متابعة: علي نجم
«عندما تهب العاصفة، انحني لها قليلاً، دعها تمر، ومن ثم أكمل رحلتك»، وفق هذه القاعدة، عمل اتحاد الإمارات لكرة القدم بعد أن هبت «العاصفة» منذ بداية مشاركة منتخبنا الوطني في «خليجي 25» التي أسدل الستار عليها بتتويج منتخب العراق باللقب، ووداع «الأبيض» من دور المجموعات.
لم يعرف «الأبيض» في «خليجي 25» طعم الفوز، حصد نقطة واحدة من تعادل في الجولة الثالثة أمام قطر، بعد أداء ومستوى وحصاد هو الأسوأ لمنتخبنا في تاريخ بطولات الخليج، ورغم ذلك لم يرد اتحاد الكرة تحميل المدرب المسؤولية.
الانتقادات بعد الوداع الحزين من «خليجي 25»، كانت كبيرة من أهل كرة القدم والشارع الرياضي، وتسرب من هنا وهناك أن اتحاد الكرة في طريقه لإقالة مدربه الأرجنتيني، لكن تبين بعد اجتماع الخميس أن ذلك كان لتهدئة الأجواء، لأن الثقة بأروابارينا مازالت موجودة.
بعد الوداع الخليجي 24 ساعة، امتلأت بها الفضائيات الرياضية في قنواتنا اعتراضاً وصخباً، ولم يترك أحد الحاسوب أو الهاتف المحمول إلا وخرج مغرداً ومنتقداً.
أما «أهل اللعبة» في الخوانيج، فقد التزموا الصمت وفق مقولة «إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب».
لم يعلق رئيس وأعضاء لجنة المنتخبات كثيراً بعد الوداع المبكر، وإن يسجل لرئيس اللجنة حميد الطاير جرأة الوقوف أمام كاميرات التلفزة وتوزيع مسؤولية ضعف الأداء على كل الأطراف، فلا وجّه نيران الغضب نحو اللاعبين، ولا نصب «مقصلة الإقالة» للمدرب، بل ولم يبرأ لجنته من كل ما حدث، واختصر أنه ستكون هناك جلسة مع المدرب ليتم اتخاذ القرار.
كانت المؤشرات الصامتة تدل على أن الاستقرار هو الذي سينتصر في النهاية، وأن «زوبعة» الغضب ستمر، ولن تستمر سريعاً، فقد باتت هناك قاعدة ثابتة أن كل الأزمات الكروية المحلية، وهي أنها لن تعمر سوى 24 ساعة.
توصية
قدمت لجنة المنتخبات توصية بالإبقاء على المدرب الأرجنتيني الذي عدد وشرح وأسهب بتقديم المبررات: لعنة الإصابات التي حلت باللاعبين الأساسيين شاهين عبد الرحمن وطحنون الزعابي وعلي سالمين على سبيل المثال، كما تعرض فابيو ليما للإصابة والغياب عن أول مباراتين، وتعرض ماجد حسن للإصابة والغياب عن آخر مباراتين، ولم يتم استدعاء اللاعب الواعد عبد الله حمد بسبب العقوبة الموقعة عليه، كما أن البطولة شهدت مشاركة بعض اللاعبين للمرة الأولى في بطولات الخليج واللعب على المستوى الدولي، ما انعكس بالسلب على مستوى المنتخب جماعياً.
قرار جاهز
لم يعلن اتحاد اللعبة عن موعد الاجتماع، وحدها بعض التسريبات كشفت عن الموعد، ومُنع الإعلام من دخول الباب الرئيسي، فلا دعوة لهم بالعبور، ولا رغبة لدى المجلس برؤية «فلاشات» الكاميرات أو أقلام الصحفيين أو ميكروفونات المراسلين.
بدا وكأن كل شيء كان جاهزاً، حتى البيان الإعلامي الذي لخص ما دار في الاجتماع وحدد القرارات، صدر وللمرة الأولى بسرعة قياسية بعد انتهاء الاجتماع بدقائق!.
رفض اتحاد الكرة السير على وتر الاعتراضات، قرر وبناء على توصية لجنة المنتخبات، وبموافقة من حضر من الأعضاء أن يكون الاستقرار عنواناً، وأن يكون الصبر سياسة ونهجاً، مع وعد وتشاور داخلي بكثير من التغييرات والتعديلات التي تساعد على النهوض بالمنتخبات سواء المنتخب الأول أو منتخبات المراحل السنية التي تشهد حركة نشيطة وفعالة في الأشهر الأخيرة رغم ضعف الأضواء الإعلامية المسلطة عليها.
القادم أفضل
وبذلك يكون مجلس إدارة اتحاد الكرة قد أكد بصلابة أن «القرار لي»، وليس لأهواء إعلام غاضب أو جماهير مستاءة، فأهل الخوانيج أدرى بشعاب وواقع اللعبة، وهم أدرى بما يعد ويحضر لمستقبل قادم للعبة لن تقف مكانها بل إن الكل يريد دفع عربتها للأمام ومن أجل مستقبل أفضل، وإن تعثرت أو توقفت قصراً بسبب بعض الأعطال.
كيف، ومتى ومن أين سنبدأ وما هو الهدف الذي نصبو إليه؟، ذلك ما سيجيب المستقبل عنه، أو ربما يقرر الاتحاد الكشف عن التصورات المستقبلية التي قد تكشف الضوء عن بعض ملامح خطة قد تبشر الشارع الكروي بأن القادم أفضل.