رغم قوتها في الدراما التلفزيونية، ولكن كانت عينها طوال الوقت على السينما، فهو حلم كبير لديها منذ دخولها الوسط الفني أن يحمل أفيش فيلم اسمها كبطلة له، إلي أن حصلت الفنانة إنجي المقدم علي تلك الفرصة مع فيلم “كاملة” والتي تقدم من خلاله أول بطولة مطلقة لها، والتي تنتظر عرضه علي أحر من الجمر لتعرف رأي جمهورها في الفيلم. خاصة بعد أن تلقت ردود أفعال واسعة بعد عرضه في مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الثانية. إنها النجمة إنجي المقدم، التي أكدت في لقائها مع “العربية.نت” علي مدي سعادتها بهذا الفيلم والقضية التي يقدمها ومدى أهميتها سواء للإنسانية بشكل عام أو للمرأة بشكل خاص.
*”كاملة” فيلم له مكانة مختلفة لدي إنجي المقدم، فماهي؟
**بالطبع الفيلم مهم جدا بالنسبة لي فهو أول بطولة مطلقة لي في السينما، ويناقش العديد من الموضوعات الإنسانية من عدد من الأبعاد، فهو موضوع يخص الإنسانية بصفة عامة والمرأة بصفة خاصة. ومن الموضوعات المطروحة العنوسة والتحرش والاغتصاب وتأخر سن الزواج، بالإضافة إلي مشكلة ختان الإناث التي انتشرت بكثرة مؤخرا في مصر، فقصة الفيلم حساسة لما تحتويه من أحداث، كما أن الدور الذي أقدمه من خلاله مختلف عن الأدوار التي قدمتها من قبل.
الفنانة إنجي المقدم
*وهل ترين أن البطولة تأخرت قليلا عليك؟
**لكل شيء وقته، وحسب الميعاد الذي يحدده الله، فلا أحد يعلم الغيب أو أين الخير ومتى سيأتي، وليس علينا سوى السعي والإجتهاد، والتوفيق والنجاح يكون من عند الله، وأنا إنسانة قدرية ومؤمنة بما يكتبه الله لي.
*وماهي الشخصية التي قمتي بتقديمها في الفيلم؟
**”كاملة” طبيبة نفسية وسيدة عانس، حيث تقدم عمرها دون زواج، وتتلقى الكثير من الحالات التي في حاجة إلى علاج في عيادتها. وأثناء أحداث العمل سوف يرى المشاهد حجم الضغوطات التي يفرضها عليها المجتمع، وما يحدث للحالات التي تشرف عليها ومدى تعاطفها مع الكثير وتخطيها بعض حدودها كطبيبة عندما تشاء الصدفة أن تقابل “أسماء”، التي تلعب دورها الفنانة مي الغيطي، وتكتشف أن أزمة “أسماء” هي الوجه الآخر لمشكلتها. ولكن ذلك يجعلها تقع في خطأ مهني بسبب هذا الأمر، وتتوالى الأحداث في قالب إنساني. ولقد قمنا بالتحضير له منذ ما يقرب من 5 سنوات مع المخرج جون إكرام.
*هل كان هناك تدريبات وتحضيرات خاصة علي الدور؟
**لم يكن هناك تحضيرات خاصة، بل كانت ورشة تمثيل على الشخصية، ولو كان القصد هو اللجوء لطبيب نفسي، فأنا لم استعن بأي منهم، للحصول على رأيه. فلقد درست علم نفس ولدي معلومات كبيرة بالإضافة إلى أن المؤلف محمد عبدالقادر معالج نفسي، وكان متواجدا معنا طول وقت التصوير. فنحن كسيدات نعيش في مجتمعات شرقية وذكورية ونواجه جمعينا تقريبا نفس المشاكل ونفس النظرة للمرأة، وفي مجتمعاتنا للأسف يتولد لدينا الإحساس بأن المرأة أقل من الرجل، ودائما ما ينقصهم شيء، وذلك بسبب المجتمع الشرقي. و”كاملة” التي قدمتها لم تكن بعيدة عني كفتاة شرقية وكنت متفهمة جدا لطبيعة شخصيتها رغم صعوبتها.
لقطة من مسلسل لحظات حرجة
لحظات حرجة
*شخصية مليئة بكل تلك التفاصيل فما الذي حمسك لتقديمها؟
**تحمست بشدة عندما عرض علي الفيلم لأنه يسلط الضوء علي موضوعات مهمة جدا، فمازال هناك نساء كثيرات يعانين من الختان والزواج المبكر، بالإضافة إلي فريق العمل المشارك وعلى رأسهم النجم الكبير لطفي لبيب، والذي اعتبره إضافة كبيرة للفيلم، وأيضا سلوى عثمان، ومي الغيطي، وفراس سعيد وآخرين، كما أن الفيلم عندما عرض تأثر الكثيرون بالقصص التي قدمناها من خلاله وخاصة وهم يحكون معاناتهم داخل العيادة فتلك المشاهد كانت مؤثرة جدا.
*في أول بطولة لك كان تعاونك أيضا مع مخرج لأول مرة؟
**أنا أحب دائما التعاون مع أشخاص جدد، لأن لديهم رؤية جديدة ومختلفة، ولقد سعدت بشدة بالتعاون مع جون، فهو مخرج متمكن من أدواته ولديه مرونة وسلاسة في التعامل، كما أنه مخلص لما يقدمه جدا.
*وهل تم تحديد موعد لعرض الفيلم جماهيريا؟
**حتى الآن لم يتم تحديد موعد معين، ولكني لا أعتقد بأنه سيتم عرضه تجاريا في دور العرض، بل سيتم طرحه علي المنصات.
إنجي المقدم
*هل تختارين أعمالك الفنية حسب الدور المعروض؟
**لم أحضر لشيء، لأنى إنسانة على الله جدا، والورق الذى أراه جديدا ويقدم لي ويعجبني وحاسة إني هاقدر أقدم حاجة جديدة من خلاله ومختلفة وأستمتع وأنا أقدمه، أوافق عليه على طول، فلا أحب التخطيط لشيء، لأن اللي أحس إنه مناسب ويشدني له أقدمه.
*ومن يساعدك فى اختيار أعمالك؟
**أختار أعمالى الفنية وأكثر حد بيساعدني زوجي لأنه رقم واحد فى حياتي، وهو مدير أعمالي.
*كيف ترين المنصات الإلكترونية وهل سيطرت علي الأعمال الفنية حاليا؟
**المنصات الإلكترونية أتاحت الفرصة لعدد كبير من الأعمال الفنية للظهور فى النور من خلال عرضها عبر المنصات الإلكترونية، فلقد أجبرت عددا كبيرا من الأعمال ذات قيمة ومستوى فني أن تتنافس على كل المستويات من التمثيل والإخراج والقصة والإنتاج، فحاليا تعرض كل أنواع الأعمال الفنية، منها الاجتماعي والتشويقي والأكشن الرومانسي وكل الأنواع، هذا الأمر ترك تنافسا كبيرا بين كل الفنانين والمخرجين والمؤلفين، وأيضا المنصات الإلكترونية مع الوقت تطور من نفسها.
*بعد البطولة المطلقة لماذا وافقتِ على الظهور بوصفك ضيفة شرف في فيلم “11-11″؟
**أولاً لم تزعجني فكرة ضيوف الشرف، فهي تكون مجاملة للأصدقاء، وإياد نصار من أصدقائي المقربين الذين أستمتع بالوقوف أمامهم، إضافة إلى أن فكرة الفيلم أعجبتني، ودوري في فيلم 11-11 كان جديداً وأؤمن بالأرقام وطاقة الأرقام، فلقد تحمست بالتمثيل مع إياد نصار وللمشروع والفكرة.
*أيهما تفضلين.. الأعمال الدرامية أم السينمائية؟
**أحب السينما جدا، ومن لا يحب السينما؟ لكن لا أعرف لماذا لم يعرض علي حتى الآن أعمال سينمائية تناسبني، لأني لا أريد أن أشارك في عمل سينمائي من أجل المشاركة فقط، يجب أن أدخل السينما بشيء كبير، وليس لمجرد مشاركة فى عمل وأنتهي منه. تُعرض علي أعمال سينمائية كثيرة لكن اختار منها ما يناسبني فقط.