أعلنت بولندا، أمس الاثنين، أنها ستطلب موافقة ألمانيا على تزويد أوكرانيا بدبابات «ليوبارد» ألمانية الصنع، عقب تصريح وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أن برلين لن تمنع وارسو من إرسال دبابات إلى أوكرانيا، فيما مشرعون أمريكيون الرئيس جو بايدن على إرسال دبابات «إبرامز» إلى أوكرانيا.
بولندا ستطلب
أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي، الاثنين، أن بلاده ستطلب موافقة برلين لتزويد أوكرانيا بدبابات «ليوبارد» الألمانية الصنع. وقال مورافيسكي أمام الصحفيين «سنطلب هذه الموافقة لكن هذه القضية ثانوية»، وقدر رئيس الوزراء البولندي أن ألمانيا تملك «أكثر من 350 دبابة ليوبارد قيد التشغيل» ونحو 200 «في المخزون». مضيفاً «إن لم نحصل على موافقتها فسنزود أوكرانيا بدباباتنا في إطار تحالف صغير، حتى لو لم تكن ألمانيا منضمة إليه».
وأشارت بولندا التي أعلنت استعدادها لتسليم كييف 14 دبابة من هذا الطراز، إلى أنها تجري مناقشات مع نحو 15 دولة بهذا الصدد.
وقالت بيربوك إن برلين مستعدة للسماح لوارسو بتسليم الدبابات التي بحوزتها. وقالت الوزيرة المنتمية إلى حزب الخضر المشارك في الائتلاف الحكومي مع الليبراليين والاشتراكيين الديمقراطيين بزعامة شولتس لقناة «إل سي إي» الفرنسية في أعقاب قمة فرنسية ألمانية في باريس «إذا طُرح علينا السؤال فلن نعارض». وأضافت الوزيرة «في الوقت الحالي، لم يُطرَح السؤال» من جانب بولندا التي يُفترض بها تقديم طلب رسمي إلى برلين.
وقال نائب وزير الخارجية البولندي، أركاديوس موليارتشيك، لراديو بولندا إن ألمانيا ستواجه عزلة دولية إذا لم توافق على إمداد أوكرانيا بالدبابات.
وحول تصريح بيربوك، قال موليارتشيك يبدو أن الضغط من دول وسط وشرق أوروبا وبريطانيا والولايات المتحدة كان له تأثير، وأضاف: «يجب أن يكون مفهوماً أن ألمانيا، إذا لم توافق على إرسال دبابات إلى أوكرانيا، فستجد نفسها في عزلة دولية. وإذا استمروا في التمسك بهذا الموقف، فإن موقفهم سيكون ضعيفاً للغاية».
بعد التشاور
غير أن القرار النهائي في هذه المسألة يعود إلى شولتس الذي رفض حتى الآن التعليق على مسألة عمليات التسليم غير المباشرة لهذه الدبابات. كما أنه لم يُعلق على مسألة إرسال دبابات «ليوبارد» مباشرةً من المخزون الألماني.
وقال شولتس إن القرارات المستقبلية بشأن إرسال الأسلحة ستُتخذ بالتنسيق مع حلفاء منهم الولايات المتحدة. وقال حينما سُئل في مؤتمر صحفي خلال زيارة لباريس عن إرسال الدبابات إلى أوكرانيا، إن جميع شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا حتى الآن جرت بالتنسيق الوثيق مع الشركاء الغربيين. وأضاف «سنفعل ذلك في المستقبل».
وبُعيد المقابلة التي أجرتها بيربوك، قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس من جانبه، في مقابلة مع قناة «إيه آر دي» الألمانية، إن القرار في هذا الإطار «يعتمد على كثير من العوامل ويتم اتخاذه في المستشارية». وبيستوريوس اشتراكي ديمقراطي مثل شولتس، وهو لم يُسأل عن التصريحات التي أدلت بها بيربوك.
وقد عرضت بولندا وفنلندا تسليم دبابات «ليوبارد» تمتلكانها، لكنهما بحاجة إلى موافقة رسمية من برلين لإعادة تصديرها.
ولدى سؤاله مجدداً عن تسليم دبابات ليوبارد، خلال مؤتمر صحفي إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد في باريس، لم يكن شولتس حاسماً، وكرر الحاجة إلى العمل بالتشاور مع حلفاء أوكرانيا بشأن قضايا تسليم الأسلحة.
حض أمريكي
من جهتهم، حض مشرعون أمريكيون إدارة الرئيس بايدن على تصدير دبابات (إبرامز إم1) القتالية إلى أوكرانيا، قائلين إن إرسال ولو عدد رمزي إلى كييف سيكون كافياً لتشجيع الحلفاء الأوروبيين على فعل الأمر نفسه. وقال مايكل مكول، عضو الحزب الجمهوري المنصب حديثاً رئيساً للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، لبرنامج (ذيس ويك) الذي تبثه شبكة (إيه.بي.سي) إن دبابة «واحدة فحسب» من دبابات إبرامز ستكون كافية لتشجيع الحلفاء، وخصوصاً ألمانيا، على إرسال دبابات دعماً لأوكرانيا في قتالها ضد روسيا. وأضاف «حتى قول إننا سنقدم دبابات إبرامز سيكون كافياً».
(وكالات)