ثار جدل كبير في مصر خلال الساعات الماضية بعد ما تناثر من أخبار حول وجود قرار حكومي بإخلاء منزل الأديب الراحل محمود عباس العقاد في مسقط رأسه في أسوان جنوب البلاد تمهيدا لإزالته.
وترددت أنباء أن اخلاء منزل الأديب الراحل الكائن بمدينة أسوان تمهيدا لإزالته، جاء بعد تقرير فني لكلية الهندسة جامعة أسوان. وكان المنزل يعد من التراث المعماري المتميز ويخضع لوزارة الثقافة.
والمنزل تم إنشاؤه بنظام الحوائط الحاملة عام 1948 على مساحة 220 مترا بشارع عباس فريد في أسوان، جنوب مصر، ويتكون من دور أرضى وطابقين.
من جانبها، أكدت أسرة الأديب الراحل أنه لم يصدر قرار بإخلاء المنزل بغرض إزالته أو ترميمه.
وقالت رشا العقاد حفيدة الأديب الراحل إن لجنة من مديرية الإسكان عاينت المنزل قبل 4 أشهر، وأوصت بترميمه بتوجيهات من اللواء أشرف عطية محافظ أسوان.
وأضافت أن التكلفة المادية لترميم المنزل كبيرة للغاية ويصعب على أسرة الأديب الراحل تحملها، مشيرة إلى أن أفراد الأسرة حاولوا ترميم الجزء الداخلى للمنزل، وهو ما توقف بعد وفاة عبد العزيز العقاد، ابن شقيق العقاد .
وقد عاينت اللجنة الدائمة لحصر المبانى ذات الطراز المعمارى المتميز ، والمبانى غير الآيلة للسقوط، منزل العقاد لسرعة التدخل من أجل ترميم وتدعيم المبنى كقيمة تاريخية، و بحث مدى إمكانية تحويل الدور الأرضى منه إلى متحف ومزار ثقافى وسياحى مفتوح لرواد ومحبى التراث والثقافة والفكر والأدب.
وأشارت محافظة أسوان، فى بيان سابق لها، إلى أن ذلك يأتى تأكيداً لإهتمام المحافظة بالمبانى التراثية المرتبطة بتاريخ أبنائها من رموز العلم والفكر والأدب ، وفى مقدمتهم عملاق الأدب العربى العقاد.
وأضافت أنه تم تقديم كافة التسهيلات لقيام اللجنة بالحضور لأسوان والمعاينة الميدانية لمنزل العقاد، منوهة إلى أن اللجنة ستقوم بإعداد تقرير تفصيلى عن الحالة الفنية للمبنى والذى لوحظ ظاهرياً به وجود تصدعات بالحائط الشرقى، وبعض الشروخ بالجانب الغربى ، بالإضافة إلى حدوث هبوط بأرضية الدور الأرضى.
والعقاد أديب ومفكر وصحافي وشاعر مصري، ولد في أسوان عام 1889، وكان عضوا سابقا في مجلس النواب المصري، وعضوا في مجمع اللغة العربية، ويعد أحد أهم كتاب القرن العشرين في مصر.
وساهم العقاد بشكل كبير في الحياة الأدبية والسياسية، وأضاف للمكتبة العربية أكثر من 100 كتاب في مختلف المجالات
واشتهر بمعاركهِ الأدبية والفكرية.
وعوقب بالسجن لمدة 9 أشهر عام 1930 بتهمة العيب في الذات الملكية. ومن أشهر مؤلفاته عبقرية محمد، وعبقرية عمر، و الإنسان في القرآن، والشيخ محمد عبده.
وتُوفي العقاد في القاهرة عام 1964 عن عمر ناهز 75 عاما.