بحث المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، أمس الخميس، في بنغازي مع مدير الاستخبارات الأمريكية وليام بيرنز، تطورات المشهد الليبي والأوضاع الأمنية، ومستقبل العملية السياسية، وذلك في أوّل زيارة لدبلوماسي أمريكي رفيع منذ أن تولى الرئيس جون بايدن السلطة.
جاء لقاء حفتر مع المسؤول الأمريكي بعد أيام من توافق بين مجلس النواب والأعلى للدولة في ليبيا، بعدما التقى المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، وخالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة، بمقر مجلس النواب المصري في القاهرة؛ للتوافق بشأن القاعدة الدستورية لإجراء الانتخابات المأمولة في البلاد.
وقالت وسائل إعلام محليّة، إن المسؤول الأمريكي، اجتمع أيضاً مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة في العاصمة طرابلس. ولم يتم الكشف عن أسباب الزيارة، لكن من المرجّح أن تركز محادثات مدير الاستخبارات الأمريكية مع القادة المحليين على الملفّ السياسي، وكذلك القضايا الأمنية والعسكرية، خاصة المتعلقة بمكافحة الإرهاب والجريمة، إلى جانب ملف النفط.
وبيرنز من الدبلوماسيين الأمريكيين الذين عملوا مع ليبيا منذ فترة نظام الزعيم الراحل معمر القذافي؛ حيث أشرف سابقاً على عدة ملفات أمنية على علاقة بليبيا، عندما تولّى منصب وكيل وزارة الخارجية الأمريكية خلال الفترة من 2008 إلى 2011. ومن خلال هذه الزيارة، تراهن الولايات المتحدة الأمريكية التي تدفع باتجاه إجراء انتخابات في ليبيا في أقرب وقت ممكن، على الانخراط أكثر في الملف الليبي ولعب دور أكبر، من أجل إنهاء النزاع.
من جانب آخر، جدد المعبوث الأممي لدى ليبيا عبد الله باتيلي، التأكيد على دعم الأمم المتحدة مبادرة المصالحة الوطنية، معتبراً أنها خطوة جيدة نحو تأسيس ليبيا. وقال باتيلي، في كلمة خلال الجلسة الختامية لمؤتمر المصالحة الوطنية، إن ليبيا ليست أول بلد يعاني أزمة من هذا النوع، فأغلب بلدان العالم مرت بأزمات مشابهة.
وأضاف باتيلي أنه «حان الوقت لإدراك الحلول لهذه الأزمة وكل طوائف الشعب يجب أن تشارك في حل الأزمة، وكل واحد منكم يجب أن يفكر في الإرث الذي سيتركه لأولاده». وتابع: «إذا لم يتم التوصل لحل في القريب العاجل فستقسم ليبيا للأسف.. وليس عمل الأمم المتحدة أو الاتحاد الإفريقي أن يقوما بالحل في ليبيا، بل يجب أن يقود الليبيون الحل».
ونوّه باتيلي بأن ليبيا ليست موحدة، ولن تكتمل المصالحة إلا إذا كانت هناك حكومة موحدة ونظام اقتصادي واجتماعي وسياسي موحد.
كما أشاد المبعوث الأممي بجهود اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، مشيراً إلى أنه سيحضر بعد يومين اجتماعها في سرت، من أجل إكمال الخطوات التي بدأتها، سعياً لتوحيد المؤسسة العسكرية، وإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا. (وكالات)