شنت طائرات حربية إسرائيلية، قبيل فجر أمس الخميس، غارات على قطاع غزة، فيما انطلقت صواريخ من القطاع على أهداف إسرائيلية، بعد أقل من 36 ساعة على زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بهدف الدعوة إلى خفض للتصعيد، فيما اقتحم مستوطنون إسرائيليون، كنيسة «حبس المسيح» في البلدة القديمة من القدس، وحاولوا إضرام النار فيها، إلا أن حراس الكنيسة منعوهم من ذلك. وقدمت السلطات الإسرائيلية رواية مختلفة وهي أنها اعتقلت سائحاً أمريكياً بشبهة الاعتداء على الكنيسة، بينما دان الأردن هدم السلطات الإسرائيلية منازل فلسطينيين في القدس، في حين طالبت المدعية العامة الإسرائيلية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالابتعاد عن مساعي حكومته إدخال تغييرات على النظام القضائي في البلاد.
وإثر الغارات على غزة، اتهمت مصادر فلسطينية الحكومة الإسرائيلية و«سياستها المتطرفة» بفتح الباب على مصراعيه «لتصعيد» على الأرض. وذكرت مصادر أمنية فلسطينية محلية أن الضربات الإسرائيلية استهدفت مركزاً تدريبياً لحركة «حماس» في مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة وآخر في جنوب غرب مدينة غزة.
من جانبه، ادعى الجيش الإسرائيلي أن الطائرات الحربية الإسرائيلية «قصفت مركزاً لإنتاج وتخزين المواد الخام الكيماوية المستخدمة في خط لإنتاج الصواريخ» و«مركزاً لتصنيع الأسلحة»، يقعان وسط قطاع غزة. وتبادلت فصائل فلسطينية القصف الصاروخي مع القوات الإسرائيلية من دون أن يوقع القصف إصابات في الأرواح.
من جهة أخرى، قالت محافظة القدس في بيان، إن ثلاثة مستوطنين اقتحموا مبنى كنيسة «حبس المسيح» الواقع مقابل المدرسة العمرية، وقاموا بتكسير وتحطيم محتوياتها، وحاولوا إشعال النار فيها، مشيرة إلى أن الحارس الموجود في المكان تصدى للمستوطنين. لكن الشرطة الإسرائيلية أعلنت أنها اعتقلت سائحاً أمريكياً بعدما حطم تمثالاً للسيد المسيح في كنيسة بالبلدة القديمة بالقدس.
ودانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية قيام السلطات الإسرائيلية بهدم عدد من منازل الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة، وتهجير سكانها. وحذرت الوزارة في بيان الإدانة الصادر أمس من الإقدام على تهجير الفلسطينيين من منازلهم في منطقة الخان الأحمر، ما اعتبرته خرقاً صارخاً وانتهاكاً جسيما للقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. كما استنكر الأردن الاعتداءات المستمرة التي تستهدف الوجود المسيحي في القدس، وآخرها الاعتداء الذي وقع أمس، على كنيسة حبس المسيح في البلدة القديمة.
إلى ذلك، قالت المدعية الإسرائيلية جالي باهراف ميارا في بيان إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ربما يواجه تضارباً في المصالح، مستشهدة بمحاكمته في قضايا فساد. واتهم ياريف ليفين وزير القضاء في بيان باهراف ميارا «بمحاولة منع رئيس الوزراء من التعبير عن مواقفه» فيما يتعلق بالإصلاحات التي يقول إنها ستؤثر في سلطاتها. وقال المشرع المشارك في الائتلاف الحاكم سيمشا روثمان إن الإصلاح القضائي لا علاقة له بالقضية الجنائية المرفوعة على نتنياهو وإن حديث باهراف ميارا لن يكون له أي تأثير في إقرار التغييرات. (وكالات)