أكدت دولة الإمارات أن بناء السلام يتطلب نهجاً قوياً يرتكز على المشاركة ويتم فيه تشجيع الحوار الشامل، بما في ذلك النساء والشباب على وجه الخصوص، إضافة إلى منع نشوب النزاعات بروح التعاون والتفاهم المتبادلين، معتبرة أن التصدي للأسباب الجذرية للنزاعات ضرورة حتمية لها أهميتها المركزية في تحقيق السلام المستدام.
وشددت الإمارات، في بيان خلال اجتماع مجلس الأمن بصيغة آريا الذي استضافته الهند بشأن الانتقال من النزاع الذي طال أمده والهشاشة إلى السلام من خلال التنمية المستدامة ألقته الخبيرة نورة العوضي، على الترابط الذي لا يمكن إنكاره بين بناء السلام وأهداف التنمية المستدامة، مؤكدة أن الفرضية الأساسية التي بُني عليها الهدف 16 من أهداف التنمية المستدامة، حول «السلام والعدل والمؤسسات القوية»، هي بالضبط هذا الاعتراف بأن النزاعات وانعدام الأمن والمؤسسات غير الفعالة تشكل تهديداً كبيراً للتنمية المستدامة والسلام والأمن.
وقالت الإمارات، في بيانها، إن جهود بناء السلام وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة لا تنشأ من فراغ، ولا يمكن متابعتها بمعزل عن بعضها بعضاً، منوهة بإشارة رئيس الجمعية العامة، الأسبوع الماضي، خلال فعالية التوقيع في الهند بشأن إصلاح تعددية الأطراف، إلى أن الشعوب لا تُصنف حياتها في خانات «التنمية» أو «السلام»، وأنه يتعين على مؤسسات الأمم المتحدة التنسيق بصورة شاملة بُغية الاستجابة المجدية، ويعني هذا التنسيق الوثيق بين وجود الأمم المتحدة على الصعيد الوطني وبعثات السلام الحالية والمؤسسات الوطنية ذات الصلة للعمل جنباً إلى جنب، كما يؤدي التبادل المكثف لوجهات النظر مع الأطراف المعنية وإدراج أصواتهم في استراتيجيات مدروسة بشكل أفضل لمواجهة تحديات السلام والأمن، على حد سواء.
وأكد البيان أيضاً أن التصدي لأوجه التفاوت يكتسي أهمية بالغة في جميع الجهود المبذولة لإرساء مجتمعات مستدامة وسلمية، حيث تُعد المعدلات المرتفعة لعدم المساواة، إلى جانب انخفاض مستويات التعليم، محفزات قوية لعدم الاستقرار ودوافع لنشوب النزاعات، كما أن الدعوة إلى الحد من عدم المساواة داخل البلدان، وفي ما بينها، المُتضمنة في خطة عام 2030، وتعزيز مجتمعات شاملة وعادلة ومنصفة، أمر بالغ الأهمية في بناء سلام مُستدام، ولتحقيق هذه الغاية، ينبغي على المجتمع الدولي تجديد التزامه «بعدم ترك أحد خلف الركب»، ومضاعفة الجهود كجزء من عقد العمل لتحقيق أهدافنا الجماعية بحلول عام 2030.
ودعت الإمارات مجلس الأمن إلى مواصلة جهوده من أجل النظر في النزاعات كجزء من سلسلة متصلة. وقالت إن التحول من الإدارة إلى منع نشوب الصراعات في المجلس عنصر أساسي في هذا المسعى، كما هو الحال مع اعتراف المجلس بأن فهم ومعالجة دوافع النزاع، التي تشمل الفقر وعدم المساواة وتغير المناخ، هو شرط أساسي لإدارة أفضل للمخاطر الناشئة، وينبغي للمجلس في هذا الصدد أن يواصل دعوة لجنة بناء السلام إلى إسداء المشورة، لأن ذلك يساهم بشكل كبير في مداولات المجلس، ويساهم بفعالية في منع نشوب النزاعات، وتحقيق السلام المستدام.