لشبونة – أ.ف.ب
أدى الجدل حول مكافأة حصلت عليها وزيرة دولة في البرتغال بعد تركها إدارة شركة الخطوط الجوية العامة (تاب) وتوليها حقيبتها الوزارية إلى استقالتين جديدتين، الخميس، من الحكومة التي طالبتها المعارضة بتوضيحات حول الملف.
وبعد أن اضطرت وزيرة الدولة للخزانة ألكسندرا ريس لمغادرة الحكومة، الثلاثاء، قدّم وزير البنى التحتية المسؤول عن شركة الطيران العامة بيدرو نونو سانتوس، وكذلك وزير الدولة في الوزارة هوغو سانتوس مينديز، استقالتهما، الخميس.
وبرّر سانتوس استقالته بأنه «يتحمل مسؤوليته السياسية.. مراعاة للطريقة التي ينظر فيها الجمهور إلى هذه القضية».
وتصاعد في الأيام الأخيرة الجدل حول «تابغيت» كما سمّتها صحيفة «دياريو دي نوتيسياس» بعد الكشف عن قيمة مكافأة نهاية الخدمة (500 ألف يورو) التي استفادت منها ألكسندرا ريس بعد تركها مجلس إدارة شركة الطيران العامة في شباط/ فبراير قبل نهاية عقدها.
وبعد بضعة أشهر من مغادرتها شركة الطيران، عُيّنت ريس مديرة لشركة عامة مسؤولة عن مراقبة الحركة الجوية، ثم انضمت إلى الحكومة أوائل كانون الأول/ ديسمبر وزيرة دولة في وزارة المالية قبل أن تستقيل، الثلاثاء. وتخضع شركة الطيران وشركة مراقبة الحركة الجوية لإشراف وزارة البنى التحتية.
ونفت ريس وجود مخالفات في حصولها على المكافأة، قائلة: إنها طالبت بما يحق لها قانوناً، وهو ما أكدته شركة الطيران.
لكن المعارضة دعت الحكومة إلى شرح شروط مغادرتها شركة الطيران التي تخضع لإعادة هيكلة أدت إلى تخفيضات في عدد الموظفين وخفض أجور كثير منهم.
الحكومة «في حالة ضعف»
وقال نائب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض باولو رانجيل: «نواجه تفشيّاً للأزمات السياسية» التي تسبب «عدم استقرار»، مطالباً رئيس الوزراء الاشتراكي أنطونيو كوستا بأن يشرح المسألة أمام أعضاء البرلمان «بحلول الأسبوع المقبل».
وأعلنت كتلة المبادرة الليبرالية التي تضم 8 من أصل 230 نائباً برلمانياً، أنها ستقدم مقترح لائحة لوم.
في المقابل، أكد وزير البيئة دوارتي كورديرو أن «الحكومة مدعومة من أغلبية مطلقة في البرلمان وهي قادرة على الاستمرار في أداء عملها».
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها نونو سانتوس لانتقادات شديدة على مدى سبع سنوات من توليه مناصب حكومية، علماً أنه كثيراً ما يتم تقديمه خليفة محتملاً لرئيس الوزراء.
ففي حزيران/ يونيو، تعرض لانتقادات من رئيس الحكومة بعد إعلانه خطة بناء مطار جديد في لشبونة.
واعتبرت الخبيرة السياسية باولا دو إسبريتو سانتو في تصريح أن هذا الجدل الجديد «يُظهر حتماً الحكومة في حالة ضعف» فهو «يلطّخ صورتها ويقوّض مصداقيتها».
وقال رئيس الدولة سوزا مارسيلو ريبيلو، الأربعاء: «يجب أن نتعلم من هذا في المستقبل. أي شخص يصل إلى منصب عام يخضع لفحص دقيق لماضيه».
وفي عام 2020، تقرر على نحو عاجل إعادة تأميم مجموعة الخطوط الجوية البرتغالية التي تفاقمت صعوباتها خلال الجائحة، مقابل تطبيق خطة إعادة هيكلة فرضتها بروكسل بقيمة 3,2 مليار يورو.
من جهته، طالب رئيس اتحاد طياري الطيران المدني تياغو فاريا لوبيز الذي يعترض على إجراءات خطة الإنقاذ، باستقالة المديرة العامة الفرنسية للشركة كريستين أورميير-وايدنر.