تحت رعاية رسمية، انطلقت في الجزائر عملية تصوير فيلم روائي طويل يسرد حياة الشاعر لخضر بن خلوف، الملقب بـ “أمير شعراء الشعر الشعبي” في الجزائر، والذي عاش في القرن 16م.
وقالت وزارة الثقافة الجزائرية إنّ الفيلم الذي يستغرق 100 دقيقة يروي قصة “المجاهد الزاهد وأب الشعر الملحون أو الشعبي”، معتبرة أيضاً أنّ الفيلم “يدور حول شخصية فذة لها رمزية وحضور في الذاكرة الشعرية والنضالية الشعبية الجزائرية”.
دٌفن بن مخلوف بجوتر أقدم نخلة في العالم يزيد عمرها عن ستة قرون مازالت ثابتة وشامخة إلى يومنا
وأضافت الثقافة الجزائرية بأن “إنجاز مثل هذه الأعمال التاريخية لهذه الشخصيات الجزائرية الفذة، تساهم في إحياء مآثرها وتراثها لدى الأجيال الجديدة”.
وتم اختيار الممثل حسان كشاش لتقمص شخصية الشاعر سيدي لخضر بن خلوف فيما سيخرجه محمد شويخ، الذي اخرج عدة أفلام منها “القلعة” سنة 1989 و “يوسف” في 1993 و “دوار النساء” 2005 و “الأندلسي” سنة 2011.
من هو بن مخلوف؟
ولخضر بن عبد الله بن خلوف، المشهور بـ “سيدي لخضر بن خلوف”، من أشهر شعراء الجزائر في القرن السادس عشر، ولد العام 1479م في منطقة مزغران غربي الجزائر وتوفي وعمره 124 سنة.
على هامش اعطاء وزيرة الثقافة الجزائرية اشارة انطلاق تصوير الفيلم
واشتهر بفضل قصائده لمديح النبي محمد والإلياذة التي وصف فيها معركة مزعران في 26 أوغست 1558 ضد الإسبان، وقد ألف قصيدة تصف بدقة الواقعة.
ففي هذه المعركة هزم المقاومون الجزائريون والعثمانيون البحرية الإسبانية، التي أرادت احتلال مدينة مستغانم (غرب)، وقد شارك الشاعر بنفسه في هذه المعركة.
ثم انتقل الشاعر إلى مدينة تلمسان غرب الجزائر، بقصد التقرب من الشيخ محمد عبد الحق بن عبد الرحمان بن عبد الله المعروف باسم سيدي بومدين بهدف التعلم وتصفية الروح وتكريسها للعبادة.
ويَعتبره السكان المحليون في ضواحي مستغانم بالغرب الجزائري وكامل الشمال الإفريقي بولي صالح وشيد له ضريح بمدينة سيدي لخضر، وتوجد جانب ضريحه أقدم نخلة في العالم يزيد عمرها عن ستة قرون مازالت ثابتة وشامخة إلى يومنا هذا، حيث أشرف على بنائها بنفسه، حيث جاء في وصيته: “النخلة المثبتة من بعد اليبوس، حذاها (بجانبها) يكون قبري يا مسلمين”.
وتكريماً للشاعر بن خلوف يقام سنويا مهرجان الشعر الشعبي في ولاية مستغانم غرب البلاد ويعرف مشاركة كل المهتمين بهذا النوع الفني.