عادي
21 ديسمبر 2022
13:13 مساء
بغداد: زيدان الربيعي
مؤلم جداً، ما تحدث فيه نجم المنتخب الفرنسي الرائع وهداف المونديال الأخير كيليان مبابي، حول التعامل الذي يلقاه اللاعبون الأفارقة الذين يمثلون المنتخبات الأوروبية عموماً والمنتخب الفرنسي بشكل خاص من تنمر واتهامات لهم بالتقصير وخذلان الجماهير.
يعد مبابي من خيرة لاعبي العالم، وله مستقبل باهر جداً بأن يكون أفضل لاعب في العالم خلال السنوات المقبلة، إلا أن ذلك لم يمنعه من الإفصاح عن معاناته ومعاناة بقية زملائه الأفارقة الذين يتواجدون مع المنتخب الفرنسي، حيث تطلق عليهم شتى الألقاب العنصرية ويتهمون بالتخاذل والتقصير، والبعض يطالبهم بالعودة إلى بلدانهم التي جاءوا منها إلى فرنسا، كذلك يرافق تلك المطالبات نوع من السخرية بدعوتهم للعمل مع البغال!
وقال مبابي، «ليست هذه المرة الأولى التي نتعرض فيها لهذه الحملة من طرف مجموعة من الجماهير، للأسف عندما نفوز يخرجون للشوارع ويمدحوننا ويقولون عاشت فرنسا فلتحيا فرنسا، حققتم المجد لفرنسا، لكن عندما نخسر الكل يهتف ويقولون: (خذلنا الأفارقة.. عودوا إلى بلدانكم.. خذلنا المهاجرون غير الشرعيين.. البعض يقولون لنا ارجعوا إلى بغالكم وصحاريكم لتأكلوا أوراق الأشجار اليابسة وتشربوا من البرك العكرة.. أنتم لا تستحقون المجد والبطولات.. عشتم ولا زلتم في قاع المياه».
وأضاف مبابي، «الذي أزعجني كثيراً مدرب منتخب فرنسا الذي صرخ بكبرياء بوجه اللاعب كومان قال له: خذلت فرنسا كلها لا تستحق اللعب لبلد عظيم كفرنسا، أغرب عن وجهي وعد إلى بغالكم .. إنه من المحزن أن نسمع مثل هذا الكلام، لكن نستحق مثل هذا الكلام، لأننا فضلنا المهجر على بلداننا.. أفكر حقيقة في الاعتزال، كما أفكر بالعودة إلى منتخب الكاميرون، لأن والدي أصله من الكاميرون».
هذه الكلمات وغيرها، تحدث بها النجم الكبير كيليان مبابي، وهي تمثل معاناته ومعاناة زملائه اللاعبين الآخرين الذين ينحدرون من أصول إفريقية.
مبابي وبقية اللاعبين الأفارقة الذين تواجدوا مع مختلف المنتخبات المشاركة في مونديال قطر، تتم معاملتهم معاملة عنصرية، وهذا الأمر يحتاج إلى تدخل مباشر وحاسم من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» لغرض منع تفشي هكذا تصرفات وأساليب لا تتماشى مع الرياضة التي وجدت للتعارف بين الشعوب وإقامة العلاقات الطيبة وإمتاع الجماهير، وبما أن الأمر بات واضحاً وصدر من لاعب كبير بحجم ومكانة وأهمية مبابي، فإنني أدعو «فيفا» إلى التحقيق في حديث مبابي من خلال تشكيل لجنة محايدة ومنصفة واستدعاء كل من له علاقة بهذا التعامل العنصري، ولاسيما مدرب منتخب فرنسا ديدييه ديشامب، لأن ما قام به من تصرف بعيد كل البعد عن الروح الرياضية مع اللاعب الفرنسي الإفريقي الأصل كومان، تم توثيقه عبر الكاميرات، وأتمنى أن يتم توجيه عقوبة رادعة جداً إلى ديشامب لكي يكون عبرةً لكل من يقوم بتفعيل العنصرية ويمارس التنمر على الآخرين بسب أصولهم أو لونهم، وأعتقد أن «فيفا» إذا قام بتفعيل هذه القضية، فإننا سنسمع وسنرى وسنقرأ الكثير من القصص العجيبة والغريبة التي تعرض لها اللاعبون الأفارقة الذين يمثلون المنتخبات والأندية الأوروبية.
لقد تميز مبابي بالشجاعة والجرأة، وهو يكشف الكثير من الخفايا الغائبة عن وسائل الإعلام المختلفة والتي كانت تمارس ضد اللاعبين الأفارقة، كما كان شجاعاً عندما هدد بالعودة إلى تمثيل منتخب الكاميرون، وكذلك كان أكثر شجاعةً بعد أن أكد أن عودة اللاعبين الأفارقة إلى تمثيل البلدان التي انحدروا منها سيجعل كأس العالم تخرج من سيطرة وهيمنة منتخبات القارتين الأوروبية والأمريكية الجنوبية.
الإنسانية، أهم من لعبة كرة القدم، لذلك يجب على «فيفا» أن ينتصر إلى الإنسانية ويعيد الاعتبار إلى اللاعبين الأفارقة الذين يعانون التنمر بسبب أصولهم الإفريقية وبشرتهم السمراء.
https://tinyurl.com/3ab5pu8p