إعداد: مصطفى الزعبي
عاد 5 صيادين هنود لعائلاتهم منهم إديسون ديفيس وأوغسطين نيموس بعد أن تعرضوا للموت في عرض البحر، ضمن مجموعة من 14 صياداً خلال رحلة صيد انطلقت من ميناء ثينجاباتانام في تاميل نادو على الساحل الجنوبي للهند بقارب خشبي بتاريخ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني.
ومع حلول عيد الميلاد وتأخرهم لأسابيع، بدأت العائلات تخشى الأسوأ، حيث كانت ذكرى إعصار أوكي، العاصفة الهائلة التي ضربت الساحل الجنوبي للهند في عام 2017 وقتلت العشرات من الصيادين، ما زالت حية في أذهانهم، وأعادت لهم وقوع الحادث ذاته معهم.
وقال الرجلان توقف محرك قاربهم وانتهى الأمر بالصيادين الذين تقطعت بهم السبل في جزيرة نائية بالمحيط الهندي لعدة أيام حتى تم إنقاذهم أخيراً من قبل سفينة بريطانية عابرة.
وقال الصيادون: ابتكرنا طريقة للبقاء على قيد الحياة، بما في ذلك شرب الماء من جوز الهند الموجود في الجزيرة.
وقال الصياد أوغسطين نيموس: إن التجربة هزته وسيصطاد فقط بالقرب من الشاطئ.
وأضاف: في اليوم السابع، تعطل محرك القارب وبدأت السفينة في الانجراف إلى عمق البحر، واستمر ذلك 5 أيام حتى ظهر قارب سريلانكي، وسحب الطاقم قاربنا إلى مكان كان عمق المياه فيه نحو 8 أمتار.
وقال نيموس: «اعتقدنا أننا كنا بأمان ومكثنا هناك، ونظراً لعدم السماح لسفن الصيد السريلانكية بدخول المياه الهندية، نصح الطاقم الصيادين بإرسال رسائل لاسلكية لطلب المساعدة من قوارب الصيد الهندية في المنطقة، واستجاب قارب بعد ثلاثة أيام، ولسوء الحظ، لم يكن محركها قوياً بما يكفي لسحب قاربنا الأثقل إلى الشاطئ. وأخذ مالك القارب، الذي كان جزءاً من المجموعة، علبة تروس القارب وذهب مع القارب الهندي لإصلاحه بعد وصوله إلى الشاطئ، كما ترك الطاقم المرساة خلفهم حتى يتمكن الصيادون من ربط القارب ومنعهم من الانجراف». بحسب «بي بي سي».
وأضاف نيموس:«في 19 ديسمبر الماضي، قطعت رياح مفاجئة حبل أحد مراسي القارب، وبعد ثلاثة أيام انقطع حبل الثاني أيضاً وبدأ القارب في الانجراف مرة أخرى. وحاولنا عمل شيء وبالصدفة اكتشفنا أن جهاز الملاحة على متن السفينة يعمل، وأظهر لنا نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) أن هناك جزيرة تبعد 29 ميلاً، وكانت تقع في جزر سليمان في المحيط الهندي البريطاني».
وقال ديفيس: «إن تسعة صيادين استقلوا بعد ذلك زورقاً وهو قارب صغير كانوا يجرونه وحمّلوه بالأرز وإمدادات أخرى كانت على متن السفينة وشقوا طريقهم إلى الجزيرة، ثم عاد اثنان من الصيادين لاستعادة أفراد الطاقم الخمسة الذين كانوا ينتظرون في القارب، ولكن بحلول ذلك الوقت كان القارب قد انجرف بعيداً. وجدنا القارب بعد البحث عنه لأكثر من ساعة. واستغرق الأمر من الصيادين السبعة نحو 5 ساعات للوصول إلى الجزيرة الصغيرة غير مأهولة. كان لديهم ما يكفي من الطعام لمدة 10 أيام ولم يكن لديهم ماء للشرب، لذلك لجأ الصيادون إلى الطبيعة طلباً للمساعدة. استخدموا مياه البحر للطبخ. عندما شعروا بالعطش، كانوا يبحثون عن جوز الهند ويشربون ماءه. وعندما هطل المطر، نشروا أغطية بلاستيكية على الأرض، وجمع القطرات وتخزين المياه في عبوات، ولم ننم بشكل صحيح وطهينا وأكلنا باعتدال».
وأضاف: «بعد خمسة أيام، في 24 ديسمبر، رأينا سفينة بريطانية على بعد مسافة من الجزيرة، وربط الصيادون قطعة قماش حمراء زاهية بفرع شجرة وبدأوا في طلب المساعدة وحاولنا لفت انتباه السفينة بكل طريقة ممكنة. بعد ساعتين، اقترب أربعة من أفراد الطاقم مع الماء وسلة الفاكهة، وسألونا عما إذا كنا بخير ثم أحضروا الصيادين إلى السفينة في زورق مطاطي».
في 2 يناير الجاري، سلمت السفينة الصيادين إلى خفر السواحل الهندي في ميناء فيزنجام على الساحل الجنوبي الهندي. واستغرق الأمر يوماً للتحقق من هوياتهم واستكمال الإجراءات الأخرى، وبعد ذلك تم لم شملهم مع عائلاتهم.