بغداد: زيدان الربيعي
ردود فعل تكاد تكون غير مسبوقة شهدتها الأجواء المحيطة بالمنتخب العراقي الأول بعد فوزه المهم على المنتخب السعودي بهدفين مقابل لا شيء في منافسات المجموعة الأولى لخليجي 25 المقامة حالياً في البصرة.
لو تابعنا فرحة اللاعبين والطاقمين التدريبي والإداري والمسؤولين،لظننا ان الفرحة كانت بعد الفوز ببطولة مهمة أو تأهل إلى نهائيات المونديال أو الأولمبياد.
لو أمعنا النظر جيداً بأسباب هذه الفرحة الكبيرة يمكن أن نشير إلى نقاط عدة أولها أن المباراة جرت في ظروف مناخية صعبة جداً على الجميع بسبب تساقط الأمطار الغزيرة طيلة أوقات المباراة، مما جعل المباراة تخرج عن مفاهيم أساليب اللعب والتكنيك والتكتيك وما شابه، لذلك فان فوز المنتخب العراقي على نظيره السعودي أنقذه من حسابات عقيمة في المجموعة الأولى لو كانت النتيجة عكس ذلك، لكن الفوز وضعه في الصدارة وقد يبقى فيها.
أيضاً هناك نقطة أخرى تتمثل بحاجة المنتخب العراقي إلى الفوز لكي يتخلص من الانتقادات التي تعرض لها بعد خروجه متعادلاً أمام منتخب عُمان في مباراة الافتتاح، فضلاً عن عطش الجماهير العراقية للتمتع بتسجيل الأهداف، وكل هذا حصل أمام المنتخب السعودي.
أيضاً لا ننسى أن القائمين على المنتخب العراقي يحاولون بكل الطرق أدخال الطمع إلى نفوس اللاعبين لغرض كسب لقطة خليجي 25 في البصرة، لأن الكرة العراقية بحاجة إلى العودة لتحقيق الإنجازات والبطولات بعد غياب طويل جداً.
النشوة الكبيرة التي حصلت للوفد العراقي بعد الفوز وما تسرب من أخبار حول قيام رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال بعد نهاية المباراة بمنح مكافأة مالية قدرها خمسة آلاف دولار لكل لاعب، تتطلب الحذر الكبير من قبل كل من لديه مسؤولية في المنتخب العراقي،لأن نشوة الفوز الكبيرة والمبالغ فيها قد تأتي بنتائج عكسية صادمة.
ومن هذا المنطلق فأن مباراة المنتخب العراقي المقبلة أمام المنتخب اليمني وأن كان التعادل فيها كافياً لبلوغ دور الأربعة، إلا أنها بالحسابات الموجودة على الأرض لن تكون مباراة سهلة أو مضمونة النتيجة، لأن المنتخب اليمني ورغم خروجه الرسمي من منافسات خليجي 25، إلا أنه يريد أن يترك له بصمة في ذاكرة البطولة وجماهيرها الكبيرة، خصوصاً أنه قدّم مباراة كبيرة جداً أمام المنتخب العُماني وكان قريباً من تحقيق التعادل لولا اهدار أحد لاعبيه لركلة الجزاء في الوقت بدل الضائع.
إن نشوة الفوز المبالغ فيها، والتفكير في المرحلة التي لم تصل إليها بعد قد يأتي بنتائج عكسية غير متوقعة بالمرة، ومن هذا المنطلق يجب أن يغادر المنتخب العراقي نشوة الفوز على المنتخب السعودي الشقيق فوراً، وان يعد العدة من الآن لمباراته المقبلة أمام المنتخب اليمني، لأن البقاء في نشوة الفوز خطورة كبيرة، ولم تزل إجابة المدرب العراقي الراحل عمو بابا على سؤال طرحته عليه عن سبب غضبه على اللاعبين حتى لو كانوا قد حققوا الفوز بنتيجة كبيرة ترن في أذاني، إذ قال بابا:«اللاعبون العراقيون يحتاجون إلى تذكيرهم دائماً، لأنهم إذا حققوا الفوز أو تقدّموا بعدد من الأهداف يصاب أداؤهم بالفتور، لذلك كنت شديداً معهم وأضغط عليهم كثيراً».
إجابة عمو بابا، تمثل العلاج الصحيح بالوقت الراهن لغرض التخلص من نشوة الفوز المبالغ فيها.