أول عمل سينمائي لها شارك واحدة من المسابقات المهمة في مهرجان فينيسيا، وشارك أيضا في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بل وحصل علي جائزة لجنة التحكيم الخاصة. فقد شاركت في العديد من الأعمال التليفزيونية من أهمها “منورة بأهلها” و”مين قال” و”آسيا” و”ضد الكسر” وذلك منذ طفولتها، ولكن فيلم “صاحبتي” كان بمثابة تجربة مختلفة بالنسبة للممثلة الشابة إلهام صفي الدين، وهو ما أكدته في حوارها مع “العربية.نت”، كما أشارت إلي دعم عائلتها لها ومدي سعادتها بوجودهم معها في كل خطواتها الفنية.
إلهام صفي الدين
*كيف ترين فيلم “صاحبتي”؟
**أول فيلم مصري قصير يدخل المسابقة الرسمية في مهرجان فينيسيا، ولم أستطع الحضور بسبب انشغالي بتصوير عمل فني جديد، وسعدت برد فعل عائلتي وإدارة المهرجان. كما أنه أول فيلم أشارك فيه على مدار مسيرتي الفنية القصيرة، ولذلك إحساسي به لا يوصف، خاصة بعد حصول الفيلم على جائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان القاهرة السينمائي. وهذا الفيلم هو السبب في قرار إستكمال مسيرتي الفنية، فأنا فخورة جدًا بالمشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي وسعيدة بالجائزة لأننا بذلنا مجهود كبير، وكانت متحمسة بمشاركة فيلمي في المهرجان وله طعم مختلف ومشاركة في بلدي وبيمثل اسم مصر بلدي.
*هل بالفعل المخرجة كوثر يونس هي من قامت بإختيارك للفيلم؟
**الأمر كله كان بالصدفة، فقد التقيت المخرجة كوثر يونس في أحد الأماكن وسألتني إذا ما كنت راغبة في التمثيل معها، فوافقت على الفور، وكشفت لي عند مقابلتي للمرة الأولى بأحد العروض الخاصة، أنها أُعجبت بي عندما رأتني ورأت طريقة قصة شعري التي ألهمتها بشكل الشخصية وبالفعل عرضت على دور البطولة ووافقت على الفور دون تفكير.
من أفيش فيلم “صاحبتي”
*حدثينا عن كواليس الفيلم والتحضيرات له؟
**الكواليس كانت لذيذة وغريبة وخطيرة جدًا، فالبروفات الخاصة بتحضير مشاهد الفيلم فقط استمرت قرابة الـ6 أشهر متواصلة خلال فترة انتشار فيروس كورونا، مما جعل كواليس التصوير شديدة الخطورة. ومن قبل تحضيري للشخصية حضرت نفسي حتى أكون مقتنعة ومؤمنة بفكرة العمل ليظهر على الكاميرا وكأنه حقيقة وليس أول مشاهد تمثيل لي، حتى يشعر المشاهد بصدق وسلاسة الفيلم.
وجميع فريق العمل كان يرى أن هذا الفيلم جيد، لكن كان الخوف من أن تضع الجماهير هذا الفيلم فى إطار الشباب والجنس فقط فينبذوه، أو يتم وضعي وحصري فى تلك الأدوار فقط، لكن كانت المفاجأة أن فيلم “صاحبتي” استطاع أن يقتنص الجوائز ويحصد حب وقبول بل واحترام كبير أيضًا الجمهور سواء المصري والعربي أو العالمي.
إلهام صفي الدين
*الكثيرون علّقوا علي مشهد القبلة في الفيلم؟
**إنه مشهد مماثل لأي مشهد آخر أقدمه، فهو يستهدف في الأساس إيصال حالة، وكنت أعلم أنه سيكون هناك صدام والعديد من الأمور التي ستحدث وتقال، لكن أنا مقتنعة بما قدمته جدا، ومتقبلة جدًا أن الكل يدلي برأيه. لكن لم يؤثر في ما قيل بشأن مشهد القبلة؛ لأني أعلم ما يتناوله الفيلم، وبالنسبة لي يقدم حالة كما قلت، فالفيلم يُعبر عن أزمات حقيقية تواجه الشباب من كبت وفرض سيطرة الأهل عليهم ويكشف عن سراديب معاناتهم الاجتماعية والنفسية. كذلك يحتوي الفيلم على غياب الشعور بالثقة والأمان والحب والاحترام بين الأهل أو بين الحبيبين، والعديد من الأمور كان من الممكن الجمهور يمسك فيها، لكنهم تعلقوا بالأمور التي تقوم علي التريند.
*وكيف كان رد فعل عائلتك علي الفيلم والمشاهد الموجودة به؟
**ركزت على ردود الفعل الصادرة عن الدائرة المحيطة بي كعائلتي وأصدقائي، والذين يقفون إلى جواري دوما، وهو ما أعطاني ثقة في نفسي بصورة كبيرة، فلم أشعر بالقلق بعرض الفيلم مع أهلي، لأنهم علي علم بتصويري فيلم قصير، وكنت سعيدة جدًا بوجودهم وإن دعمهم يعطيني قوة أكثر.
مع خالتها الفنانة إلهام شاهين
*كيف ترين مصطلح “السينما النظيفة”؟
**ما معنى “السينما النظيفة”؟ في كل مجتمع ثقافة محددة وكل شعب تربى على أفكار وممنوعات هذا طبيعي عندما يكون الشخص مقتنعا بشيء وكبر عليه لن يستطيع تغييره، لكن أنا لا أخاف، لا يمكن لأن يكون الفن مقيد. فالفن إحساس ونحن كبشر نتحكم في تفكيرنا لكن ليس لدينا تحكم في إحساسنا، فلا يمكن أن يقال لي أنه مطلوب مني تقديم إحساس وحالة معينة ولكن هناك ممنوعات. فلابد وأن يكون المجتمع متفتح علي الفن ودوره، بالنسبة لي فأنا أقدم كل شيء، ولو إنني رأيت أن هناك مشهدا أو شيئا في السياق الدرامي وفي الكتابة ورسالة العمل فسأقدمها لكن لو ليست متناسبة مع السياق فلن أقدمها.
*وماذا عن علاقتك بخالتك النجمة إلهام شاهين؟
**هي أكبر دعم لي في الحياة، هي ووالدتي، لأني أعتبرها أمي الثانية، ومن وقت أن أبلغتها بأنني سأشارك في عمل فني وأمثله، كانت سعيدة وفخورة بي، وأعطتني دعما كبيرا، وهذا الدعم كان بالنسة لى مهما، لأنه زاد من قوتي وجعلني أثق في قراراتي، وقالت لي “يجب أن تختاري صح ولو رأيتي أن هذا قرار سليم أنا اساعدك وفي ظهرك أيضا”.
*وما رأيك أحيانا في تصريحاتها المثيرة للجدل؟
**نتحدث كثيرا ونتجادل أحيانا أخري على موضوعات تناقشها، أنا أقوم بذلك خوفا عليها لأنه ليس الجميع يمكنه تقبل العديد من الأمور، فكل شخص له وجهة نظرة طالما لا تؤذي بها أي شخص آخر. أنا أحب فيها أنها متمسكة بحريتها وقوتها ووجهة نظرها لكن في نفس الوقت ليست كل حاجة الأمور تقال. وفالجميع لا يفهمون الأمور بشكلها الصحيح، ولكنها وصلت لمرحلة في حياتها أن ما تقوله يُسمع في كل مكان، وذلك مسؤولية كبيرة وهي أهل لها. لكن هناك أمور أتمني أن اقول لها ليس من الضروري الحديث عنها، وإن كنت أشعر بأنني بعد 10 سنوات سأكون نسخة منها.