جددت القوات الروسية، أمس الخميس، استهداف منشآت الطاقة في مدينتي خاركيف وخيرسون، بينما ردت القوات الأوكرانية بقصف غير مسبوق لدونيتسك منذ 2014، في حين أكدت الخارجية الروسية أن جميع الأسلحة الغربية في أوكرانيا أهداف مشروعة، وحذرت من عواقب «غير متوقعة» لإمداد كييف بصواريخ «باتريوت» الأمريكية.
قال رئيس بلدية مدينة خاركيف الأوكرانية إيهور تيريخوف، إن القوات الروسية هاجمت البنية التحتية الحيوية في المدينة الواقعة بشرق أوكرانيا، أمس الخميس، مما تسبب في عدة انفجارات. وكتب رئيس البلدية عبر تطبيق «تيليغرام»: «ضربات في خاركيف استهدفت منشآت البنية التحتية. أطلب من الجميع توخي أقصى درجات الحذر والبقاء في الملاجئ إن أمكن». وقال مسؤول لآخر، إن قصفاً روسياً قتل شخصين في وسط مدينة خيرسون بجنوب أوكرانيا. وكان الجيش الأوكراني قد استعاد خيرسون الشهر الماضي، بعدما انسحبت منها القوات الموالية لموسكو، لكن المدينة تتعرّض مذّاك لضربات روسية شبه يومية. وقال المسؤول المحلي في دونيتسك يوري سوبوليفسكي في تصريح لمحطة «سوسبليني» الرسمية: «عملياً يسقط جرحى وقتلى يومياً. والوضع سيستمر على هذا النحو».
وفي مواجهة الضربات المتكررة والظروف المعيشية البالغة الصعوبة، لا تنفك السلطات الأوكرانية تدعو السكان للتوجه إلى مناطق أكثر أماناً، وفق سوبوليفسكي الذي يؤكد أن المئات يغادرون المدينة يومياً.
في المجموع غادر 11 ألف شخص خيرسون منذ إعلان السلطات الأوكرانية عن عمليات إجلاء طوعية، بعدما استعادت المدينة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، وفق بيان لنائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتشوك.
وفي شرق أوكرانيا، لا تزال الأوضاع على الجبهة شديدة التوتر مع استمرار المعارك الطاحنة. والخميس أشارت مساعدة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار إلى أن المعارك تتمحور حول باخموت وأفديفكا «في منطقة دونيتسك.
من جهتها، تحدّثت السلطات الانفصالية الموالية للروس عن قصف أوكراني لدونيتسك «هو الأعنف منذ 2014»، العام الذي سيطر فيه انفصاليون مدعومون من موسكو على المدينة. وأعلن أليكسي كوليمزين، رئيس السلطة الروسية في دونيتسك، مقتل مدني على الأقل وجرح تسعة.
وبالمقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها واصلت العمليات الهجومية على محور دونيتسك، وسيطرت على مواقع حيوية، وأفشلت محاولات أوكرانية للهجوم على عدة محاور أخرى، فيما أكدت وزارة الخارجية الروسية، أمس الخميس، أن الأسلحة الغربية المقدمة لأوكرانيا ستكون أهدافاً مشروعة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن جميع الأسلحة التي قدمها الغرب لأوكرانيا أهداف مشروعة لروسيا، وأنها سيتم تدميرها أو الاستيلاء عليها.
وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال، إنه إذا تم إرسال صواريخ «باتريوت» الأمريكية إلى أوكرانيا، فإنها ستكون «أهدافاً مشروعة» للقوات الروسية، لكنه أضاف أن الخطة الأمريكية لم يتم تأكيدها.
وصرحت السفارة الروسية في واشنطن، بأن نقل أنظمة صواريخ «باتريوت» من قبل الولايات المتحدة إلى كييف، إذا حدث ذلك، فسيكون خطوة استفزازية قد تؤدي إلى عواقب لا يمكن التنبؤ بها. وقالت السفارة: «في الولايات المتحدة، تم إطلاق حملة إعلامية حول الشحنة القادمة المزعومة لأنظمة الدفاع الجوي عالية التقنية إلى كييف، إذا تم تأكيد هذه المعلومات، فسنشهد خطوة استفزازية أخرى من قبل الإدارة الأمريكية، والتي قد تؤدي إلى عواقب غير متوقعة».
وبحسب البعثة الدبلوماسية، فإن «الولايات المتحدة، حتى من دون تقديم صواريخ باتريوت، تتعمق أكثر فأكثر في الصراع في جمهورية ما بعد الاتحاد السوفييتي». وأضافت السفارة: «هذا الخط من واشنطن يسبب ضرراً هائلاً، ليس فقط للعلاقات الروسية الأمريكية، ولكنه يخلق أيضاً مخاطر إضافية للأمن العالمي.» (وكالات)