دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الوحدة في خطابه عن حال الاتحاد الثلاثاء، وسط أمسية صاخبة طغى عليها الانقسام الحزبي، ورسم صورة وردية للاقتصاد وهاجم الشركات الكبرى خاصة البترولية، ولوبي السلاح، وتعهد بمواجهة الترهيب الصيني واستمرار الدعم لاوكرانيا، لكنه تجاهل الكثير من قضايا السياسة الخارجية.
انقسام
ألقى الرئيس الديمقراطي خطابه في الكونغرس حيث يملك الجمهوريون اغلبية النواب.وتمكن الجمهور الأمريكي من رؤية الوضع وقد عاد إلى طبيعته بمشادات كلامية قاسية بين البرلمانيين. وهاجمت مارجوري تايلور غرين المفرطة في موالاتها للرئيس السابق دونالد ترامب، بايدن ووصفته بأنه «كذاب». كان كل شيء قد بدأ بطريقة ودية وصفق الجانبان في القاعة لقادة الحزبين. وقال بايدن «القتال لمجرد للقتال والسلطة من أجل السلطة فقط والصراع من أجل الصراع فقط.. هذا لا يقودنا إلى أي مكان». وعندما قرر بايدن تصعيد الموقف وانتقاد المعارضة الجمهورية وخصوصاً سلفه ترامب، حلّت صرخات صاخبة وهتافات استهجان محل الهمسات الغاضبة.
إعادة الازدهار
أكد بايدن أنه يريد «إنجاز المهمة» وأن يعيد لأمريكا ازدهارها و«وحدتها»، وقال وقد بدا مرتاحاً وألقى بعض النكات من دون الابتعاد عن رسالته «يجب أن نكون الأمة التي كنا عليها دائماً عندما كنا في القمة. متفائلون ومفعمون بالأمل ونتطلع إلى المستقبل». وأكد أن الديمقراطية الأمريكية «مجروحة» بالتأكيد لكنها ما زالت «مصونة»، في إشارة إلى محاولة أنصار ترامب اقتحام مبنى الكونغرس في السادس من يناير 2021 عند المصادقة على فوزه في الانتخابات. وأكد أن الاقتصاد الأمريكي في وضع أفضل «من أي بلد آخر على وجه الأرض» في تحقيق النمو على الرغم من التحديات التي فرضها وباء كوفيد-19.
من جهة أخرى، اتهم بايدن شركات النفط الكبرى باستغلال أزمة موارد الطاقة الأخيرة لتحقيق الأرباح، مطالباً بفرض بزيادة ضريبية كبيرة على عمليات إعادة شراء أسهم الشركات لتوجيهها للاستثمار أكثر في الإنتاج. وكان بين الضيوف الحاضرين في شرفة المجلس والدا تايري نيكولز الشاب الأمريكي من أصل إفريقي الذي توفي مطلع يناير بعد تعرضه للضرب على يد شرطيين. وقال بايدن إن الولايات المتحدة «لا تستطيع تجاهل» مشكلة وحشية الشرطة.وأضاف «دعونا نجتمع وننهي مهمة إصلاح الشرطة».
ترهيب الصين
وأكد بايدن بعد حادث المنطاد الصيني الذي حلّق فوق الأراضي الأمريكية قبل إسقاطه في مطلع الأسبوع، أن الولايات المتحدة «ستتحرك» إذا «هددت الصين سيادتها». مؤكداً أنه مصمّم «على العمل مع الصين حيث يمكن أن يخدم ذلك المصالح الأمريكية ويفيد العالم بأسره».
وردّت الخارجية الصينية الأربعاء على مواقف بايدن بحزم وانفتاح على الحوار. وقالت الناطقة باسم الوزارة ماو نينغ في مؤتمر صحفي «سندافع بحزم عن سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية». وأضافت «يتعين على الولايات المتحدة أن تنظر إلى الصين بموضوعية وعقلانية، وأن تنتهج سياسة إيجابية وعملية تجاهها».دعم أوكرانيا
ولم يتطرق بايدن مطولاً إلى قضايا السياسة الخارجية في خطابه الذي دام أكثر من ساعة بقليل وأشار خلاله إلى الدعم الأمريكي لأوكرانيا. وقال متوجهاً إلى سفيرة أوكرانيا لدى واشنطن أوكسانا ماركاروفا «سنقف إلى جانبكم مهما استغرق الأمر. أمتنا تعمل من أجل مزيد من الحريات والكرامة والسلام (…) ليس فقط في أوروبا بل في كل مكان».
إلا أنه لم يأت على ذكر قضايا أخرى مثل إيران أو كوريا الشمالية أو حتى الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا.إلى الداخل أكثر
خلال خطابه، قدم بايدن نفسه كرئيس «يدرك» الصعوبات التي تواجهها الأسر الأمريكية، وخصص معظم خطابه لمشاكل الحياة اليومية. ووعد بالعمل من أجل «المنسيين» من النمو، الذين استطاع الرئيس السابق جذبهم إلى حد ما. وقال «لعقود من الزمن تم سحق الطبقة الوسطى».
وأضاف بأسف «مع مرور الوقت فقدنا شيئاً آخر. كبرياؤنا. ثقتنا بأنفسنا»، واعداً باستعادتها. دعا بايدن الجمهوريين إلى الانضمام إليه في تبني سلسلة كاملة من الإصلاحات الكبرى.
وطلب بايدن فرض حظر «دائم» على البنادق الهجومية،وضرائب باهظة على أصحاب المليارات والشركات المتعددة الجنسيات ووضع سقف لسعر الإنسولن، وتنظيم صارم لعمالقة التكنولوجيا.(وكالات)