استضافت العاصمة السعودية الرياض، أمس الجمعة، ثلاث قمم، الأولى خليجية، وخليجية -صينية، وعربية صينية، معلنة بدء مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات، ودفعها نحو آفاق جديدة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وأكدت تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين دول مجلس التعاون والصين. وترأس صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة وفد الدولة إلى أعمال القمم الثلاث التي عقدت في مركز عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات.
وجدد المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في دورته ال 43 التي افتتحها،ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حرص دول المجلس على الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة ودعم رخاء شعوبها وتعزيز علاقات المجلس مع الدول الشقیقة والصدیقة والمنظمات الإقليمیة والدولية، مشدداً على أن أمن دول المجلس كل لا يتجزأ، مبدياً ترحيبه بأن تكون رئاسة دورته الرابعة والأربعين لقطر. وقال ولي العهد السعودي: إن التعاون الوثيق بين دول الخليج سيؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة، مؤكداً أن دول الخليج ستظل مصدراً موثوقاً للطاقة في العالم. وجدد المجلس إدانته للإرهاب بكافة أشكاله وصوره، وأكد رفضه للتدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول. وأشاد بدور الإمارات الرائد لمواجهة ظاهرة التغير المناخي.
وفي القمة الثانية -الخليجية -الصينية،أكد الأمير محمد بن سلمان أنها تؤسس لمرحلة تاريخية جديدة في التعاون الخليجي الصيني، معبراً عن تطلع المملكة للتعاون مع الصين في مختلف المجالات ونقله لآفاق أرحب، فيما أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، في كلمته، أن بلاده ستواصل دعمها الثابت لأمن دول الخليج، وستواصل استيراد النفط بكميات كبيرة من دول الخليج. وأشار بينغ إلى قيام بلاده بإنشاء مجلس استثمار مع دول الخليج، وإنشاء المركز الخليجي الصيني للأمن النووي.
وفي القمة الثالثة،العربية -الصينية،لفت الأمير محمد بن سلمان إلى أن «التنمية الإقليمية والدولية تتطلب ظروفاً عالمية مستقرة». وعبر عن تقديره ل«موقف الصين الداعم لمبدأ حل الدولتين في ما يخص القضية الفلسطينية». كما ثمّن «دور الصين في طرح مبادرات جادة لتعزيز الأمن الغذائي العالمي»، بينما أعرب شي جين بينغ، عن سعادته بعقد القمة العربية الصينية الأولى، معتبراً إياه حدثاً مفصلياً في تاريخ العلاقات الصينية العربية نحو مستقبل أفضل. وجدد التزام بلاده بإيجاد حلول سياسية للقضايا الشائكة «وبالحفاظ على السلم والأمن في المنطقة».