دوت صافرات الإنذار في غالبية المناطق الأوكرانية، أمس الأربعاء، بالتزامن مع ضربات روسية جديدة استهدفت البنى التحتية. وفيما أعلنت كييف أن نصف منشآت الطاقة معطلة بسبب القصف، اتهمتها موسكو بأنها فقدت سيادتها الرقمية وأصبحت أداة في يد حلف شمال الأطلسي «الناتو».
وتحدثت مصادر أوكرانية عن توسيع الضربات الروسية في عدد من المواقع المجاورة لخطوط التماس، وخصوصاً قرب خيرسون وباخموت في الجنوب. ولم تعلن وزارة الدفاع الروسية تفاصيل عن المواقع التي استهدفتها، لكنها أعلنت أن القوات الصاروخية والمدفعية الروسية دمرت مستودعاً عسكرياً أوكرانياً بالقرب من قرية جوليبول في منطقة زابوروجيا.
وضرب الجيش الروسي خمسة مواقع قيادة للقوات المسلحة الأوكرانية في منطقة خاركيف وفي مواقع عدة داخل مقاطعة دونيتسك. ووفقاً لبيان عسكري أوردته وزارة الدفاع الروسية، فقد تم استهداف 72 وحدة مدفعية وقوة بشرية ومعدات عسكرية في 97 مقاطعة بين يومي الثلاثاء والأربعاء.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف مقتل أكثر من 350 جندياً أوكرانياً بينهم عشرات الأجانب. وقال إن القوات الروسية استهدفت مواقع الجيش الأوكراني في مقاطعة خاركوف وتم القضاء على 30 جندياً أوكرانياً وتدمير آليات عسكرية.
وأعلن رئيس وزراء أوكرانيا دنيس شميغال أن نصف منشآت الطاقة تعطلت بسبب القصف. وقال المسؤول الأوكراني إن نحو 35 ألف منشأة تعطلت منذ بداية الحرب، من بينها 700 من مرافق الطاقة الحيوية، لاسيما أنابيب نقل الغاز ومولدات الكهرباء والجسور، أي ما يساوي نصف محطات الطاقة في البلاد، ما يعني أن إجراءات صارمة ستتخذ في استهلاك الطاقة حتى حلول الربيع.
وبموازاة ذلك، كشفت هيئة الأمن الفيدرالي الروسية، أمس الأربعاء، تفاصيل عن إحباط «هجوم تفجيري خططت له الأجهزة الخاصة الأوكرانية» واستهدف مواقع داخل العمق الروسي. وقالت الهيئة، في بيان، إن مسلحين اثنين قتلا أثناء محاولة اعتقالهما في جمهورية قبردينو بلقاريا (جنوب)، وقالت إنهما «كانا يعدان لهجوم إرهابي في مدينة تشيغيم بناء على تعليمات من جهاز الأمن الأوكراني».
ونشر الجهاز الأمني مقاطع فيديو ظهرت فيها وحدات الأمن وهي تحاول اعتقال الرجلين اللذين لم تُكشف هويتاهما، قبل أن تقع مواجهات أسفرت عن مقتلهما. وأضاف البيان أنه «تم العثور في مكان الاشتباك على قنبلة محلية الصنع تعتمد على مزيج من نترات الأمونيوم ومسحوق الألمنيوم بسعة حوالي كيلوجرامين من مادة تي إن تي مع عناصر مدمرة، وبندقية هجومية من طراز كلاشينكوف ومسدس وذخيرة».
من جهة أخرى، ذكرت وزارة الخارجية الروسية، أمس الأربعاء، أن أوكرانيا تحولت إلى منصة لاختبار أساليب الحرب السيبرانية ضد روسيا، مؤكدة ارتفاع عدد الهجمات الإلكترونية ضد مؤسسات روسية بنسبة 80% خلال هذا العام. وقال نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف إن كييف فقدت سيادتها الإلكترونية وأصبح الناتو يستخدمها أداة لتنفيذ الهجمات ضد مؤسسات روسية من بينها مؤسسات حكومية وتعليمية وشركات نقل.
وأضاف أن الشركات الغربية تدعم إجراءات كييف المعادية لروسيا في الفضاء المعلوماتي وأن الخبراء الروس يتمكنون من التصدي للهجمات السيبرانية بشكل فعال.
واقترح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، عدم السماح بدخول الخونة الذين يكرهون بلادهم لدرجة الدعوة إلى هزيمتها.
وقال ميدفيديف، في منشور بقناته على تطبيق تليغرام، «إن جنودنا يدافعون عن بلادنا بالسلاح في أيديهم ويخاطرون بحياتهم يومياً ويسطرون معجزات البطولة الحقيقية، في الوقت الذي يتمنى فيه أصحاب هذه النزوات الفاسدة الموت لمواطنيهم والدمار لبلادهم على نحو مناف للعقل والمنطق». (وكالات)