استهل البابا فرنسيس زيارة لجنوب السودان، أمس الجمعة، بمناشدة حارة لقادتها المنقسمين أن يديروا ظهورهم للعنف والقبلية والفساد، وهي الأشياء التي تعرقل تحقيق أحدث دول العالم السلام والازدهار.
وقال البابا في كلمة أمام السلطات والدبلوماسيين وممثلي المجتمع المدني في جوبا عاصمة جنوب السودان «لا مزيد من إراقة الدماء ولا مزيد من النزاعات ولا مزيد من العنف والاتهامات المتبادلة بشأن المسؤولية عن ذلك».
وكان عشرات الآلاف استقبلوا بالرقص والزغاريد وقرع الطبول بابا الفاتيكان لدى وصوله، إلى جنوب السودان في زيارة أطلق عليها «رحلة السلام» رافقه فيها رئيس أساقفة كانتربري ومنسق كنيسة اسكتلندا.
وعشية وصول بابا الفاتيكان، قُتل 27 شخصاً في ولاية وسط الاستوائية حيث تقع عاصمة البلاد جوبا في أعمال عنف متبادلة بين رعاة ماشية وجماعة مسلحة محلية.
وفي سابقة من نوعها، يرافق البابا فرنسيس خلال فترة وجوده في جنوب السودان رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي رأس الطائفة الإنجيلية على مستوى العالم وإيان جرينشيلدز منسق كنيسة اسكتلندا.
ويمثل الثلاثة الطوائف الرئيسية في جنوب السودان وأغلب سكانه مسيحيون.
وكان ويلبي وجرينشيلدز برفقة شخصيات رفيعة المستوى من جنوب السودان على مدرج الطائرات بمطار جوبا في استقبال البابا لدى وصول طائرته من الكونغو الديمقراطية.
ونزل البابا (86 عاماً) من الطائرة في مصعد قبل أن يسير على السجادة الحمراء بكرسي متحرك إلى صالة الوصول بالمطار.
واصطفت حشود ضخمة على جانبي الطريق ولوّح كثيرون بأعلام جنوب السودان وبريطانيا واسكتلندا والفاتيكان.
وسار البابا مستقلاً سيارة صغيرة بيضاء من طراز فيات وكان يلوح من النافذة وحوله سيارات أكبر حجماً ورجال أمن. ورددت الحشود الهتافات أثناء مرور موكبه.
وأراد البابا فرنسيس، زيارة جنوب السودان منذ سنوات لكن في كل مرة يخطط فيها لزيارة البلاد كان يتعين عليه تأجيلها بسبب عدم الاستقرار هناك.
في واحدة من أبرز لفتاته، ركع البابا فرنسيس لتقبيل أقدام قادة جنوب السودان خلال اجتماع في الفاتيكان في إبريل 2019 وحثهم على إنهاء الحرب الأهلية.
وقال ويلبي في وقت سابق من أمس الجمعة إنه أصيب بالصدمة من أحدث عمليات قتل وقعت قبل يوم من الزيارة.
وكتب على تويتر «إنها قصة نسمعها مراراً في أنحاء جنوب السودان. أناشد مجدداً اتباع سبيل مختلف… أن يتعاون أهل جنوب السودان معاً من أجل سلام عادل».
ويلتقي الزعماء المسيحيون الثلاثة اليوم السبت بمجموعة من النازحين ويستمعون لهم. ويوم غدٍ الأحد، سيقيم بابا الفاتيكان قداساً قبل عودته إلى روما.
وفي وقت سابق، اختتم البابا فرنسيس زيارة إلى الكونغو الديمقراطية في ثالث زيارة لمنطقة إفريقيا جنوب الصحراء.
في كينشاسا، ندد الحبر الأعظم مراراً بأعمال العنف الدامية في شرق البلاد داعياً المسؤولين إلى وضع حد للفساد والشباب إلى أن يكونوا «أطرافاً فاعلين» في مستقبل البلاد.(وكالات)