تصدرت قضايا الحرب في أوكرانيا وتداعياتها على مختلف المستويات بالإضافة إلى مستقبل التجارة العالمية والتغير المناخي نقاشات الخبراء والمسؤولين الحكوميين المشاركين في منتدى دافوس الاقتصادي الذي بدأت أعماله بصورة غير رسمية أمس الأول الاثنين، وبدأت فعالياته الرسمية اعتباراً من أمس الثلاثاء. ومن بين أبرز المتحدّثين في مناقشات المنتدى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ونائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي.
وبعد مرور عام تقريباً على الحرب في أوكرانيا، ستكون الحرب حاضرة بقوة. ووصل إلى مقر الاجتماعات وفد أوكراني كبير تترأسه السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا التي ستلقي كلمة خاصة أمام المنتدى خلال الجلسة العامة. كما يشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مداخلات عبر الفيديو على هامش المنتدى اعتباراً من اليوم الأربعاء.
ويشارك الرئيس البولندي أندريه دودا الذي وعد مؤخراً بإرسال دبابات قتال ليوبارد إلى أوكرانيا. وستكون عواقب الصراع على إمدادات الطاقة العالمية والأمن الغذائي والأمن عموماً، خصوصاً في أوروبا، على أجندة هذا الأسبوع أيضاً، مع مشاركة المستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، بالإضافة إلى رؤساء وزراء آخرين.
وحذر المنتدى الاقتصادي العالمي القادة في تقريره السنوي عن المخاطر العالمية من أزمة تكلفة المعيشة، بالإضافة إلى أزمات الطاقة والإمدادات الغذائية المرتبطة بها، هي أكبر التهديدات قصيرة الأجل في العالم، حيث يتوقع معظم الاقتصاديين ركوداً عالمياً في عام 2023. وندّدت رئيسة المفوّضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ب«المحاولات الشرسة» لجذب القدرات الصناعية من أوروبا، خصوصاً في مجال التكنولوجيا المرتبطة بالطاقة النظيفة «إلى الصين وأماكن أخرى»، لكنها أضافت أن أوروبا ما تزال بحاجة إلى العمل مع الصين وممارسة التجارة معها، خصوصاً لتحقيق التحول نحو صناعة أكثر مراعاة للبيئة.
كما ذكرت فون دير لايين ب«المخاوف» التي أثيرت في أوروبا بسبب خطة الاستثمار الرئيسية للمناخ التي قدّمها الرئيس الأمريكي جو بايدن والتي تُقدَّم بموجبها مبالغ كبيرة كمساعدات للشركات في قطاع السيارات الكهربائية أو قطاع الطاقة المتجددة التي تتّخذ في الولايات المتحدة مقراً. وأوضحت «عندما تكون التجارة غير عادلة، يجب أن تكون ردود فعلنا أكثر صرامة» محذرة «لن نتردد في فتح تحقيقات إذا اعتقدنا أن أسواقنا تتلقى هذا الدعم».
من جهته، دعا نائب رئيس مجلس الوزراء الصيني ليو هي الذي تحدّث مباشرة بعد فون دير لايين إلى «التخلي عن عقلية الحرب الباردة»، وطالب بمزيد من التعاون الدولي فيما تتصاعد التوترات بين واشنطن وبكين حول السياسات الاقتصادية والتجارية.
وقال مسؤولون ماليون إن إعادة فتح الصين بعد إلغاء قيود مكافحة الجائحة من شأنه تعزيز النمو العالمي بما يفوق التوقعات والمساعدة في تفادي كساد أوسع نطاقاً حتى في ظل مكافحة أكبر الاقتصادات العالمية لتخطي تباطؤ اقتصادي. وقالت لورا إم. تشا، رئيسة شركة هونج كونج للمقاصة وتبادل الأوراق المالية، ان «إعادة فتح الصين يجب أن تكون الحدث الرئيسي وستكون محفزاً رئيسياً للنمو». وأيّد آخرون ممن رأوا أن الصين هي مفتاح التعافي العالمي تصريحات تشا.
وقال مبعوث المناخ الأمريكي جون كيري، إن «الوقت ينفد» أمام العالم لمكافحة تغير المناخ. وأضاف أنه غير مقتنع بأنه سيتسنى الوصول إلى اقتصاد منخفض الكربون في الوقت المناسب لتجنب أسوأ الآثار بالنسبة لبعض الفئات الأكثر ضعفاً وعرضة لآثار تغير المناخ.
وبحسب الحكومة السويسرية، نُشر نحو خمسة آلاف جندي وفُرضت قيود على الطيران في المنطقة لضمان سلامة مئات رؤساء الدول والحكومات والوزراء وممثلي المنظمات الدولية والشركات المشاركين في الاجتماع. (وكالات)