر نتيجة التصويت في مصير الأغلبية بمجلس الشيوخ، إذ حسم الديمقراطيون بالفعل السيطرة عليها بشغلهم 50 مقعداً (مقابل 49 مقعداً للجمهوريين). وفي حال فوز الجمهوريين بالمقعد ال50 في جورجيا، فإن نائبة الرئيس كامالا هاريس سيكون لها حق الإدلاء بصوت كسر التعادل لصالح الديمقراطيين، في حالات الانقسام بنسبة 50 إلى 50 في المجلس.
وإذا فاز السيناتور الديمقراطي رافائيل وارنوك في انتخابات الإعادة، فإن ذلك سيزيد أغلبية الديمقراطيين في مجلس الشيوخ إلى 51 مقابل 49 للجمهوريين. وهذا بدوره سيعطي الديمقراطيين ميزة إضافية في إقرار العدد المحدود من مشاريع القوانين التي يُسمح بإجازتها بأغلبية بسيطة من الأصوات بدلاً من ال60 صوتاً اللازمة لمعظم التشريعات.
ويرى الجمهوريون أن هذا المقعد في مجلس الشيوخ يمكن أن يوفر لهم فرصة لزيادة قوتهم وقدرتهم على عرقلة سياسات الرئيس الديمقراطي. فمع بقاء 700 يوم قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، تأمل المعارضة الجمهورية أيضاً في تحطيم زخم جو بايدن الذي كان أداؤه أفضل بكثير مما كان متوقعاً في الانتخابات التشريعية في نوفمبر. في المقابل، قد تؤدي خسارة الحزب الجمهوري في جورجيا إلى إضعاف شعبية ترامب نظراً لدعمه المرشح الجمهوري، هيرشل ووكر. كما قد تزيد الخسارة من فرص حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، لمنافسة ترامب على ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الاثنين، إن هذه الانتخابات «أساسية حقاً»، داعياً الناخبين إلى التوجه بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع لدعم مرشح الحزب. ودلالة على أهمية هذه الانتخابات، تم ضخ ما يقرب من 400 مليون دولار فيها، ما يجعلها الأغلى في انتخابات نصف الولاية. لكن من الصعب التنبؤ بنتيجتها.
(وكالات)