قال الرئيس التونسي قيس سعيّد إن «الدولة قوية بمؤسساتها وليست غنيمة كما يدعي البعض»، مشدداً على أن «هذه الأوضاع لا يمكن أن تستمر، وأنه لا يمكن للمتطاولين على الدولة ورموزها أن يبقوا دون جزاء في إطار القانون». جاء ذلك في كلمة للرئيس التونسي في مستهل اجتماع حضرته رئيسة الحكومة نجلاء بودن، ووزراء العدل ليلى جفال والداخلية توفيق شرف الدين والدفاع الوطني عماد مميش، إلى جانب قيادات عسكرية وأمنية، وفقاً لوكالة تونس إفريقيا للأنباء.
وصرح الرئيس في كلمته التي بثها التلفزيون الرسمي مساء الأربعاء، بأنه «لا مجال لأن يحل أحد محل الدولة ومؤسساتها، وأن السيادة خط أحمر، ولن يتم التفريط في أي جزء منها مهما كانت الأهوال»، مشدداً على ضرورة تطبيق القانون للحفاظ على الوطن والدولة والمؤسسات والشعب، وأن من يسعى إلى ضرب الدولة من الداخل والسلم الأهلي سيتحمل مسؤوليته كاملة.
وأضاف في إشارة إلى تنظيم الإخوان وحركة «النهضة»، قائلاً: «الذين اعتبروا احترام القانون والإجراءات ضعفاً، ليعلموا جيداً أن الدولة قوية بمؤسساتها والشعب لم تعد تخفى عليه خافية». وواصل سعيّد: «كفى تطاولاً على الدولة ورموزها.. فأنتم لا تهمكم الأرواح»، مضيفاً:«لا مجال للتسامح مع الذين يحاولون تطويع القانون لتمكين المجرمين من الإفلات من العقاب». وقال الرئيس التونسي:«سيادتنا خط أحمر لن نفرط في جزء منها مهما كانت الأحوال.. والذين يحاولون ضرب السيادة التونسية لا عهد لهم ولا ميثاق».
ووصف سعيّد المعنيين بكلامه ب«الفاسدين والخونة الذين يتعمدون كل يوم ضرب مؤسسات الدولة وخلق الأزمة تلو الأخرى»، مؤكداً أن التطاول على الدولة ورموزها ومؤسساتها يرتقي إلى جريمة التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي، وأنه لن يترك الشعب والدولة والوطن «لقمة سائغة على موائد اللئام».
كما قلّل الرئيس التونسي من أهمية المقاطعة الكبيرة للانتخابات التشريعية التي شهدتها تونس مؤخراً. وقال سعيد إن «مشاركة ب9 أو 12 في المئة أفضل من ال99 في المئة التي كانوا يشاركون فيها وكانت تتهاطل برقيات التهاني من الخارج وتعلم تلك العواصم أن تلك الانتخابات مزورة». وأضاف: «نحن بحاجة إلى برقيات التهاني من الشعب التونسي».
يجيء ذلك في وقت، قرر قاضي التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب في تونس، تأجيل الاستماع إلى رئيس حركة «النهضة» الإخوانية راشد الغنوشي إلى يوم 21 فبراير المقبل وذلك مع استمرار التحقيقات القضائية مع الزعيم الإخواني في اتهامات الإرهاب والفساد.
ونقلت إذاعة «شمس إف إم» عن عضو هيئة الدفاع سمير ديلو قوله، إن «القضية تعود لكلمة كان ألقاها راشد الغنوشي لتأبين أحد أنصار حركة النهضة». وأضاف أن هيئة الدفاع طلبت تأجيل الاستماع نظراً لعدم اطلاعها على ملف القضية. ووفق الإذاعة، «تعود القضية إلى حضور الغنوشي لجنازة أحد أنصار حركة النهضة، ذكر خلال تأبينه بأن المتوفَّى لم يكن يخشى «الطاغوت» لتعتبر إحدى النقابات الأمنية هذا التصريح إشارة إلى المؤسسة الأمنية فبادرت بتقديم شكوى ضده».
(وكالات)