بغداد: زيدان الربيعي
لم يتمكن مدرب منتخب «أسود الرافدين» الإسباني خيسوس كاساس من الحصول على فرصة كافية لأعداد منتخبه بصورة صحيحة لمنافسات خليجي 25 التي اختتمت مؤخراً في البصرة.
لم يقم كاساس بالإشراف على اللاعبين العراقيين الذين وجه لهم الدعوة سوى في مباراتين، الأولى من خلال مباراة قسم فيها المنتخب العراقي إلى فريقين بعد رفض منتخب كوستاريكا الدخول إلى البصرة قبل انطلاقة مباريات مونديال قطر، والثانية في الثلاثين من الشهر الماضي أمام منتخب الكويت والتي فاز فيها بهدف واحد دون رد.
ولكن مع كل هذا تمكن كاساس وطاقمه التدريبي المساعد من تهيئة وتحضير المنتخب العراقي لمباريات خليجي 25 بشكل جيد، إذ استخدم المباريات الرسمية في البطولة، كمباريات استكشافية لمستويات وقدرات اللاعبين البدنية والذهنية،حتى تمكن وعبر طريقة الزحف وبعيداً عن التصريحات الرنانة من صدارة مجموعته، ثم اجتاز المنتخب القطري في نصف النهائي، حتى خطف لقب البطولة من المنتخب العُماني في النفس الأخير من المباراة النهائية، وكان موفقاً جداً عندما قرر استدعاء لاعبي الخبرة أمجد عطوان وأيمن حسين قبل بدء البطولة بأيام قليلة جداً، حيث كان لهما الدور الأكبر في حصول «أسود الرافدين» على اللقب الخليجي.
كاساس كان واقعياً في عمله، وتعامل بما لديه من أدوات بشكل صحيح، بعد أن وظف جميع اللاعبين حسب إمكاناتهم وقدراتهم داخل الملعب، ليقدم للكرة العراقية لقباً جديداً ومهماً، كان العراقيون متعطشون له، لأنه غاب عنهم لمدة طويلة جداً وصلت إلى 35 عاماً، كما قدّم منتخباً جيداً، لكنه يحتاج إلى ترميم في بعض صفوفه، فلو تم قراءة المباريات التي خاضها المنتخب العراقي بعين ناقدة تهدف إلى تصحيح الخطأ وتلافيه، لوجدنا الكثير من الأخطاء والهفوات. فمباريات خليجي 25 لا تمثل القمة للكرتين العربية والآسيوية في الوقت الحاضر، لأن معظم المنتخبات التي شاركت فيها، كانت منتخبات جديدة، وبعض المنتخبات اشتركت بالأولمبي كما هو الحال مع المنتخب السعودي، وبدرجة أقل مع المنتخب القطري.
الفوز جميل جداً ويدخل السرور إلى نفوس الجميع، ويغطي على الأخطاء والهفوات والعيوب، لكن الشيء غير الجميل، هو أن يستثمر البعض هذا الفوز، ليعتقد أن المنتخب العراقي الآن بات في القمة عربياً وآسيوياً ولا يحتاج إلى أي شيء حتى يؤكد ذلك، لكن الحقيقة تؤكد غير ذلك، وهي أن المنتخب العراقي الحالي بات جيداً، لكنه لم يصل إلى القمة عربياً وآسيوياً، إلا أنه يستطيع تحقيق ذلك إذا سار بنهج صحيح وتم توفير كل السبل الممكنة للمدرب كاساس حتى يختار لاعبين جدد أو يستعين ببعض اللاعبين العراقيين المحترفين في الدوريات الأوروبية، وعندها يمكن للمنتخب العراقي أن يكون منافساً قوياً لمنتخبات القمة عربياً وآسيوياً.
المنتخب العراقي الفائز بلقب خليجي 25 في البصرة يضم خليطاً من اللاعبين أصحاب الخبرة وأيضاً اللاعبين الشباب، وهذا الخليط مهم جداً، ومثل خطوة صحيحة من الطاقم التدريبي، لكن بالمقابل لابد من إيجاد معالجات سريعة للهفوات التي حصلت في مباريات بطولة الخليج، والهفوة الأهم التي يجب التوقف عندها، هي بداية صناعة هدف التعادل الثاني للمنتخب العُماني، حيث تمكن اللاعب العُماني من مراوغة ثلاثة لاعبين عراقيين وقام برفع الكرة إلى زميله المتواجد داخل منطقة الست ياردات من دون رقابة، حيث لم يجد الأخير صعوبة تذكر في هز شباك حارس مرمى المنتخب العراقي جلال حسن!، هذا الهدف يحتاج إلى مراجعة دقيقة من قبل الطاقم التدريبي، لأنه كان يفترض وبشتى الطرق وبما فيها ارتكاب الأخطاء منع اللاعب العُماني من التقدم.