إعداد: علي نجم
في وقت ما زالت فيه جماهير المستديرة الصغيرة تعيش نشوة فوز ميسي والأرجنتين بلقب مونديال قطر، وبعد أقل من 24 ساعة على نهاية العرس الكروي العالمي الكبير، كان دوري أدنوك للمحترفين يعلن عودته من جديد بإقامة المرحلة 11 التي لعبت نتائجها في مصلحة شباب الأهلي الذي استراح على الصدارة، بعدما كانت قبل الجولة بالشراكة مع الوحدة.
لعبت الأرض دوراً سلبياً ضد 7 فرق استضافت المواجهات على أرضها في هذه الجولة، فلم يخرج أي منها فائزاً، وفقد الوحدة والعين نقطتين لكل منهما ولا أغلى، في لعبة السباق من أجل الدرع الغالية.
نجح شباب الأهلي في مواصلة العزف على لحن الانتصارات حين خرج من زعبيل بالعلامة الكاملة، بعدما حسم «الديربي» أمام الوصل بهدفين مقابل هدف، في مباراة لعب فيها المدرب البرتغالي جارديم دور «المايسترو» خارج الخطوط،إضافة إلى الجمهور «القوة الحمراء» الذي تواجد بكثافة في استاد زعبيل واستحق جائزة «الجمهور الضيف» التي تقدمها رابطة المحترفين بعد كل مرحلة.
وتمكن «الفرسان» من قلب تأخرهم بهدف، إلى فوز بهدفين، في ليلة تألق فيها المدافع يوسف جابر الذي منح فريقه التعادل بهدف رأسي رافعاً غلته إلى 35 هدفاً في تاريخ مشاركته في المسابقة، قبل أن يتمكن البرازيلي المقيم إيغور جيسوس من تسجيل هدف الفوز بتسديدة ولا أروع استحق بها لقب الهدف الأجمل في هذه المرحلة.
ورفع الفرسان رصيده إلى 25 نقطة، وحقق الفوز الثامن هذا الموسم، والسادس توالياً في آخر 6 جولات، ليحكم قبضته على الصدارة عن جدارة واستحقاق.
وفشل الوصل في الحفاظ على سجله خالياً من الهزائم على أرضه، فسقط للمرة الأولى في زعبيل، والثانية هذا الموسم.
وكانت آخر خسارة قد مني بها «الفهود» على أرضه في مايو الماضي أمام عجمان، علماً بأن الفريق لم يعرف مرارة الهزيمة سوى مرتين في آخر 14 مباراة لعبها في المسابقة.
وجاء السقوط في «الديربي» تاريخياً، خاصة وأنها المرة ال 50 التي يخسر بها الوصل في زعبيل في 175 مباراة لعبها على أرضه في زمن المحترفين.
ضياع السعادة
وفي ملعب آل نهيان، كان الوحدة أمام فرصة تسجيل السلسلة الأفضل في رحلته على مستوى الانتصارات في المسابقة، حين استقبل ضيفه خورفكان، لكن العنابي فشل في تحقيق ما كان يصبو إليه، ليفقد نقطتين ويتراجع بفارق نقطتين عن صدارة شباب الأهلي بعد «سيناريو» مجنون في الوقت الضائع حبس الأنفاس.
ووجد الوحدة نفسه متأخراً بهدف مبكر، وعانى طويلاً، بل تفنن لاعبوه في إهدار الفرص أمام مرمى «ابن النادي» وحارس دبا الحالي أحمد حمدان الحوسني الذي تألق وأبدع في صد المحاولات قبل أن يستسلم في الدقيقة 90، حين تلقى مرماه هدفين الأول برأسية بيدرو والثاني من البديل تيغالي في الدقيقة 96.
وفي الوقت الذي خيل لرجال المدرب خيمينيز أن النقاط الثلاث باتت في حوزتهم، جاء هدف يوسف العامري «القاتل» في الدقيقة 98 بمثابة الصدمة لجماهير ولاعبي الفريق ليخسر الوحدة نقطتين في سباق الوصول إلى اللقب.
وتحول شهر ديسمبر/ كانون الأول إلى شهر للأحزان العنابية، بعدما شهد وداع الفريق من مسابقة كأس صاحب السمو رئيس الدولة أمام شباب الأهلي من الدور الأول، والخروج من مسابقة كأس مصرف أبوظبي الإسلامي أمام العين من الدور ربع النهائي، قبل أن يكتمل مثلث الخيبة بإهدار نقطتين على أرضه بتعادل بطعم العلقم خسر بهما الصدارة.
وتعتبر هذه هي المباراة الأولى التي يهدر بها الفريق النقاط في الدوري تحت قيادة المدرب الإسباني خيمينيز الذي قاد الفريق إلى سلسلة من 6 انتصارات على التوالي قبل أن يتوقف العداد أمام كتيبة المدرب المواطن القدير عبد العزيز العنبري.
وكان البرازيلي بيدرو لغزاً في المباراة، بعدما أهدر العديد من الفرص قبل أن يسجل هدف التعادل بكرة رأسية لعبها بدقة وحرفية، ليرفع غلته هذا الموسم إلى 9 أهداف، وليواصل زيارة شباك المنافسين للجولة الرابعة على التوالي سجل فيها 5 أهداف.
رباعية الجزيرة
وكان الجزيرة أحد أبرز الفائزين في المرحلة 11 بانتصاره الثمين على البطائح في خورفكان برباعية في ليلة تألق فيها علي مبخوت وسجل ثنائية عزز بها موقعه في صدارة الهدافين مع مهاجم العين التوغولي لابا كودجو، وسجل خلفان مبارك هدفاً جميلاً من ركلة ركنية مباشرة، قبل أن يكمل زايد العامري «الرباعية المحلية» بتسجيل الهدف الرابع بعد دخوله بديلاً.
عودة الملك
وعاد الشارقة ليضرب بقوة في سباق الدوري، وليوجه رسالة إلى المنافسين بأنه عاقد العزم على القتال من أجل الدرع حتى الرمق الأخير من عمر المسابقة، خاصة أن ما يفصل بين الفريق «الأبيض» وبين القمة الحمراء سوى نقطتين فقط.
وعاد الشارقة من كلباء بانتصار رباعي، ليكون الفوز ال 20 للفريق تحت قيادة القيصر الروماني أولاريو كوزمين في 28 مباراة لعبها تحت قيادته في الدوري.
واستغل الشارقة النقص العددي في تشكيلة النمور بعد طرد مدافعه محمد ربيع عقب الهدف الملكي الأول، ليستعرض هجومياً وليسجل رباعية تنفس بها الفريق الصعداء على حساب منافس برهن في الجولات العشر الأولى أنه خصم صعب المراس، لكن تدخل متهور من المغربي محمد ربيع على عبد الباسط والحصول على البطاقة الحمراء أثر بالسلب على كتيبة المدرب الإيراني فرهاد مجيدي الذي بدا حزيناً وغاضباً من قرارات حكم المباراة.
مئويتان وضياع نقطتين
ولا يزال العين حامل اللقب يبحث عن صورة البطل التي عرف بها في الموسم الماضي، وجعلت كل المنافسين يهابون اللقاء في حضرة الزعيم، أو حتى زيارة ملعب هزاع بن زايد.
ومع مرور 11 جولة على بداية الموسم، يجد العين نفسه اليوم على بعد 7 نقاط من القمة الحمراء، لتتقلص نظرياً فرصة آمال الفريق في الحفاظ على الدرع التي حصدها الموسم الماضي عن جدارة واستحقاق.
وفشل العين في تحقيق الفوز للجولة الثانية على التوالي (تعادل في العاشرة مع الشارقة 2-2)، واكتفى البطل بتحقيق فوز واحد في آخر في آخر 4 مباريات (فوز- تعادل2- خسر 1).
واحتفل العين قبل بداية المباراة بخوض النجم التوغولي لابا كودجو المباراة رقم 100 له بقميص الفريق البنفسجي، لينجح الأوكراني يارمولينكو بتسجيل هدف الافتتاح للزعيم وليحمل الرقم 100 للعين في حقبة المدرب الأوكراني سيرغي ريبيروف على مستوى كل البطولات.
ودفع العين ثمناً باهظاً مرة جديدة لضعف التوازن في تشكيلته، لاسيما على مستوى الوسط والدفاع، فتعرض مرمى خالد عيسى للاهتزاز مرتين، الأولى بتسديدة من خارج المربع للأرجنتيني خيمينيز والثانية بهدف رأسي عكسي من المغربي المهدي المبارك.
ولم يفوت لابا ليلته المئوية مع الزعيم، إلا بوضع بصمته التهديفية من نقطة الجزاء، ليسجل بها الهدف رقم 11 له مع العين هذا الموسم في الدوري، وال69 في 74 مباراة لعبها مع الزعيم في المسابقة.
وإذا كان العين قد واصل رحلة زيارة شباك المنافسين والضيوف للمباراة ال 25 على التوالي في ملعب هزاع بن زايد، فإن حصيلة الفريق على أرضه هذا الموسم لا تتماشى مع سيرة بطل، بعدما أهدر حتى الآن 5 نقاط من أصل 15 على أرضه.
وتسبب التعادل في تراجع البطل إلى المركز السابع وهو الموقف الذي لا يليق بالفريق البطل الذي يحتاج إلى تدخل سريع حتى يسترد الفريق هيبته وفعاليته وصلابته التي كانت من الميزات الأساسية التي عبدت له طريق الوصول إلى منصة تتويج الموسم الماضي.
أما بني ياس، فقد خرج بنصف ارتياح ونصف غضب على تفويت فرصة تحقيق الفوز في البيت البنفسجي، لينال رجال المدرب إيسايلا النقطة ال 12 لهم هذا الموسم بعد 11 جولة، وهو نفس حصيلة حصاد الفريق في الموسم الماضي بعد 11 جولة!
الجدير بالذكر أن بني ياس تمكن من حصد 20 نقطة في أول 11 جولة قبل موسمين، حين نافس على اللقب حتى الجولة الأخيرة قبل أن تذهب الدرع لصالح الجزيرة.
عجمان بركان دورينا
فرض عجمان مرة جديدة نفسه رقماً صعباً في معادلة دورينا المعقدة هذا الموسم، بعدما زاد رصيده إلى 20 نقطة، ليحقق رقماً مميزاً على مستوى حصاد النقاط في الدور الأول بعدما عاد من ملعب حمدان بن زايد بانتصار في الرمق الأخير بهدف من فراس بالعربي من ركلة جزاء.
وتمكن عجمان من تحقيق الفوز القاتل للمباراة الثانية على التوالي بعدما كان قد تغلب على كلباء بنفس النتيجة في الرمق الأخير قبل توقف الدوري.
وتقدم عجمان إلى المركز الخامس في جدول الترتيب بفارق 5 نقاط عن قمة شباب الأهلي، بينما تعرض الظفرة للخسارة التاسعة هذا الموسم والسابعة على التوالي، لتكون السلسلة الأسوأ للفريق على مستوى الهزائم المتتالية، وليهبط «الفارس» بهذه الخسارة إلى قاع الترتيب، في ليلة السقوط رقم 150 له في عالم المحترفين.