الشارقة: علي نجم
يتطلع المنتخب الوطني لكرة القدم اليوم إلى الحفاظ على فرصته في التأهل إلى نصف نهائي بطولة «خليجي 25» التي تقام في البصرة، حين يلتقي شقيقه الكويتي في موقعة من العيار الثقيل.
وتمثل مباراة اليوم لقاء حياة أو موت بالنسبة إلى المنتخبين، لاسيما وأن الخسارة قد تكون نهاية الأمل لأي منهما في استكمال الرحلة والمشوار في العرس الخليجي الذي عاد إلى أرض بلاد الرافدين بعد طول غياب.
لا يمتلك «الأبيض» سوى خيار الفوز في أهم 90 دقيقة سيخوضها في النسخة الحالية، خاصة أن تحقيق الفوز وكسب النقاط الثلاث، ستكون وحدها بوابة العبور إلى التمسك بالأمل وتأجيل حسم المصير إلى المرحلة الأخيرة من عمر دور المجموعات.
ويُمني منتخبنا الوطني النفس اليوم، بأداء أكثر توهجاً، وفاعلية وروحاً وعزيمة أكبر من تلك التي قدمها في المباراة الأولى أمام المنتخب البحريني والتي خسرها بهدفين مقابل هدف.
رودولفو في التحدي
وقع رودولفو أروابارينا المدير الفني لمنتخبنا الوطني في حقل من الألغام، بعدما استبعد اللاعب علي مبخوت من قيادة هجوم المنتخب، ليضع ثقته في اللاعب كايو الذي شغل مركز رأس الحربة، بينما راهن على الثنائي الواعد علي صالح وحارب سهيل من أجل شغل الجانبين.
ولا شك أن الثنائي الواعد يحتاج إلى المزيد من الخبرة والاحتكاك حتى يقودا هجوم المنتخب في القادم من السنوات، وهي المسؤولية التي يعمل عليها المدرب الأرجنتيني بهدف منح الثنائي الفرصة الكاملة لاكتساب الخبرات والاحتكاك واللعب على المستويات التي تؤهلهما لتطوير قدراتهما وتعزيز خبراتهما حتى يمثلا حجر الأساس لهجوم «الأبيض» في القادم من السنوات.
ووضح العقم الهجومي في العمق الهجومي لمنتخبنا، وهي المشكلة التي لم تحل في المباراة الأولى إلا بعد دخول تيجالي الذي اقتنص عرضية واحدة ليحولها بشكل مميز هدفاً رأسياً، ساعد منتخبنا على إنهاء الجولة الأولى ثالثاً في المجموعة.
ذكريات 2007
ويحتاج منتخبنا اليوم، إلى أن يستعيد ذكريات نسخة 2007، حين خسر ضربة البداية أمام المنتخب العماني، قبل أن ينجح في قلب الطاولة والحصول على العلامة الكاملة على حساب الكويت واليمن، وليعبر إلى نصف النهائي قبل أن يكمل الرحلة نحو التتويج باللقب الأول بعد هدف إسماعيل مطر في استاد مدينة زايد.
ويدرك الجيل الحالي أن المسؤولية على عاتقهم كبيرة، خاصة أنها البطولة الأولى للعديد من العناصر التي لم يسبق لها المشاركة على المستوى الخليجي وتحمّل ضغوط وعبء هذه البطولة التي تبقى لها المكانة الكبيرة في وجدان الجماهير.
وسيتوجب على لاعبينا التسلح بعزيمة تغيير المشهد، وقلب الصفحة الأولى، والبحث عن كتابة النقاط الثلاث بعرق الاجتهاد والعطاء فوق الميدان، مع أهمية تجاوز الأخطاء التي حصلت في مواجهة حامل اللقب، وضمان عدم تكرارها في موقعة اليوم مع «ملك» المسابقة المنتخب الكويتي.
تغييرات طفيفة
قد يلجأ أروابارينا إلى إجراء تعديلات أو تغييرات طفيفة على هوية العناصر التي سيزج بها في مباراة اليوم، قياساً إلى التشكيل الذي خاض به المباراة الأولى، خاصة أن تواجد تيجالي كرأس حربة منذ البداية قد يكون رهاناً غاية في الأهمية من أجل البحث عن هدف مبكر يضع الضغوط على لاعبي المنافس ويعزز ثقة لاعبينا بقدراتهم وبإمكانية عبورهم بنجاح إلى الدور الثاني.
وسيخوض «الأبيض» وهو يدرك أن تعزيز الانضباط الدفاعي غاية في الأهمية أمام منافس سقط في الجولة الأولى أمام المنتخب السعودي بهدفين، لكنه أثبت في الوقت نفسه أنه يمتلك من الجودة والكفاءة الفنية ما قد يساعده على قلب المشهد وصنع المفاجأة، وهو ما سيضع المزيد من المسؤولية على عاتق اللاعبين. وسيكون وليد عباس مرة جديدة قائداً للدفاع مع خليفة الحمادي، في الوقت الذي تمثل أدوار الظهيرين مسؤولية كبيرة على عاتق الواعد أحمد جميل يميناً والظنحاني يساراً، وإن كان تواجد بدر ناصر منذ الدقيقة الأولى قد يمثل خياراً للمدرب الأرجنتيني.
أما ثلاثي الوسط المكون من ماجد حسن وماجد راشد وعبد الله رمضان، فسيكون هو «محور المباراة» قياساً إلى أهمية أدوراهم ومسؤوليتهم في ضبط الإيقاع وتقليص وتضييق المساحات عند فقدان الكرة والبحث عن الخيارات الهجومية عند الاستحواذ، خاصة أن تسريع إيقاع المباراة وتفعيل الشق الهجومي باستغلال سرعة حارب عبد الله أو علي صالح أو حتى التمرير في العمق الدفاعي لكايو كانيدو أو تيجالي قد يمثل العامل المؤثر في تعزيز فرص الوصول إلى مرمى الحارس الكويتي عبد الغفور.
أروابارينا: نسعى إلى كتابة تاريخ جديد
قال الأرجنتيني أروابارينا، مدرب منتخب الإمارات: «حاولنا قبل المباراة تصحيح أخطاء مباراة البحرين، وشرحها للاعبين، وهدفنا هو تحقيق الفوز في لقاء الكويت، والظهور بشكل أفضل، وتحقيق نتيجة إيجابية تمحي نتيجة المباراة الأولى».
وحول اعتماد قائمته على مجموعة من الشباب أوضح: «منتخب الأرجنتين توج بكأس العالم ب19 لاعباً يشاركون للمرة الأولى في المونديال، لا أقارن بين المنتخبين، لكن لديّ ثقة في اللاعبين الموجودين، ومتأكد بأننا سنكون على قدر المسؤولية».
وعن إمكانية مشاركة اللاعبين المصابين، قال: «فابيو ليما يتلقى العلاج حالياً، هناك احتمالية لمشاركته في مباراة الكويت، وكذلك ماجد حسن».
وأكد أروابارينا أن اتحاد الكرة وكذلك الجهاز الفني للمنتخب يسعون إلى كتابة تاريخ جديد للكرة الإماراتية، ولن يدخروا جهداً نحو تحقيق ذلك.
بينتو: نجهز منتخباً للمستقبل
شدد البرتغالي روي بينتو، مدرب الكويت، على أهمية دراسة أسلوب لعب المنتخب الإماراتي، وقال: «حصلنا على معلومات كافية عن منتخب الإمارات، ونقلناها إلى اللاعبين من أجل تقديم المستوى المطلوب منّا في المباراة».
وأضاف: «قدمنا أداءً جيداً أمام قطر، وأظهرنا بعض التحسن رغم استقبال هدفين، لكننا نعاني بعض المشكلات في استغلال الفرص وتسجيل الأهداف، وحاولنا معالجة تلك المشكلة في الحصة التدريبية». وأضاف: «أغلب اللاعبين في الكويت بمنتصف العشرينات، لذا نجهز منتخباً للمستقبل وهدفنا هو اكتساب الخبرات واللعب تحت الضغوط».
وأوضح: «الجميع يعلم أن بطولة «خليجي» صعبة، ولا يمكن التكهن بنتائج المباريات، ونرغب في تقديم أفضل ما لدينا من أجل تحقيق أفضل النتائج الممكنة».
تفوق إماراتي في العقدين الأخيرين
يتفوّق منتخب الإمارات على حساب الكويت في المواجهات المباشرة التي جمعت بينهما في منافسات كأس الخليج العربي، منذ 21 عاماً، فالتاريخ يشير إلى تفوق الإمارات على الكويت في العقدين الأخيرين وتحديداً منذ «خليجي 15» عام 2002.
وخاض المنتخبان في العقدين الأخيرين 5 مباريات في 5 نسخ مختلفة من كأس الخليج، حقق خلالها منتخب الإمارات الفوز في 3 مناسبات، مقابل التعادل مرتين، ومن دون أي هزيمة.
وسجلت الإمارات 8 أهداف في شباك الكويت، في حين استقبلت 4 أخرى، مع الخروج بشباك نظيفة في 3 لقاءات، وسيطرت نتيجة التعادل دون أهداف على نتيجة آخر مباراة أُقيمت بينهما في «خليجي 23»، التي احتضنتها الكويت.
وكان منتخب الكويت متفوقاً على الإمارات حتى عام 2003، محققاً الفوز في 10 مناسبات، مع تعادل وحيد، إلى جانب 4 هزائم، قبل السيطرة الإماراتية على المواجهات المباشرة في كأس الخليج، في آخر 20 عاماً.
وإجمالاً، انتصرت الإمارات 7 مرات، مقابل التعادل في 3 مناسبات، مع فوز الكويت ب10 مباريات.
التشكيل المتوقع
منتخب الإمارات: خالد عيسي – وليد عباس – خليفة الحمادي – أحمد جميل – خالد الظنحاني – ماجد حسن – ماجد راشد – عبد الله رمضان – حارب عبد الله – علي صالح – تيجالي (كايو كانيدو)
منتخب الكويت: سليمان عبد الغفور – خالد إبراهيم – حسن حمدان – مهدي دشتي – مشاري الغنام – سلطان العنزي – أحمد الظفيري – مبارك الفنيني – عيد الرشيدي – عبد الله غانم – إبراهيم كميل