قبل بيليه لم يكن لمسألة الأرقام أي أهمية؛ حيث إن ظهورها على قمصان الفرق بدأ عام 1928 في إنجلترا وتحديداً في مباراة أرسنال وشيفيلد ونزداي؛ إذ ارتدى اللاعبون أرقاماً متسلسلة من 1 إلى 11؛ حسب مراكزهم في الملعب، وقد نال صانع الألعاب أو المهاجم الثاني خلف رأس الحربة الرقم 10، وعلى مدى 30 سنة كاملة بقي الأمر عادياً حتى ظهر في مونديال عام 1958 شاب برازيلي سحر العالم بنجوميته وأهدافه وطريقته في التعامل مع الكرة.
كان ذلك الفتى هو بيليه البالغ من العمر وقتها 17 عاماً، وقد ظهر في المونديال الذي أقيم في السويد بالرقم 10، بعدما ارتداه عن طريق الصدفة فقط؛ عندما أرسل الاتحاد البرازيلي لكرة القدم قائمة لاعبيه المعتمدين في البطولة، لكنه نسي تخصيص رقم لكل منهم، وهنا حل مندوب الأوروغواي لدى الفيفا لورنزو فيليزيو المعضلة بتوزيع الأرقام عشوائياً بنفسه ومنح الرقم 10 للاعب غير معروف آنذاك هو بيليه.
كان اختيار فيليزيو لرقم 10 ومنحه لبيليه تاريخياً؛ حيث إن الشاب البرازيلي تألق بشكل لافت في مونديال 1958 وسجل ستة أهداف وقاد بلاده لأول لقب لها في كأس العالم، ليصبح الرقم 10 مخصصاً من بعده للاعبين الأذكياء والنجوم الموهوبين.