متابعة: عصام هجو
لم توف قمة «الملك» و«الفرسان» في الجولة 14 وافتتاحية الدور الثاني من دوري أدنوك للمحترفين بالوعود، وجاءت متواضعة وشحيحة الفرص، حيث غابت النواحي الجمالية في كرة القدم واختفى عنصر المفاجأة، وكان الأداء تقليدياً من خلال الجري بالكرة والتمرير للأجنحة، لتخرج المباراة بالتعادل صفر-صفر، وهو الذي أرضى الفريقين اللذين سعيا لعدم الخسارة أمام منافس مباشر.
كان الجواب بادياً من عنوانه، في ربع الساعة الأولى من ضربة البداية، وتواصل نفس النمط في الشوط الأول الذي انتهى من دون أهداف، ثم تكرر الأمر في الشوط الثاني، ليخرج كل فريق بنقطة، وليرفع شباب الأهلي رصيده إلى 29 نقطة وبقي في الصدارة، والشارقة إلى 28 نقطة.
وتأثر الفريقان بغياب وفقدان «العقل المفكر»، البوسني ميراليم بيانيتش في صفوف الشارقة، والأرجنتيني كارتابيا عند شباب الأهلي، وبدا ذلك جلياً في قلة الفرص باعتبار اللاعبين من أصحاب اللمسة الحاسمة.
وظهر تأثير غياب بيانيتش واضحاً، حيث شكل عدم لعبه بسبب الإيقاف خللاً في خط وسط الشارقة لما يقوم به من أدوار في تنظيم وبرمجة اللعب بالإضافة إلى انه يقوم بدور التنظيم وبناء الهجمات والاستلام من خط الدفاع.
أما كارتابيا فيكفي أن يطلق عليه «ميسي الفرسان» وفارس الحلول في فريقه فضلاً عن أهدافه الحاسمة لتأكيد تأثير غيابه.
ويحسب لمدرب شباب الأهلي ليوناردو جارديم أنه أفضل من يجيد استخدام وتدوير ترسانة اللاعبين المقيمين التي تشكل قوة شباب الأهلي في كل المباريات، ومايؤكد ذلك عدم تأثر فرقة الفرسان، وكان لافتاً أن جارديم أحسن استخدام ورقة البرازيلي رينان في قلب الدفاع رغم أنه ظهير أيسر.
ويعد رينان من اللاعبين الموهوبين وهو يبلغ 20 عاماً وسبق أن مثل منتخب البرازيل تحت 17 سنة.
حضور جماهيري
وتأثر الفريقان بالتأكيد بالغيابات، لكن المشهد الجميل كان الحضور الجماهيري الجيد في المدرجات رغم سقوط الأمطار.
ولم يكن متوقعاً الحضور الجماهيري الذي شاهدناه في ظل الأجواء الماطرة، ورغم ذلك بقي الجمهور جالساً في المدرجات ويشجع فريقه بحرارة كبيرة هزمت برودة الطقس.
وعلى العموم جاءت المباراة متكافئة، وتحدث المدربان عن التكافؤ والتوازن والنقطة العادلة وأن التعادل نتيجة إيجابية للفريقين.
وقال البرتغالي ليوناردو جارديم مدرب شباب الأهلي: كانت مباراة متوازنة بين فريقين كبيرين ومنظمين، والنتيجة إيجابية وعادلة عطفاً على المردود الفني للفريقين، متصدر الدوري، وصاحب المركز الثاني، والكل يعرف أن الشارقة فريق كبير ويمتلك لاعبين مميزين وهو أحد المرشحين للفوز باللقب.
وأضاف: المباراة كانت شحيحة الفرص، وسنحت ثلاث فرص لفريقي وفرصتان للشارقة، لذلك لا أحد يستحق أن يفوز ولا أحد يستحق أن يخسر. وعلق على احتفال جمهور شباب الأهلي عقب نهاية المباراة بالتعادل: الجمهور يحتفل بتطور الروح القتالية للفريق داخل الملعب، والشارقة فاز علينا في الدور الأول وتعادلنا معه خارج ملعبنا، وهذا يعتبر نتيجة جيدة وإيجابية لنا خصوصاً أننا مازلنا في الصدارة.
وختم تعليقاته بالقول إن شباب الأهلي استفاد كثيراً من استقرار اللاعبين وقال: أعتقد أن الغالبية العظمى من اللاعبين الحاليين على مستوى المواطنين والأجانب والمقيمين تواجدت في الموسم الماضي، ولم نجر تغييرات كثيرة وربما تكون الإضافات التي لحقت بالفريق خلال فترتي لا تتعدى لاعبين أو ثلاثة فقط، وهذا أمر جيد للفريق.
مباراة تنافسية
من جهته، علق كوزمين مدرب الشارقة وقال: لقد كانت مباراة تنافسية، واللاعبون بذلوا مجهودات عالية وحالة الطقس مع أرضية الملعب أثرت على أداء لاعبي الفريقين.
وأضاف: حاولنا ان نلعب للفوز ولكن لم يكن لدينا القوة الهجومية اللازمة لتحقيق ذلك.
وفسر البعض ان كلام كوزمين يشير إلى رغبته بدعم فريقه بمهاجم، ولكن المدرب الروماني لم يوضح ماذا يعني بكلامه.
وأكد أن «المباراة كانت قليلة الفرص ومتوازنة والتعادل إيجابي وعادل»، وأضاف: الغيابات في الفريق أثرت على القوة الهجومية وحصلنا على فرص وأضعناها، وفريقي اجتهد، ويجب ألا ننسى اننا واجهنا فريقاً قوياً وجيداً ويمتاز بسرعة الانتقال إلى الحالة الهجومية، كما ان دوري هذا الموسم قوي جداً والمنافسة ستكون صعبة من خلال تقارب المستويات والمراكز وسيكون أكثر بطولة دوري متوازنة في السنوات الأخيرة.
واستطرد: عندما يكون هناك فريق واحد منفرد بالصدارة لا يكون ذلك في مصلحة الكرة الإماراتية ولكن التنافس القوي بين عدة فرق في السباق نحو اللقب يرفع من مستوى اللعبة ويجعل اللاعبين متمرسين على اللعب تحت الضغوط المتواصلة من مباراة إلى أخرى وهذا بالطبع يصب في مصلحة المنتخب والكرة الإماراتية بصفة عامة.
وأبدى كوزمين امتعاضه بعدما تكرر السؤال عليه مراراً أنه لم يستفد من غيابات شباب الأهلي، وقال: لماذا لاتتحدثون عن غيابات نادي الشارقة، فنحن أيضاً لدينا غيابات لأسباب مختلفة مثل بيانيتش وميلوني.
وتابع: لا أعرف لماذا يسأل الجميع عن غيابات شباب الأهلي، لم أر سوى غياب 3 لاعبين هم كارتابيا وإيغور والمدافع دينايير، ولماذا لم يسألني أحد عن غيابات لاعبينا، لقد كان عندي 10 غيابات.