يواجه رجال الإنقاذ الباحثين عن ناجين تحت أنقاض الزلزال لحظات صعبة لم يتمالك خلالها بعضهم أنفسهم، من البكاء، خصوصاً عند إنقاذ الأحياء، لا سيما من الأطفال، فيما نجح آخرون في إنقاذ حيوانات كانت تستغيث بطريقتها، خصوصا الكلاب، التي بقي أحدها ملازماً جثة صاحبته ولا يفارقها، رغم قدرته على التحرك.
وانتشل فريق إنقاذ كوري جنوبي، أمس الخميس، طفلة تركية صغيرة من أسفل الأنقاض في مدينة أنطاكيا، عاصمة ولاية هطاي. وبدت الطفلة الصغيرة في حالة جيدة لدى إخراجها وهي محمولة بيد أحد المنقذين. والتف حول الطفلة آخرون يصيحون ويهللون فرحاً بنجاتها، ويلتقطون لها أول صورة بعد أن كُتبت لها حياة جديدة، بحسب ما نشرت صحيفة «تلغراف» البريطانية.
وفي مشهد مؤثر، نشرت «الحماية المدنية الجزائرية» شريط فيديو يظهر لحظة دخول أحد رجال فريق الإنقاذ الجزائري تحت الأنقاض في تركيا، لإخراج طفل عالق هناك. وبعد انتشال الطفل التركي، أجهش عامل الإنقاذ الجزائري بالبكاء وأحدث ضجّة عبر مواقع التواصل الاجتماعي عندما بدأ التكلم مع الطفل بعبارات أبويّة مؤثرة جداً، خصوصاً في ظل هذه الظروف الصعبة التي أحدثها الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، وحدّثه قائلا: «بي بي، أيا وليدي، أيا عمري، أيا حبيبي، أعطيني يدك». وفي واقعة تكشف مدى الرحمة والرفق بالحيوان، تمكنت فرق الإنقاذ التركية من انتشال وإنقاذ كلب صغير من تحت الأنقاض. وأظهر فيديو خروج رأس الكلب من تحت الأنقاض، قبل أن يقدم أحد المتطوعين له شربة من الماء في محاولة لإبقائه على الحياة، حتى إتمام إنقاذه من تحت الأنقاض.
وفي قصة أخرى، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مع صورة جرى تداولها على نطاق واسع، أظهرت رفض كلب التخلي عن صاحبته المحتجزة تحت الأنقاض. وأوضحت الصورة أن امرأة وقعت تحت أنقاض مبنى، انهار إثر الزلزال المدمر، بينما ظل كلب قرب يدها التي خرجت من بين الأنقاض، كأنه ينتظر خروجها.
واستمراراً للقصص الأشبه بالمعجزات، تم إنقاذ طفلة لم يتجاوز عمرها عامين، من إحدى المناطق المنكوبة، بعد أن ظلت 3 أيام تحت الأنقاض والركام. كما تم إنقاذ طفلة سورية تدعى فاطمة بعد مضي 84 ساعة في هطاي التركية، حيث طلبت من الفرق إخراج أمها وأبيها من تحت الأنقاض.
وأنقذت فرق الإغاثة، أمس الخميس، طفلًا من تحت الأنقاض بعد مضي 80 ساعة على وقوع الزلزال المدمر في ولاية قهرمان مرعش جنوبي تركيا.
وأنقذت الفرق الطفل محمد أمين بيرك، أثناء عمليات البحث تحت أنقاض مبنى مكون من 4 طوابق. وتم إخراج الطفل حيًا بعد مضي 80 ساعة على مكوثه تحت الأنقاض، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج. كما نجح فريق إنقاذ لبناني مكون من عناصر فوج الإطفاء والصليب الأحمر والجيش في إنقاذ امرأة تركية حامل، وطفلتها وانتشالهما أحياء من تحت أنقاض مبنى مدمر بالكامل جراء الزلزال. (وكالات)