على الرغم من حضوره للقاهرة على مدار 20 عاما، فإنها كانت المرة الأولى التي يقف فيها على خشبة مسرح دار الأوبرا المصرية، بعد نجاحه في أن يقدم الفن العراقي بشكل جيد داخل مصر، فقد كان حريصا على أن ينتشر بفنه من نهر الفرات ودجلة حتى نهر النيل، إنه الفنان العراقي همام إبراهيم الذي كان نجما من برامج المواهب لامتلاكه صوتا قويا ومميزا مقارنة بباقي المواهب التي تواجدت معه وقتها، حيث يقدم العديد من الأغاني التراثية العراقية والمصرية. وفي حواره مع موقع “العربية.نت” أكد أنه شعر بالرهبة من الوقوف على خشبة المسرح الذي وقف عليه كبار العمالقة في الغناء المصري والعربي مثل كوكب الشرق أم كلثوم، محمد عبدالوهاب، وأن حلمه قد تحقق لأول مرة بالوقوف أمام الجمهور المصري للغناء لأول مرة وحقق نجاحا كبيرا.
خلال عام 2022 حققت حلما قديما لديك كما أعلنت؟
بالتأكيد، فقد كان وقوفي على خشبة على أهم صرح ثقافي عربي ووقف عليه أساتذة كبار في الغناء والموسيقى في عالمنا العربي وهو مسرح دار الأوبرا المصرية بمثابة حلم تحقق، فقد كنت متحمسا، لأنني حلمت بتلك اللحظة منذ أن كنت طفلا ثم دخولي معهد الموسيقى العربية واحترافي للغناء، فقد كنت أريد أن أثبت نفسي على خشبة المسرح الكبير وأني على قدر هذا التحدي الكبير بالغناء أمام الجمهور المصري لأول مرة.
هل كنت خائفا لهذه الدرجة من الوقوف على هذا المسرح؟
بالفعل، فعلى الرغم من إيماني بموهبتي وصوتي ومدى قوته كما يقول لي الكثيرون، فقد كنت قلقا بسبب الشعور بالمسؤولية الكبيرة علي وليس خوفا من صوتي، فقد وقف على هذا المسرح نجوم كبار مثل هاني شاكر وصابر الرباعي وعاصي الحلاني، ولذلك أوجه لدار الأوبرا كل الشكر على ثقتها التي وضعتها في، خاصة جمعي مع النجم اللبناني مروان خوري في حفل واحد بخلطة يتم دمجها للمرة الأولى لتقدم في مصر أم الدنيا ليؤكد ويثبت للجميع أن ما تفسده السياسة يجمعه الفن.
ومن من النجوم تتمنى تقديم عمل غنائي معه؟
أتمنى تقديم أغنية دويتو تجمعني مع النجم الكبير صابر الرباعي، فهو حلم من أحلام حياتي، لكن ذلك الأمر يتوقف على قرار من صابر، فأنا أتمنى أن أغني معه لأنني أرى أنه آخر جيل الفن الجميل في الوطن العربي وامتداد لزمن الطرب الأصيل العندليب وأم كلثوم وعبد الوهاب ومعه هاني شاكر وعلي الحجار ومدحت صالح وكاظم الساهر وغيرهم من الأسماء الكبيرة من المطربين، فهم حلقة الوصل بين الجيل القديم والحديث.
همام إبراهيم
كما أتمنى عمل دويتو مع هاني شاكر، فهو قامة وقيمة فنية كبيرة، وصوت مميز، ونحن من عشاقه في العراق، وطالما تمنيت أن يجمعني ديو معه، وكذلك الفنان بهاء سلطان فهو طاقة فنية كبيرة وصوت لا يتكرر، فنجوم مصر مدارس كبيرة شرف لأي فنان أن يشاركهم أي حفل أو أغنية.
هل معنى ذلك أننا من الممكن أن نجد لك ديو مع فنان مصري؟
منذ عامين وأنا أخطط لهذا الأمر، لكن الالتزامات وتوافق المواعيد ليس سهلًا، وأبحث خلال الفترة المقبلة عن اسم نتوافق سويًا وعلى الفور سنقدم العمل.
وهل ما زالت تقابلك مشكلات في اللهجة المصرية أم تخطيت هذا الأمر؟
تجاوزت هذه المرحلة، وقدمت عملًا مصريًا من أعمالي في الحفل والجمهور أعجب به جدًا، هي أغنية قديمة لي تحمل اسم “أه بحبك”، لكنها لم تأخذ حقها عند الطرح فقررت أن أعيد غناءها وكتبناها بشكل جديد.
وكيف ترى من وجهة نظرك تواجد الأغنية العراقية على الساحة؟
لقد تمثلت في سنوات طويلة في النجم كاظم الساهر الذي أسس مدرسة فنية عظيمة للأغنية العراقية في وطننا العربي، كما يوجد أصوات عراقية جيدة مثل ناظم الغزالي وسعدون جابر لكن كاظم هو الذي حقق انتشارا كبيرا في مصر ومعروف بالتأكيد أن مصر هي محطة الانتشار الكبير لأي فنان عربي، فقد تمنيت أن أحقق نجاحا مثل أساتذتي الكبار في الغناء وأن يكون على قدر هذه المسؤولية الكبيرة في الغناء خلال الفترة المقبلة وأن يكون خير ممثل لوطنه العراق في العالم العربي.
تعد دار الأوبرا المصرية أوسع باب فني يدخل منه المطربون العرب لتحقيق أنفسهم، لذا فإنني أعتبر ظهوري للجمهور المصري من خلال مسرح الأوبرا هو إضافة كبيرة، ولم أتوقع هذا التفاعل، ولكني اكتشفت أن الجمهور المصري ذواق، وأعطاني صك النجومية.
أنت ابن برامج المواهب.. كيف ترى وضعها حاليًا وهل هي مفيدة؟
برامج المواهب جيدة لمرحلة، لكن يحدث الإخفاق بسبب أنهم يأتون بشاب لديه موهبة ولكن ليس لديه الخبرة، وبعدما اشتهر بالوطن العربي تتركه للساحة الفنية، وهنا يحدث تخبط وسوء إدارة، فعلى الشباب أن يجهز نفسه وأن يكون الاختيار صحيحا وبإدارة جيدة ليخوض معارك الوسط الفني، وأتمنى من كل برامج المواهب بعد أن يكتمل البرنامج ويختاروا الرابحين يهتمون بهم ويوجهوهم، لأن قلائل من استمروا بعد خروجهم من برامج المواهب، ولكنها تختصر الزمن الإعلامي لأي صوت موهوب فقط، لكن الفكرة دائما ما بعد البرنامج، والآن أفعل مع زملائي ما كان المحكمون يفعلونه معي عندما كنت متسابقا.
ما أبرز الصعوبات التي واجهتها في رحلتك الفنية؟
كنا في العراق معزولين فترة زمنية طويلة لمدة 15 عامًا، وهنا كانت تكمن صعوبة أن تحقق حلمك، مع صعوبات السفر خارج البلاد، فأصبح تفكيرنا الأول هو كيف سنغادر العراق، واستطعنا وذهبنا إلى الدول العربية، وكنا حزينين لأننا بعيدون عن واقعنا الحقيقي.
وما الجديد الذي ستقدمه خلال الفترة القادمة؟
انتهيت من وضع صوتي على العديد من الأعمال بعدة لهجات تنوعت ما بين المصري والخليجي واللبناني، فضلا عن قصيدة باللغة الفصحى، وتعاونت في هذه الأعمال مع العديد من الأسماء مثل هيثم زياد، يوسف العماني، حيدر الأسير، همام حسن، محب الراوي، مهند الخضير وغيرهم، كما أنوي التعاون مع ملحنين وشعراء مصريين في ألبومه الجديد مثلما تعاونت مع الملحن الراحل رياض الهمشري.
فأنا أريد أن أغني للشعب المصري صاحب الثقافة والتاريخ لأنه مرتبط بالشعب العراقي والحقيقة أنا لا أقلق من المنافسة في مصر في الوسط الفني لأن الساحة مفتوحة للجميع والجمهور هو الحكم في النهاية على أي فنان ومايقدمه له.
وهل تفكر في دخول عالم التمثيل؟
بالفعل أفكر في خوض تجربة التمثيل قريبا، فهناك جلسات عمل مع المنتج العراقي سيف عريبي حيث تقام ورشة عمل معه لتقديم مشروع سينمائي كبير، لكن لا أعرف ما هي الشخصية التي سأجسدها فيه حتى الآن.