بكين – أ ف ب
بعد ثلاث سنوات من العزلة بسبب كوفيد 19، أدخل قرار بكين إلغاء الحجر الصحي للوافدين من الخارج البهجة إلى قلوب الصينيين الذين تهافتوا الثلاثاء على حجز تذاكر للسفر.
ورفعت السلطات في 7 ديسمبر، بشكل مفاجئ التدابير الصحية الصارمة لمكافحة كوفيد-19، على خلفية تنامي السخط الشعبي والتأثير الكبير لهذه القيود في الاقتصاد. وأعلنت بكين، الإثنين، إلغاء الحجر الصحي الإجباري للوافدين من خارج البلاد، اعتباراً من 8 يناير/كانون الثاني المقبل، وهو آخر إجراء ضمن سياسة «صفر كوفيد».
ورحب مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي على الفور، بإلغاء القيود التي أبقت بلادهم معزولة عن العالم الخارجي منذ مارس/ آذار 2020. وأعرب مستخدم عن سروره بالقول: «انتهى الأمر. الربيع على الأبواب!»، في أحد التعليقات التي لقيت استحساناً كبيراً على موقع «ويبو» الذي يماثل «تويتر» في الصين.
وقال فان تشنغتشنغ (27 عاماً)، وهو مستخدم في مكتب في بكين، إن «مشاريع السفر التي كنت أخطط لها منذ ثلاث سنوات أصبحت قابلة للتحقيق».
* رغبة في السفر
ارتفع عدد عمليات البحث عن الرحلات الجوية المغادرة عبر الإنترنت بشكل كبير بمجرد الإعلان عن الخبر، وفقاً لوسائل الإعلام. وشهد موقع حجز الرحلات Tongcheng ارتفاعاً بنسبة 850 % في عمليات البحث عبر الإنترنت، وزيادة بعشرة أضعاف في طلب معلومات عن التأشيرة.
وأفاد موقع Trip.com المنافس أنه بعد نصف ساعة من الإعلان، زاد حجم البحث عن وجهات خارج البر الصيني، بمقدار عشرة أضعاف مقارنة بالعام السابق. وبين أفضل الوجهات ماكاو وهونغ كونغ واليابان وتايلاند وكوريا الجنوبية.
من جهتها، أعلنت دوائر الهجرة الصينية الاستئناف التدريجي لإصدار جوازات السفر لأغراض «السياحة»، أو «لزيارة الأصدقاء في الخارج»، اعتباراً من الثامن من يناير/كانون الثاني المقبل.
لكن هذا الارتياح لم يلقَ صدى طيباً في اليابان التي أعلنت الثلاثاء في ردها على هذا الإلغاء، فرض اختبارات كوفيد على الآتين من الصين اعتباراً من الجمعة. وأوضح رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا للصحفيين أنه «من الصعب تحديد الوضع بدقة (في الصين.هذا الأمر يثير قلقاً متزايداً في اليابان».
* ارتياح
ومن دون الاشارة إلى اليابان، دعت بكين جارتها الثلاثاء إلى اتخاذ إجراءات «علمية ومناسبة» ضد كوفيد، بدون «أن تحدث اضطراباً» في التواصل بين الناس.
ويأتي هذا القرار المفاجئ في وقت تشهد الصين تفشّي الوباء في فصل الشتاء قبل أعياد رأس السنة الجديدة، وقبل أسابيع من السنة القمرية الجديدة، حيث يسافر الملايين بهدف لقاء أسرهم.
ويثير ظهور الوباء من جديد مخاوف من ارتفاع معدل الوفيات بين المسنين الأضعف، والذين لم يتلقوا اللقاح.
وقال توم سيمبسون، مدير غرفة التجارة الصينية البريطانية: «إن إلغاء الحجر الصحي أمر يبعث على الارتياح. إنه ينهي ثلاث سنوات من الاضطراب الكبير للغاية». غير أن المسؤول لا يتوقع سوى انتعاش «تدريجي»، فشركات الطيران ستزيد ببطء عدد رحلاتها، وستحسن استراتيجياتها في الصين لعام 2023
* الوباء لم ينتهِ
وقالت لجنة الصحة الوطنيّة في الصين، إنه اعتباراً من الشهر المقبل لن يُطلب من الوافدين سوى إظهار نتيجة فحص «بي سي آر» سلبي أُجري قبل أقل من 48 ساعة من وصولهم. لكن بعض القيود لا تزال سارية، وأبرزها عدم إصدار تأشيرات للسياح والطلاب الأجانب.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وين بين، أن «الوباء لم ينته بعد. وستواصل الصين تكييف سياستها على صعيد منح التأشيرات».