- الحضور الجماهيري الكبير صدم حتى ال «فيفا»
- 15 ألف موظف عملوا في المونديال.. و1.280 مليون حضروه
- حضرت مباراتين فقط وتمنيت «مونديال ميسي» للأرجنتين
- فكرة «البشت» كانت لعكس الهوية العربية والخليجية
حوار: عصام هجو
أكد ناصر الخاطر الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة لنهائيات كأس العالم في قطر 2022، أن النسخة التي أقيمت لأول مرة في التاريخ بدولة عربية كانت استثنائية.
وتحدث الخاطر ل«الخليج الرياضي» عن النجاح الذي حققته البطولة، وقال: الحمدلله وعدنا واستعددنا ونفّذنا، وكانت البطولة ناجحة من كل النواحي، وكانت البطولة تمثل الخليج والوطن العربي ونتمنى أن نكون وفقنا في توصيل ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا العربية والخليجية والشرق أوسطية بصفة عامة إلى كل العالم عبر المونديال، وسعادتنا كانت كبيرة بردود الأفعال العالمية من مختلف مشجعي المنتخبات الذين حضروا والذين تابعوا من بعد، فقد كانت ردود أفعال صادقة ومعبرة، عكسها لنا تفاعل العالم عبر السوشيال ميديا وعبر وسائل الإعلام، أما الانتقادات الخاصة بوسائل الإعلام الغربي فلم يكن لها أساس من الصحة وكان مبالغاً فيها وكلها كانت تركز على أمور خارجة عن الرياضة وتنظيم البطولات ولا علاقة لها بكرة القدم لا من قريب ولا من بعيد وأحياناً يتحدثون عن أمور مجتمعية وغيرها، ولكننا مضينا في طريقنا إلى أن أصبنا الهدف وأقنعنا العالم بمقدرة وكفاءة الإنسان العربي والدول العربية في استضافة الأحداث الرياضية الكبيرة.
وحول الأرقام التي وضعتها اللجنة والحضور الجماهيري المتوقع قال: توقعاتنا كانت ما بين 1.2 مليون إلى 1.5 مليون شخص، ولكن الحضور الفعلي وصل العدد إلى مليون و280 ألف متفرج، وهو رقم ممتاز جداً في ظل أن البطولة تنظم لأول مرة في فصل الشتاء، وتعتبر هذه أكبر بطولة من حيث الحضور الجماهيري فهي أكبر من كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا وأكبر من بطولة البرازيل 2014 ومن نسخة روسيا 2018.
وأوضح أن مونديال قطر كان استثنائياً في كل شيء وكشف أن التخوف كان من الحضور الجماهيري ولكن بلغ الحضور أكثر من 96 % من المدرجات، والاتحاد الدولي كان متخوفاً من عدم الحضور الجماهيري لبعض المباريات وأبرزها مباراة كوريا الجنوبية وأوروغواي مثلاً، ولكن المدرجات امتلأت عن بكرة أبيها وكنا نذكر لهم نحن على الورق أن المدرجات عندنا ممتلئة، والتذاكر محجوزة ولكنهم لم يصدقوا إلا بعد أن شاهدوا مشهد المدرجات.
وكشف أن من أول وهلة تم فيها فتح «السيستيم» لحجز التذاكر بلغ عدد الطلبات 80 مليون طلباً، وكشف أن قطر لم تشيد فندقاً واحداً لأجل المونديال بل ابتكرت حلولاً أخرى مثل السفن العائمة واستخدمت منازل العمال أيضاً لسكن الجمهور، وكشف أيضاً أن عدد الموظفين في المونديال بلغ 15 ألف موظف.
المباراة الأكثر جماهيرية
وأضاف: بالنسبة للمباراة الأولى في استاد لوسيل بين الأرجنتين والمكسيك، فهي أول مباراة كرة قدم بعد نهائي مونديال أمريكا 1994 تحقق حضوراً جماهيرياً بلغ 88,966 ألف متفرج، وشكل الحضور أكبر من آخر 3 نهائيات في جنوب إفريقيا والبرازيل وروسيا.
وفيما يتعلق بالنواحي اللوجستية قال إن«الميترو كان الأكثر استخداماً للمشجعين نظراً لسلاسته وسلاسة التعامل معه وهناك أيضاً الباصات الخاصة بالنقل وغيرها من الوسائل، وقرب محطات الميترو من بوابات الملاعب شكلت حافزاً للجمهور، وعموماً وفرنا مواصلات منوعة ومتكاملة وكلها كانت مشغولة بالكامل».
وأضاف الخاطر: من ناحية الأهداف فإن نسخة قطر هي أكثر مونديال حقق معدل أهداف وشهد حدثاً تاريخياً وفريداً ولأول مرة يتأهل من دور المجموعات منتخبات تمثل كل قارات العالم، وأول نسخة يصل فيها منتخب عربي أو إفريقي إلى نصف النهائي وبكل المقاييس كان حدثاً عالمياً استثنائياً، ونحن لانقيّم أنفسنا ولكننا نفخر بردود الأفعال التي وصل صداها إلى كل العالم.
حلول تكنولوجية
وعن الحلول التكنولوجية وكيف استخدمت قال: أصبح صعباً في هذا العصر على الإنسان أن يعيش من دون تكنولوجيا ونحن ركزنا على استخدام التكنولوجيا بصورة كبيرة ووظفناها في التبريد وفي بطاقة هيا الرقمية وهي من جديدنا في كأس العالم، ووظفناها كذلك في وسائل التنقل المواصلات وفي الإحصائيات للاعبين والمباريات، وكانت التكنولوجيا كذلك في كرة البطولة لتعطي إحصائيات لم يسبق وأن تم العمل بها في غير مونديال قطر.
قصة «البشت»
وعن سبب ارتداء النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي «البشت» العربي خلال التتويج، قال الخاطر: الكثير من الأفكار الإبداعية حضرت، (البشت) كانت بالنسبة لنا فرصة لعكس الهوية العربية والخليجية، كما هو حال استاد الثمامة الذي كان على شكل القحفية وملعب البيت على شكل بيت الشعر، والجنوب على شكل المحمل، وبالنسبة لنا فكرة (البشت) جاءت ليبقى التتويج تاريخياً، وهي آخر لقطة في البطولة ولن ينساها التاريخ وسيذكر نسخة قطر عندما يرى الناس صورة المتوج بالكأس، و(البشت) يرسخ ثقافة قطر والمنطقة.
ورداً على سؤالنا عن فكرة البشت ومتى فكرت فيه اللجنة ومن هو صاحب الفكرة ضحك الخاطر وابتسم وقال: هذا يبقى في علم الغيب.
وسألناه أيضاً عن عدد المباريات التي حضرها في المونديال قال: أكون حاضراً في المباريات قبل البداية في كل الملاعب ووقفت على كل شيء وكل صغيرة وكبيرة، ولكن عدد المباريات التي حضرتها هي مباراتين والثانية كانت مباراة التتويج ومسك الختام، نحن في النهاية فريق عمل شامل متكامل لكل واحد منا دور يقوم به، وكل واحد منا يكمل الآخر.
وفيما يتعلق بميوله في تشجيع المنتخبات العالمية قال: على مستوى العالم أنا لست مشجعاً كبيراً ولكن بصراحة تمنيت فوز الأرجنتين لأنها فعلاً بطولة ومونديال ميسي من دون أدنى شك وأمنيتي كانت أن يرفع ميسي الكأس وتحققت أمنيتي وشاهدت ميسي يرفع الكأس ويلبس( البشت ).
من هو ناصر الخاطر؟
قلنا لناصر الخاطر حدثنا عن نفسك قال: صعب الحديث عن نفسي ولكن سأعطيكم الخطوط العريضة أنا درست علوم الإدارة المالية في جامعة سافيك في مدينة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية واشتغلت في بنك( اتش بي سي) ثم انتقلت إلى العمل في شركة شل المختصة في البترول والغاز وبعدها عملت في ملف ترشيح استضافة قطر 2009 وفاز الملف في ديسمبر 2010 وبعدها عملت في تأسيس اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وهي الجهة الحكومية المسؤولة عن تجهيز الدولة لاستضافة كأس العالم من كل النواحي ومن ثم تم تعييني الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة للمونديال.
وفي الختام قلنا للخاطر العالم كله كان مبهوراً بتنظيم واستضافة قطر، وكل عربي وخليجي كان فخوراً بما قدمته قطر فردّ قائلاً: الحمد لله وعدنا وأوفينا بتنظيم بطولة استثنائية نشعر بالفخر من الوقفة الخليجية والعربية ونحن كعرب كنا في حاجة إلى تسويق أنفسنا وتقديمها إلى العالم، وكأس العالم كانت فرصة لذلك وعكسنا صورة مغايرة لما كان يعكسه الإعلام الغربي عن المنطقة العربية وشاهدنا العالم بعيون حقيقية وعن قرب بعيداً عن تأثيرات الإعلام الغربي الذي حاول التشويش والانتقاد قبل البطولة وبعد فوز الملف وأثناء البطولة ولكن النجاح الاستثنائي تحقق وبامتياز.
وسأل«الخليج الرياضي» ناصر الخاطر عن هواجس ولحظات عالقة في ذهنه قبل وأثناء وبعد البطولة قال: الهاجس الوحيد كان هو الخوف من احتمال إقامة البطولة من دون حضور جماهيري بسبب جائحة كورونا، وكنت أفكر كيف يكون ذلك والعمل تواصل لأكثر 13 سنة قبل المونديال والآمال والطموحات في تنظيم مونديال استثنائي؛ فذلك كان أكثر شيء كان يشغل بالي، ولكن بحمد الله وتوفيقه زالت الجائحة وتحققت كل الطموحات والآمال.