رحبت دولة الإمارات بالتوقيع على«الاتفاق السياسي الإطاري» في السودان وما حظي به من إشادة إقليمية ودولية، وعبرت عن أملها في أن يفتح هذا الاتفاق صفحة جديدة يمضي على إثرها الشعب السوداني في مساره نحو الأمن والازدهار المنشودين.
وشكرت أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة للدولة لدى مجلس الأمن الدولي، الممثل الخاص للأمم المتحدة فوكلر بيرتيس على موافاة المجلس بالمستجدات الأخيرة، بما في ذلك جهود الآلية الثلاثية في ظل التفاهُمات التي تم التوصل إليها بشأن مسودة الوثيقة الدستورية والتي أفضت إلى التوقيع على «الاتفاق السياسي الإطاري» في مَطلعِ هذا الأسبوع.
وقالت الحفيتي، خلال جلسة المجلس الخاصة بشأن بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان«يونيتامس»، إن المرحلة المقبلة تتطلب البناء على الزخم الحالي، لضمان التوصل إلى اتفاق سياسي مستدام، وذلك من خلال مُضاعفة الجهود لرأب الصَّدْع بين الأطراف والتشاور في المسائل العالقة، لاسيما أن الأمور مرهونة بأوقاتها.
وشددت على أهمية مواصلة إشراك النساء في المشاورات، لضمان عكس احتياجاتهن وأولوياتهن في المرحلة الانتقالية وما بعدها، مؤكداً أهمية تغليب لغة الحوار والحكمة لما فيها من مصلحة للشعب السوداني الشقيق. وأكدت نائبة مندوبة الدولة على أن إنجاح المرحلة الانتقالية في السودان يقتضي استئناف مؤسسات التمويل الدولية لبرامجها، ومواصلة الشركاء الدوليين دعم اقتصاد السودان، لتفادي انهيارِه في هذه المرحلة المهمة، خاصة مع استمرار التضخم وارتفاع مستويات البطالة وتراكم الديون الخارجية.
وأضافت أن الحاجة تزداد إلى مثل هذا الدعم في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية، حيث لاتزال المجتمعات تعاني صعوبة في الحصول على السلع الأساسية، وكذلك الأضرار الجسيمة الناجمة عن الفيضانات الشديدة التي شهدتها بعض المناطق مؤخراً.
وأشارت الحفيتي إلى أن الإمارات تابعت بقلق الاشتباكات القبلية الأخيرة في ولايتي غرب كردفان والنيل الأزرق، مؤكدة أن احتواء مثل هذه التوترات والحيلولة دون تجددها يتطلب استمرارية الجهود المحلية والبناء عليها. وبالمثل في ما يتعلق بالأوضاع في دارفور، فإن اتفاقات المصالحة المحلية أثبتت أهميتها في مواصلة دعم الاستقرار فيه، كما كان للمساهمات القيمة للجنة الدائمة لوقف إطلاق النار، بالغ الأثر في إحراز تقدم في تنفيذ الترتيبات الأمنية الانتقالية لدارفور وفقاً لاتفاق جوبا للسلام. وشددت على ضرورة أن يقدم المجتمع الدولي الدعم اللازم للسودان، لاستكمال تنفيذ كافة بنود اتفاق جوبا للسلام.
..وتشدد على تعزيز قدرات التصدي لتغير المناخ
أكدت الإمارات في اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة حول المساعدة الإغاثية التي تقدمها المنظمة الدولية في حالات الكوارث، أهمية تعزيز قدرات التصدي لظاهرة تغير المناخ وتداعياتها الإنسانية.
وقالت الإمارات، في بيان ألقاه محمد العلماء، إنها مستمرة في العمل بشكل وثيق مع الدول الأعضاء ومنظمات الأمم المتحدة والجهات الفاعلة الإنسانية الأخرى، للتصدي بشكل جماعي للاحتياجات الإنسانية المتزايدة حول العالم، ولمعالجة التحديات القائمة في هذا المجال، مشددة على أن الجهود الإنسانية المشتركة أصبحت ملحة أكثر من أي وقت مضى. وأكدت الإمارات دعمها لجهود الأمم المتحدة في تنسيق الاستجابة الإنسانية والمساعدات الإغاثية للأشخاص المتضررين في حالات الكوارث، باعتبارها الخطوة الأولى نحو تحقيق التعافي والتنمية والاستقرار.
وشددت على ضرورة تقديم هذه المساعدات استناداً إلى مبادئ الإنسانية وحدها، بعيداً عن أية اعتبارات دينية، أو عرقية، أو سياسية، أو جغرافية.
وأشادت الإمارات، في بيانها، بمشروع القرار الذي يسعى إلى تعزيز قدرات جميع الدول الأعضاء في التصدي لتغير المناخ وتخفيف آثار وتداعيات هذه الظاهرة لاسيما على الأوضاع الإنسانية، والتي تشكل مصدر قلق. وأكد البيان أن الإمارات تؤمن بأن التركيز على الوقاية يعد الاستثمار الأمثل والأكثر فعالية والأقل كلفة لحماية الإنسانية واستقرارها.
ومن هذا المنطلق، ستواصل العمل على دعم التدابير الهادفة للتخفيف من آثار تغير المناخ وزيادة القدرة على التكيف معه، بما في ذلك من خلال استضافة الإمارات للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف (COP28) العام المقبل.
وشددت الإمارات على المسؤولية الدولية المشتركة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع الصراعات خاصة طويلة الأمد، وإيجاد حلول سلمية لها، حيث تتسبب مثل هذه الصراعات في إطالة الأزمات الإنسانية وتفاقمها مع مرور الزمن.
وقالت الإمارات إنها تسعى منذ انضمامها إلى مجلس الأمن طليعة هذا العام، إلى ضمان أن ينظر المجلس بشكل كامل في القضايا الإنسانية ذات الصلة لعمله. كما تعمل جنباً إلى جنب مع الدول الأعضاء الأخرى، للتشجيع على التوصل لحلول سلمية للنزاعات المسلحة.