أعلن علماء أميركيون، الثلاثاء، تحقيق “اختراق علمي كبير” في مجال الاندماج النووي، قد يحدث يوماً ثورة في إنتاج الطاقة على الأرض.
وأوضح مختبر لورانس ليفرمور الوطني التابع لوزارة الطاقة الأميركية في تغريدة، أن تجربة أجراها الأسبوع الماضي “أنتجت من خلال الاندماج النووي كمية أكبر من الطاقة” المستخدمة في أجهزة الليزر لبدء التفاعل.
ووصفت وزارة الطاقة الأميركية بدء الاشتعال الاندماجي بأنه “اختراق علمي كبير” من شأنه أن يؤدي إلى تحقيق “تطور في مجالات الدفاع الوطني ومستقبل الطاقة النظيفة”.
كما اعتبر مدير مختبر لورانس ليفرمور، كيم بوديل، الاندماج النووي بأنه “أحد أهم التحديات العلمية التي واجهتها الإنسانية على الإطلاق”.
مصدر نظيف ووفير وآمن للطاقة
هذا ويعمل العلماء منذ عقود على تطوير الاندماج النووي – الذي وصفه مؤيدوه بأنه مصدر نظيف ووفير وآمن للطاقة يمكن أن يسمح للبشرية في نهاية المطاف بإنهاء اعتمادها على الوقود الأحفوري الذي يعد السبب في أزمة المناخ العالمية.
وكانت صحيفة “فاينانشال تايمز” نشرت في نهاية الأسبوع تقريرًا أثار الكثير من الجلبة في المجتمع العلمي.
وقالت الصحيفة ومقرها في المملكة المتحدة، إن باحثين في مختبر لورانس ليفرمور الوطني في كاليفورنيا نجحوا لأول مرة في إنتاج “رصيد صافٍ من الطاقة” من الاندماج النووي، وهذا يعني إنتاج طاقة أكبر في التفاعل مما تم استخدامه في تفعيلها.
من مختبر لورانس ليفرمور الوطني التابع لوزارة الطاقة الأميركية – رويترز
نجاح للعلم
كما قالت “فاينانشال تايمز” إن علماء مختبر لورانس ليفرمور الوطني أنتجوا مؤخرًا حوالي 2,5 ميغا جول من الطاقة في تفاعل اندماج نووي، أو نحو 120% من 2,1 ميغا جول استخدمها الليزر لبدء التفاعل.
ولكن الطريق ما زال طويلًا قبل أن يصبح الاندماج قابلاً للتطبيق على نطاق صناعي.
20 – 30 عاماً
من جانبه، قال إريك لوفيفر مدير المشروع في لجنة الطاقة الذرية الفرنسية لوكالة فرانس برس، إن ذلك قد يستغرق 20 أو 30 عاما أخرى.
لكن خبراء المناخ يحذرون من أن العالم لا يمكنه الانتظار كل هذا الوقت لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والحد من تأثيراته الخطيرة.
هذا ويجري تطوير مشاريع أخرى للاندماج النووي في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك المشروع الدولي الكبير المعروف باسم المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي (إيتر) ITER وهو قيد الإنشاء حاليًا في فرنسا.
وبدلاً من الليزر، سيستخدم ITER تكنولوجيا تُعرف باسم الحصر المغناطيسي تحتوي على كتلة دوامة من بلازما الهيدروجين الاندماجية داخل حجرة ضخمة على شكل كعكة دائرية.