قال المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي، أمس الجمعة، إن «التقدم على الصعيد السياسي محدود جداً في ليبيا، داعياً إلى الضغط على القيادة السياسية في البلاد بشأن الحاجة الملحة للتوصل إلى قاعدة دستورية يجري الاتفاق عليها بين رئيسي مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة»، فيما أعلن رئيس حكومة الوحدة المنتهية الولاية، عبد الحميد الدبيبة مساء أمس الأول الخميس أنّ حكومته، هي التي سلّمت واشنطن أبو عجيلة مسعود، المتّهم بصنع القنبلة التي استخدمت لتفجير طائرة بانام الأمريكية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية في 1988 في هجوم أوقع 270 قتيلاً، بينما قُتل شخصان على الأقل في اشتباكات جديدة غربي ليبيا بين ميليشيات.
وأضاف باتيلي في إحاطة خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، إنه «إذا لم يتوصل المجلسان لاتفاق، ينبغي البحث عن آليات بديلة لرفع المعاناة القائمة بسبب إجراءات سياسية مؤقتة أصبحت غير ملائمة اليوم».
نشرة حمراء دولية
من جهة أخرى، عرض الدبيبة في كلمة متلفزة مذكرة ونشرة حمراء دولية للقبض على المتّهم الليبي صادرة من الإنتربول، مشيراً إلى أنّ مسعود متّهم بأنّه المسؤول الأول عن خلية صناعة المتفجرات التي استخدمت في تفجير الطائرة.
وبرّر الدبيبة قرار حكومته تسليم أبوعجيلة بالقول «صار لزاماً علينا التعاون من أجل استقرار ليبيا، ومحو اسم الإرهاب عن الشعب الليبي البريء»، مشدّداً على أنّ «التعاون تمّ وفق القواعد القانونية مع المتّهمين في قضايا خارج البلاد خاصة ذات الطابع الإرهابي».
وعن الأصوات الرافضة تسليم المتّهم إلى واشنطن، قال الدبيبة إنّ «ليبيا تأخّرت سنوات طويلة بسبب توريطها في عمليات إرهابية حتى أصبحنا في عيون العالم ننتمي إلى دولة إرهابية، أصبح البعض يدافع عن متّهم إرهابي متّهم بقتل 270 روحاً بريئة».
كما شدّد الدبيبة على رفضه إعادة فتح ملف قضية لوكربي بعدما أغلق قبل عقدين من الزمن بتسوية دفعت بموجبها طرابلس مئات ملايين الدولارات تعويضات لذوي الضحايا.
لكنّ الدبيبة لفت إلى أنّ هناك مساراً جنائياً لا بدّ من استمرار التعاون فيه مع الولايات المتّحدة في ما يخصّ المتّهمين في هذه القضية.
في السياق، شهد ميدان الشهداء في طرابلس وعدة مدن ليبية تظاهرات دعت لها أسرة أبوعجيلة ونشطاء، أمس الجمعة، ضد الدبيبة، بعد اعترافه بتسليم أبوعجيلة لمحاكمته على أراضيها.
قتيلان باشتباكات في صبراتة
إلى ذلك، قُتل شخصان على الأقل في اشتباكات جديدة غرب ليبيا بين ميليشيات.
وقالت مصادر مطلعة إن «الاشتباكات بدأت في وقت متأخر من ليلة الخميس الجمعة، وتواصلت حتى ظهر أمس الجمعة، لكنها بوتيرة أقل عنفاً بكثير مما كانت عليه قبل الفجر».
وذكرت صحيفة الساعة 24 نقلاً عن مصادر، أن قوة من مدينة الزاوية متمركزة عند المدخل الشرقي لصبراتة تستعد لدخول المدينة.
وأضافت أن القوة جاءت «للقبض على عدد من قادة التشكيلات المسلحة في صبراتة، وعلى رأسهم أحمد الدباشي».
وتحدث شهود، عن مقتل شاب من الزاوية يدعى «بدر البكوش»، فيما أصيب آخرون جراء الاشتباكات.
وأفاد تلفزيون «المسار» أن الهلال الأحمر قام بإخراج العائلات العالقة في الاشتباكات، مشيراً إلى إغلاق الطريق الساحلي بصبراتة عند البوابة العسكرية.
ودعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بيان كلا «من المجلس الرئاسي وبعثة الأمم المتحدة بالعمل معاً وتكثيف جهودهما من أجل تهدئة النزاع المسلح واستعادة الأمن بالمدينة وضواحيها وحماية المدنيين وممتلكاتهم».(وكالات)