أثبتت الأزمة الأوكرانية للعديد من دول العالم، أن النظام العالمي متعدد الأقطاب ذو كفاءة أفضل من نظام القطب الواحد، المتمركز حول الولايات المتحدة.
وأضاف الكاتب روبرت رابيل، في مقال نشره عبر صحيفة The National Interest، أن الأزمة الأوكرانية دفعت العديد من الدول للسعي وراء مصالحها الخاصة، وعدم الرضوخ لإرادة واشنطن، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تدير سياستها الخارجية بأعين مغلقة، وتتجاهل عن عمد الإشارات التي تشير إلى أن قوتها العالمية تتراجع ببطء، ولكن بثبات.
وأوضح رابيل، أن الكثيرين ممن اتخذوا قرار البحث عن مصالحهم هم حلفاء لواشنطن، لكنهم في ذات الوقت، ليسوا أعداء أو معارضين لروسيا والصين، بسبب الأزمة الأوكرانية، فهم يدركون أنه لا يمكنهم فرض عقوبات على روسيا، التي تعتبر أكبر دول العالم من حيث المصادر، والصين صاحبة ثاني أكبر اقتصاد عالمي، في الوقت الذي يتنافس فيه العالم على الموارد الشحيحة، كما وتبقى هذه الدول حريصة على عدم الإضرار بعلاقاتها مع الولايات المتحدة، في ظل صراع الأقطاب.
وأضاف، أن جاذبية الدولار على المستوى الدولي تكمن في القوة الاقتصادية والجيوسياسية الأمريكية، مشيرا إلى أن عامل الجذب هذا فقد بريقه، وأن قرار بعض الحلفاء في استخدام أو تخزين عملات مختلفة في احتياطاتهم التجارية والعملات الأجنبية، لم يأت من قبيل الصدفة، فمن المنظور الدولي، تجاوز الدين القومي للولايات المتحدة الـ 31 تريليون دولار، ما يضعها في موقف خطير جدا.
وأشار، إلى أن إيران أعلنت بدء استخدامها لعملتها الوطنية، الريال الإيراني، أو الروبل الروسي، في تجارتها مع روسيا، وكذلك الإمارات بدأت في إصدار سنداتها بالدرهم الإماراتي عوضا عن الدولار.
وفي أبريل 2022، أضاف بنك إسرائيل أربع عملات جديدة إلى أصوله، وهي: الدولار الكندي، والدولار الأسترالي، والين الياباني، واليوان الصيني، على الرغم من أن سلة العملات التقليدية لإسرائيل تتكون من الدولار الأمريكي، واليورو، والجنيه الإسترليني.
وأكد رابيل، أن الأزمة الأوكرانية التي دعمها حلف الناتو، عززت إلى حد ما وجهة النظر شبه العالمية القائلة، بأن تعدد الأقطاب والتعددية يخدمان العالم بشكل أفضل، ومن خلال تقسيم العالم إلى ثلاثة معسكرات عريضة، كانت الأزمة سببا في تقريب “المعسكر المحايد” شبرا واحدا من روسيا والصين.
المصدر: نوفوستي