كواليس مثيرة في عملية الليبي أبوعجيلة «صانع قنبلة» لوكيربي

إعداد: محمد ثروت
كشفت تقارير صحفية بريطانية، كواليس جديدة حول تسليم الليبي محمد أبوعجيلة مسعود إلى الولايات المتحدة، على خلفية اتهامه بالتورط في تصنيع القنبلة التي انفجرت بطائرة بان أمريكان، فوق مدينة لوكيربي الاسكتلندية، في عام 1988.
وقالت صحيفة «غارديان» البريطانية، في تقرير نشرته الأربعاء، على موقعها الإلكتروني، إن تسليم أبوعجيلة إلى السلطات الأمريكية تم الاتفاق عليه منذ 3 أشهر، بعد مباحثات بين مسؤولين في الحكومة الأمريكية وآخرين في الحكومة الليبية.
وظهر أبوعجيلة، البالغ من العمر 80 عاماً، لفترة قصيرة أمام محكمة في واشنطن، أمس الأول الاثنين، لمحاكمته في الاتهامات الموجهة إليه كونه القائم على تصنيع القنبلة التي انفجرت على متن طائرة بوينغ 747، فوق لوكيربي، ما أدى إلى مقتل 270 شخصاً، في أكبر هجوم إرهابي تشهده بريطانيا على الإطلاق.
وكانت وزارة العدل الأمريكية قد أعلنت أن أبوعجيلة في قبضة السلطات الأمريكية، إلا أنها لم تكشف تفاصيل إضافية حول كيفية تسليمه.
ونقلت «غارديان» عن مسؤولين ليبيين مطلعين أن أبوعجيلة تم اعتقاله من منزله يوم 17 نوفمبر الماضي، عن طريق ميليشيات مسلحة، وتم تسليمه إلى ميليشيات أخرى، قبل نقله إلى عملاء تابعين للحكومة الأمريكية.
وكشفت الصحيفة أن المداولات بين الولايات المتحدة وليبيا حول تسليم أبوعجيلة كانت قائمة منذ عام 2019، إبان وجود الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في السلطة، واستمرت تلك المشاورات تحت إدارة الرئيس الحالي جو بايدن.
وبحسب غارديان، تم تسليم أبوعجيلة إلى عملاء أمريكيين ونقله إلى مالطة، في الأول من ديسمبر الجاري، قبل سفره إلى الولايات المتحدة، وقالت إن عدداً قليلاً من المسؤولين الأمريكيين كانوا على علم بالقضية، كما تم إبلاغ وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه» والبيت الأبيض بالعملية.
ولم تعلم عائلة أبوعجيلة بمصيره، وحاولت التواصل مع السلطات الليبية للاطمئنان عليه بعد اعتقاله، وفوجئت عبر وسائل الإعلام بوجوده في أمريكا لمحاكمته.
ويعتبر أبوعجيلة ثاني متهم في قضية لوكيربي تتم محاكمته، بعد عبد الباسط المقرحي، الذي أدين بالتورط في التفجير، وسُجن في اسكتلندا لمدة 7 سنوات، قبل أن يتم الإفراح عنه لظروف صحية، ويموت في ليبيا عام 2012.