بغداد: زيدان الربيعي
يستعد المنتخب العراقي الأول لكرة القدم للكشف عن حقيقة مستواه الفني وقدرات مدربه الإسباني، خيسوس كاساس، لخوض اختباره الحقيقي الأول، عندما يواجه، الاثنين، المنتخب القطري في المباراة نصف النهائية ل«خليجي 25» في البصرة، والتي ستقام على ملعب البصرة الدولي «جذع النخلة».
وبالرغم من أن المنتخب العراقي خاض ثلاث مباريات في خليجي 25 في البصرة، إلا أنه، وفي نظر الكثير من المحللين الكرويين والمتابعين، لم يخضع لاختبار حقيقي يمكن من خلاله كشف المستوى الحقيقي ل«أسود الرافدين».
المنتخب العراقي تعادل في مباراته الأولى أمام نظيره العُماني من دون أهداف، ثم تغلب على المنتخب السعودي بهدفين من دون مقابل في مباراة لم تكن طبيعية حتى يمكن القياس عليها، لأنها جرت في ظروف مناخية صعبة للغاية نتيجة تساقط الأمطار بغزارة على الملعب، بحيث لم يستطع المنتخبان تسيير الكرة برغبتهما، ثم تغلب بنتيجة كبيرة على المنتخب اليمني بخمسة أهداف من دون مقابل، وهذه المباراة كشفت بعض المزايا الجيدة في صفوف المنتخب العراقي، ومن أبرزها حسن التهديف، واستغلال الفرص، وغزارة الأهداف، لأن المنتخب العراقي منذ زمن طويل لم يتمكن من الفوز بنتيجة كبيرة، لكنها في الوقت نفسه أسهمت في كشف بعض نقاط الضعف، إذ تمكن المنتخب اليمني من تسجيل هدفين عبر اختراق الدفاع، إلا أنهما ألغيا لوجود حالتي تسلل بعد الاستعانة بتقنية «الفار»، وهذان الهدفان كشفا عن وجود خلل كبير في خط دفاع المنتخب العراقي الذي يعتمد على ثلاثة من لاعبي الخبرة، وهم مصطفى ناظم وضرغام إسماعيل وعلي فائز، كذلك هناك حاجة ماسة للعب بطريقة هجومية منذ البداية، لأن إبقاء المهاجم أيمن حسين وحيداً داخل منطقة الجزاء لن يكون نافعاً، والدليل أن الأخير عندما وجد المساندة من قبل لاعبي الوسط تمكن من تهديد المنتخب اليمني، وسجل في مرماه هدفين، أحدهما من ركلة جزاء.
مباراة المنتخب العراقي أمام المنتخب القطري لن تكون سهلة، لأنها مباراة إقصائية، ولابد أن يتم إقصاء أحد المنتخبين، ومباراة كهذه تحتاج إلى نوعين من اللعب بالنسبة للمنتخب العراقي الذي سيحظى بمساندة جماهيرية كبيرة جداً، فالمنتخب العراقي يحتاج إلى هدف مبكر يربك من خلاله حسابات لاعبي المنتخب القطري، ويؤثر فيهم سلباً، أو إذا وجد صعوبة في التسجيل وهذا أمر متوقع، لأن المنتخب القطري سيلعب بحذر كبير جداً، فإن عليه ألا يسمح للمنتخب المنافس بتهديد مرماه باستمرار، كذلك إذا تمكن المنتخب القطري من التسجيل، فإن على لاعبي المنتخب العراقي عدم الإصابة بالإحباط، لأن بإمكانهم تعويض الهدف بسرعة واستعادة المبادرة.
ويلعب المنتخب القطري بروحية الشباب والاندفاع والرغبة في تحقيق إنجاز كبير يحسب له، وتعويض الخروج المبكر من منافسات المونديال، وهذا الهدف يمكن أن يجعل لاعبي المنتخب القطري الذين جلهم من الشباب يضاعفون مستواهم الفني والبدني في سبيل تحقيقه، والحصول على مجد تاريخي لهم، كذلك هناك نقطة أخرى أن المنتخب القطري الذي خاض مبارياته الثلاث السابقة في خليجي 25 وسط حضور جماهيري كبير جداً، فقد تجاوز رهبة الجماهير، وهذه نقطة تصب في مصلحته، وقد يستثمرها خير استثمار إذا لم يسمح للمنتخب العراقي بالتسجيل في وقت مبكر.