دخلت قافلة أممية جديدة، أمس الأحد، إلى سوريا من تركيا محمّلة مساعدات يحتاج إليها بشدّة ضحايا الزلزال السوريون، فيما أكدت الأمم المتحدة أن «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) ترفض الموافقة على إدخال مساعدات الزلزال القادمة عبر مناطق سيطرة الحكومة السورية، في حين رفض مبعوث الاتحاد الأوروبي لسوريا الاتهامات الموجهة للاتحاد بأنه يسعى للتملص من تقديم المساعدات.
ودخلت عشر شاحنات إلى سوريا من معبر بابا الهوى في شمال غرب سوريا، محمّلة بلوازم للإيواء المؤقت مع خيم بلاستيكية وبطانيات وفُرش وحبال، وما إلى ذلك. وتُنقل المساعدات الإنسانية المخصّصة لشمال غرب سوريا عادة من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات العابرة للحدود. وأشار وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسّق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، في تغريدة أطلقها إلى أن الوكالة «خذلت حتى الآن الناس في شمال غرب سوريا. هم يشعرون عن حق بأنهم متروكون»، داعياً إلى «تصحيح هذا الإخفاق بأسرع وقت». وقال المسؤول في وزارة النقل السورية سليمان خليل، إن 62 طائرة محمّلة مساعدات حطّت حتى الآن في البلاد ويتوقع هبوط طائرات أخرى في الساعات والأيام المقبلة، خصوصاً من السعودية.
وفي غازي عنتاب حيث قضى نحو ألفَي شخص، ينتظر النازحون في طوابير في ظل درجات حرارة دون الصفر لتلقي وجبة ساخنة تقدّم في إطار حملة تضامن أطلقتها مطاعم في المدينة. ووزّع مطعم برهان تشاداش نحو أربعة آلاف وجبة مجانية للناجين. وقال تشاداش «يجد موظفونا أنفسهم في وضع صعب جداً. سقط ضحايا من عائلاتهم ودمرت منازلهم». وتنام عائلة برهان تشاداش نفسه في السيارات منذ الاثنين الماضي. لكن موجة التضامن أقوى من كل الظروف. وأوضح تشاداش «نريد المساعدة».
من جهة أخرى، أكد متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أمس الأحد، أن نقل مساعدات الإغاثة من الزلزال من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا إلى الأراضي التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة يتعثر بسبب مشاكل في الحصول على موافقة «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة). وقال المتحدث لرويترز «هناك مشاكل في الحصول على موافقة» هيئة تحرير الشام، من دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل. وقال مصدر من هيئة تحرير الشام في إدلب لرويترز، إن الجماعة لن تسمح بدخول أي شحنات من مناطق تسيطر عليها الحكومة، وإن المساعدات ستصل من تركيا إلى الشمال.
إلى ذلك، قال مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، دان ستوينيسكو، أمس إنه ليس من الإنصاف اتهام التكتل بعدم تقديم ما يكفي من المساعدات للسوريين. وأضاف ستوينيسكو لرويترز، أن التكتل والدول الأعضاء فيه جمعوا أكثر من 50 مليون يورو لتقديم المساعدة ودعم مهام الإنقاذ والإسعافات الأولية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية والمعارضة، على حد سواء. وقال في تصريحات مكتوبة «من غير الإنصاف تماماً اتهامنا بعدم تقديم المساعدة في حين أننا في حقيقة الأمر نفعل ذلك باستمرار منذ أكثر من عشر سنوات بل ونفعل ما هو أكثر خلال أزمة الزلزال». وقال ستوينيسكو إن الاتحاد الأوروبي يحث الدول الأعضاء على تقديم المساعدة وإن العقوبات «لا تعيق توصيل المساعدات الإنسانية».
(وكالات)