أعلن السودان توقيع وثيقة لوقف العدائيات بين قبيلتي «الداجو والرزيقات» لإنهاء أعمال القتال في إقليم دارفور، فيما حذر نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي» من محاولات لزرع الفتنة بين بلاده وإفريقيا الوسطى، معلناً إغلاق الحدود بين البلدين، في حين أعلن رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عن إطلاق حملة لمكافحة المخدرات، من خلال تشكيل لجنة تضم وزراء الداخلية والدفاع والتربية والتعليم والتعليم العالي وجهاز الأمن والمخابرات الوطني إلى جانب اللجنة الوطنية والجهات ذات الصلة.
يأتي ذلك في أعقاب اندلاع أعمال عنف قبلي بين القبيلتين في مناطق شرق محلية بليل، أسفرت عن مقتل عدد من المواطنين وحرق قرى وممتلكات، ما استدعى إعلان الطوارئ.
ووفق وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) فإنه «جرى توقيع وثيقة وقف العدائيات بين قبيلتي الرزيقات والداجو برعاية محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع في قرية أموري بمحلية بليل بولاية جنوب دارفور».
وأكد الطرفان الالتزام بتنفيذ بنود الوثيقة وكذلك فتح صفحة جديدة من التسامح والعفو، وعودة العلاقات بين القبيلتين إلى طبيعتها وسابق عهدها، مشيدين بالدور الكبير لقوات الدعم السريع في التصدي للاعتداء الذي تعرض له أهل المنطقة، داعين إلى العمل على بناء ما دمرته الحرب وتقديم الخدمات للمتضررين وإنشاء ارتكازات أمنية وشرطية لحماية أهالي محلية بليل.
وتضمنت الوثيقة عدة بنود أهمها تعزيز فرص السلام وتحقيق التعايش وبناء النسيج الاجتماعي، وبناء أواصر الأخوة بين المكونات المحلية وفتح الأسواق وموارد المياه والطرق العابرة، ونبذ الصراعات والكراهية ونشر ثقافة السلام والعمل على فرض هيبة الدولة، ومنع حمل السلاح في الأماكن العامة، ومساعدة لجنة التحقيق في عملها حتى تتكشف الحقائق للجميع.
فتنة مع إفريقيا الوسطى
من جانبه، أكد حميدتي أنه لا تهاون مع المجرمين، داعياً الناشطين بمنصات التواصل الاجتماعي إلى تحري الدقة والبعد عن تلفيق الأكاذيب.
ووجه بضرورة تنفيذ وثيقة وقف العدائيات وفتح الطرق والأسواق، وانسياب المحاصيل ونقل المواطنين، مطالباً بقبول الآخر، وترك المفازعة في ولايات دارفور الخمس، معلناً عن تجنيد قوات خاصة لذلك منعاً للاحتكاك القبلي.
وأشار حميدتي إلى «محاولات مستمرة لشيطنة قوات الدعم السريع، وما يتخلله من تلفيق التهم ضدها»، مؤكداً أن محاولات الشيطنة «لن تتوقف، ولذلك لن نلتفت لها».
ونوه بمحاولات البعض (لم يسمهم) لزرع الفتنة بين السودان وإفريقيا الوسطى من خلال استخدام بعض المجموعات الخارجة عن القانون للزي الرسمي للدعم السريع بغرض تحقيق أجندة.
وأضاف: «ومن ثم قمنا بغلق الحدود معها درءاً للفتنة، وحفاظاً على سياسة حسن الجوار»، لافتاً إلى أن الدعم السريع سيفتتح معسكرات ثابتة في أم دافوق وأم دخن لضبط وتأمين الحدود.
وأعلن حميدتي تأيبده للاتفاق الإطاري، واصفاً إياه ب«المخرج الوحيد لمعالجة الأزمة السياسية بالبلاد»، كاشفاً عن اتصالات مع حركات الكفاح المسلح التي لم توقع على اتفاق جوبا، من أجل الانحياز للعملية السلمية، قائلاً «إن السلام هو خيارنا الأوحد».
على صعيد آخر، اتهم رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان خلال اجتماع عقده، أمس الثلاثاء، بالقيادة العامة للجيش السوداني مع قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية بعض المنظمات بدعم انتشار المخدرات عن طريق دعمها لبعض المجموعات الشبابية تحت ستار«دعم الديمقراطية».
وأضاف أن المنظمات تدعم جهات استغلت الدعم في نشر المخدرات تحت ستار دعم منظمات المجتمع المدني، مشدداً على ضرورة مجابهة المخدرات دون تراخ. (وكالات)