القاهرة: «الخليج»، وكالات
شددت دولة الإمارات العربية المتحدة، على أهمية إنهاء التوترات المستمرة في الأماكن المقدسة وحولها، ووضع حد لتصاعد الخطاب التحريضي بشأنها، مجددة رفضها وإدانتها لأي انتهاك أو إجراءات استفزازية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس، وكذلك للاقتحامات المتكررة لباحة المسجد الأقصى المبارك، والتهديد بإعادة اقتحامه.
وأعاد خليفة شاهين المرر، وزير دولة رئيس وفد الدولة إلى مؤتمر دعم القدس بالقاهرة في كلمة دولة الإمارات، التأكيد على دعم الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. ودعا إلى وقف عمليات هدم الممتلكات الفلسطينية والتهجير القسري للسكان الفلسطينيين من ديارهم، مطالباً بضرورة منع الأنشطة الاستيطانية التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، مشدداً على أن بناء وتوسيع المستوطنات والطرق التابعة، يشكل انتهاكاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن الدولي. وطالب المرر بوجوب إعادة الأمور إلى مسارها السلمي، وخلق آفاق سياسية تصاحبها عملية لتحسين الوضع على أرض الواقع، وتمهد الطريق للعودة إلى إحياء مسار عملية السلام في الشرق الأوسط. وأوضح أن دولة الإمارات تدعم كل الجهود الإقليمية والدولية، المبذولة للدفع قدماً بعملية السلام على أساس حل الدولتين، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وخلق بيئة مناسبة تتيح العودة إلى مفاوضات جدية، تفضى إلى تحقيق سلام عادل وشامل. وأكد أنه انطلاقاً من التزام دولة الإمارات الدائم والتاريخي والراسخ، تجاه الشعب الفلسطيني ودعم متطلباته في تحقيق كل حقوقه المشروعة وفقاً لما يكفله القانون الدولي، فإنها مستمرة في تقديم الدعم اللازم لتلبية احتياجاته وتمكينه من بناء دولته وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، أسوة بكل الشعوب. وأعرب الوزير المرر، في ختام كلمته، عن تطلعه لأن يحقق مؤتمر دعم القدس النتائج المرجوة منه، عبر إجراءات وخطوات لدعم الشعب الفلسطيني في هذه الظروف الصعبة.
من جهة أخرى، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في كلمة وجّهها للمؤتمر عبر الفيديو كونفرس، على أن وضعية القدس لا يمكن أن يتم تغييرها من خلال إجراءات أحادية، بما في ذلك أنشطة الاستيطان في القدس المحتلة، مؤكداً أنه يمكن تسوية هذه المسألة من خلال المفاوضات بين الأطراف فقط. وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، على أن حل الدولتين، الذي يمثل البديل العقلاني الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يتعرض لتقويض ممنهج ومستمر على يد إسرائيل. وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تمسك مصر بالوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، بما في ذلك المسجد الأقصى بكامل مساحته، باعتباره مكان عبادة خالصاً للمسلمين. وجدد موقف مصر الثابت إزاء رفض وإدانة أية إجراءات إسرائيلية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم لمدينة القدس ومقدساتها.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى «حماية» الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل التي «تجاوزت كل الخطوط الحمر»، وطالب الأمم المتحدة بحماية «حل الدولتين»، ومنح فلسطين العضوية الكاملة في المنظمة الدولية. وحذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، من أن أي محاولة للمساس بالوضع التاريخي القائم في المسجد الأقصى المبارك ستكون لها انعكاسات سلبية على المنطقة بأكملها.
ودعا العاهل المغربي الملك محمد السادس، في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، لإقامة تحالف عالمي لإنقاذ مدينة السلام، والحفاظ على موروثها الحضاري والإنساني المشترك، مؤكداً أن المغرب على قناعة قوية بأن القضية الفلسطينية هي قضية سياسية جوهرية، وهي مفتاح الحل الدائم والشامل من أجل إرساء السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وأكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في كلمة ألقاها نيابه عنه وزير الخارجية رمطان العمامرة، تمسك بلاده بمبادرة السلام العربية كأساس لحل الصراع العربي- الإسرائيلي، وفق مبدأ «الأرض مقابل السلام»، مجدداً العزم على مواصلة وتكثيف جهود الجزائر ومساعيها للدفاع عن القدس المحتلة، في وجه القمع الإسرائيلي الممنهج الذي يستهدف المدينة، وأهلها، ومقدساتها.
وحذر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، من خطورة استمرار الإجراءات الإسرائيلية، التي تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، محملاً المجتمع الدولي مسؤولية الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني فيها، لا سيما المسجد الأقصى المبارك، باعتباره مكان عبادة خالصاً للمسلمين وحدهم.