أطلق عرض Louis Vuitton، الذي تمّ تقديمه في اليوم الثالث من أسبوع باريس للموضة، حواراً فنياً حول مفهوم النمو من الولادة حتى الشباب. وقد أقيم هذا العرض في الساحة المربعة التابعة لمتحف اللوفر، حيث سار العارضون على أنغام موسيقى الفلامنكو التي اختلطت بأنماط موسيقيّة أخرى منها أغنية “بسبوس عاشق بسة” التي سبق أن تحوّلت إلى “ترند” عالمي وحصدت ملايين المشاهدات على “يوتيوب” و”تيك توك”.
جاء عرض دار Louis Vuitton لمجموعتها الخاصة بخريف وشتاء 2023 ليروي قصة تبدأ فصولها، كما يُظهر ديكور العرض، في مستشفى الولادة وتتابع في غُرف طفل، ومراهق، وشاب. دعت الدار المصمم الأميركي كولم ديلان، صاحب علامة KidSuper كضيف لمشاركة فريق عملها في تنفيذ هذه المجموعة، وهو أول مصمم يُشارك في تصميم مجموعة الملابس الرجاليّة في الدار بعد وفاة مصممها فيرجيل آبلوه في العام 2021.
ترافقت جميع فصول العرض مع أداء غنائي ومسرحي مباشر للبوب ستار الإسبانية روزاليا التي تُعرف بأسلوبها الفني البعيد عن النمطيّة وبجمعها بين موسيقى الفلامنكو وأنواع موسيقيّة أخرى. وهذا ما يُفسّر تخلُل العرض مقطع من أغنية “بسبوس عاشق بسة” العربيّة للمغنية زيزو الأحمر التي أعادت إحياءها وحوّلتها إلى “ترند” على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد جاء هذا العرض للأزياء الرجاليّة أشبه بمسرحيّة أبطالها عارضون تنقلوا في ديكور على شكل منزل وتفاعلوا مع موجوداته، كأنهم جزء من قصة تروي فصول نمو الإنسان من الطفولة حتى الشباب مع تأكيدها على أن “الطفل الداخلي” لا يختفي أبداً من حياتنا مهما تقدّم بنا العمر.
تنفيذ هذه المجموعة جاء على يد الفريق الذي يهتم بالأزياء الجاهزة في الدار بالتعاون مع المصمم كولم ديلان. وقد رأينا الاثنين يظهران في نهاية العرض لتحيّة الجمهور وللاحتفال بهذه المجموعة الاستثنائيّة. فقد جمعت التصاميم التي تمّ تقديمها بين شخصيّة كلّ من آبلوه وديلان اللذين يتميزان بجرأة في التعامل مع الألوان وتطويعها بأسلوب مبتكر. وقد تجلّى أسلوب ديلان في البدلات التي تزيّنت بطبعات ملونة ورسمات طفوليّة فيما حافظ أسلوب آبلوه على حضوره من خلال الأحجام الكبيرة والتفاصيل الدقيقة التي تدخل على الأزياء لتحوّلها من عاديّة إلى مميّزة، وأبرز مثال على ذلك تللك الإطلالات البيضاء التي غطتها الأوراق المستعملة عادة لتدوين الملاحظات.
شكل اللون الرمادي الحاضر الأكبر في هذه المجموعة، ولكن رافقته ألوان أخرى منها الأسود، والبني، والبرغندي، والبيج، والأزرق. وقد اختارت الدار أن تجعل من الحقيبة الرجاليّة مرافقاً أساسياً لمعظم إطلالاتها ونفذتها بأحجام متنوعة، مواد مختلفة، وتصاميم جريئة. أما الأكسسوارات الأخرى التي رافقت الأزياء فاتخذت شكل قبعات، أغطية للرأس، نظارات شمسيّة، قفازات جلديّة، بروشات وقلادات وأحذية ضخمة تناسقت مع الضخامة المعتمدة في الأزياء.