- المنتخب يعاني عقماً هجومياً وضعف بناء الهجمات
الشارقة: علي نجم
بات على منتخب الإمارات الوطني، البحث عن الفوز ولا شيء سواه عندما يلتقي نظيره الكويتي الثلاثاء في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية لبطولة «خليجي 25»، التي تقام في البصرة وتستمر حتى 19 يناير الحالي.
وتعرض منتخبنا لضربة قوية في مستهل رحلته في المنافسة الخليجية، حين سقط أمام منتخب البحرين حامل اللقب بهدفين مقابل هدف، ليخرج بوفاضٍ خالية في الجولة الأولى، وليصبح أمام تحد كبير بالبحث عن نيل العلامة الكاملة في آخر جولتين من دور المجموعات.
وكان السقوط أمام المنتخب البحريني، بمثابة صدمة جديدة، خاصة أن الأمنيات كانت كبيرة بأن يظهر «الأبيض» بحلة فنية أفضل وبجاهزية أعلى من تلك التي قدمها في الفترة السابقة، وإن كان الفريق قد تأثر بغياب علي مبخوت «المستبعد» بقرار فني من المدرب رودولفو أروابارينا، أو فابيو ليما الغائب بسبب الإصابة.
وقد اختصر الأرجنتيني رودولفو أروابارينا الخسارة بالقول «الكثير من الأشخاص وضعوا ثقتهم بنا، لكن لم نكن على قدر الثقة».
ودفع منتخبنا مرة جديدة ثمناً للعقم الهجومي الذي يعانيه، بعدما أهدر فرصة قتل المباراة في نصف الساعة الأولى التي كان هو الطرف الأفضل خلالها والأكثر سيطرة واستحواذاً وصناعة للخطر، دون أن يجد من يترجم تلك الفعالية إلى أهداف، خاصة مع ابتعاد حارب سهيل عن مستواه المعهود، وتحركات كايو الكثيفة، لكنها غير مجدية.
ولعب علي صالح دور رجل الشوط الأول من خلال التحركات التي قام بها، فاعتمد منتخبنا على الجانب الأيسر، وسط غياب تام للشق الأيمن من الجانب الهجومي.
وفقد منتخبنا الانضباط والتركيز التكتيكي بعد مرور نصف الساعة الأولى، مما سمح للمنافس باستلام زمام المبادرة، واللعب بين خطوط منتخبنا مما مهد الطريق لحامل اللقب بتهديد مرمى خالد عيسى الذي لعب دور «المنقذ» مرتين قبل نهاية الشوط الأول، بعدما شكّل مهدي حميدان وعلي مدن ومعهما كميل الأسود الخطورة الكبيرة على منطقة منتخبنا الدفاعية.
ولم تكد تمر الساعة الأولى من زمن المباراة، حتى تمكن كميل الأسود من تسجيل هدف التقدم، بكرة ثابتة ومن ركلة حرة مباشرة لمست رأس خالد الظنحاني وخدعت الحارس خالد عيسى ولتعلن الهدف الذي زاد من الصعاب التي يعانيها منتخبنا.
الأبيض التائه
وكان الأبيض تائهاً، وعانى كثيراً من أجل صناعة وبناء الهجمات، حتى بدا وكأنه رفع الراية مبكراً، خاصة بعدما أضاف جاسم الشيخ الهدف الثاني قبل أقل من ربع ساعة على النهاية.
وأحدث المدرب الأرجنتيني أروابارينا بعض التغييرات التي استهلها بإشراك تيغالي بعد الهدف البحريني، لينجح مهاجم فريق الوحدة بتسجيل هدف تقليص الفارق بكرة رأسية «ماركة تيغالي» ليبرهن أنه خير من يحسن التواجد داخل الصندوق، وأنه أحد الحلول التي يمكن الرهان عليها ولو لنصف ساعة على صعيد المباريات الدولية.
زيادة الضغوطات
وستسهم الخسارة أمام الأحمر البحريني في زيادة الضغوطات على لاعبي منتخبنا الذين بات عليهم تحمل المسؤولية الكبيرة، والسعي من أجل تحقيق الفوز على المنتخب الكويتي الخاسر بدوره في الجولة الأولى أمام المنتخب القطري بهدفين دون مقابل، والبحث عن قلب الطاولة رأساً على عقب وانتزاع بطاقة العبور إلى نصف النهائي حتى تمثل «نصف نجاح» للجيل الحالي ولكتيبة المدرب الأرجنتيني الذي سيتحمل الكثير من سهام النقد لو كان الوداع مبكراً والعودة سريعاً من البصرة.
وسيدرك المدرب أنه يحتاج إلى إجراء تعديلات على تشكيلته، أو ضمان البحث عن حلول فنية من أجل العبور الآمن من المحطة الثانية، سواء بضبط إيقاع وسط الميدان، أو حتى بالتشديد على أهمية تلافي الأخطاء والهفوات الدفاعية سواء التي تحدث على مستوى الفرد أو بمنظومة الفريق.
ولا يبدو أن المدرب يمتلك الكثير من الخيارات في قائمته، خاصة بعدما فقد منتخبنا العديد من العناصر التي كان يمكن أن يعول عليها، حتى بات مركز الظهير الأيسر أقرب إلى حقل اختبار بعدما دفع به بالظهير خالد الظنحاني، قبل أن يعود ويشرك بدر ناصر في الدقائق العشر الأخيرة.
وتسلح المدرب أروابارينا بالشجاعة، حين حمل نفسه مسؤولية الخسارة، وقال: «أنا المسؤول، بعدما سيطرنا على الدقائق ال25 الأولى، رغم ما عاب الفريق من عدم الوصول إلى العمق، ليحصل بعدها نوع من التراجع، كنا نأمل أن نسجل لكن لم نصل إلى الشباك بسبب غياب العمق الهجومي».
وتابع قائلاً: أعلم أن هناك الكثير من الأشخاص الذين وضعوا الثقة بالفريق، ولم نكن على قدر تلك الثقة في أول 90 دقيقة من عمر المشاركة، الطريق الوحيد للتعديل هو زيادة العمل.